انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020: ترامب يؤجج نظرية تشكك في ميلاد هاريس بالولايات المتحدة
يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه سمع أن المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس، كامالا هاريس، "غير مؤهلة" لشغل المنصب، الأمر الذي يُضخِّم نظرية قانونية هامشية يرفضها المنتقدون لها باعتبارها عنصرية.
وُلِدت هاريس لأب جامايكي وأم هندية في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964.
ولعدة سنوات، روَّج ترامب نظرية خاطئة مفادها أن الرئيس الأمريكي (السابق) باراك أوباما "لم يولد" في الولايات المتحدة.
وأُعْلِن يوم الثلاثاء الماضي اسم هاريس، وهي عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي، لتكون أول امرأة سوداء يرشحها أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة لخوض السباق نائبة للرئيس في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فقد اختيرت نائبة للمرشح الديمقراطي، جو بايدن، الذي سينافس الرئيس الجمهوري ترامب في الانتخابات المرتقبة.
null
مواضيع قد تهمك
في أول فعالية انتخابية مشتركة: بايدن وهاريس يشنان هجوما شرسا على ترامب
من هي كامالا هاريس التي اختارها بايدن نائبة له؟
بايدن يختار كامالا هاريس نائبة له في سباق الرئاسة الأمريكية
هل يختار بايدن ميشيل أوباما نائبة له في مواجهة ترامب؟
null.
ماذا قال ترامب؟
وسُئِل ترامب خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس بشأن الحجج التي تُروج ضد هاريس.
وقال الرئيس "تناهى إلى علمي اليوم أنها لا تستوفي الشروط، وبالمناسبة المحامي الذي كتب هذه القطعة هو محام مقتدر جدا، وموهوب للغاية".
وأضاف: "لا فكرة لدي إن كان هذا صحيحا. أفترض أنه كان حريا بالديمقراطيين أن يفحصوا هذا قبل أن يتم اختيارها لمنصب نائب الرئيس .. لكن هذا أمر خطير جدا، أنت تقول ذلك، إنهم يقولون إنها غير مؤهلة لأنها لم تولد في هذا البلد".
أجاب المراسل قائلا إنه لا شك أن هاريس وُلِدت في الولايات المتحدة، ببساطة ربما أن والديها لم يكن لديهما إقامة دائمة قانونية في ذلك الوقت.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أعادت جينا إيليس، وهي مستشارة في حملة ترامب، نشر تغريدة صادرة عن توم فيتون، رئيس مجموعة محافظة معنية بالمراقبة القضائية.
وفي هذه التغريدة، تساءل فيتون إن كانت هاريس "غير مؤهلة لتكون نائبة للرئيس بموجب بند المواطنة في الدستور الأمريكي".
كما أعاد نشر مقال رأي كتبه في مجلة نيوزويك جون إيستمان، أستاذ القانون في جامعة تشابمان في كاليفورنيا ، والذي سُئل عنه ترامب.
ما هي الحجة التي يستند إليها أستاذ القانون؟
يستشهد البروفيسور إيستمان بالمادة الثانية من الدستور الأمريكي والتي تذهب إلى أن "لا شخص سوى مواطن طبيعي مولود (في الويات المتحدة)...يكون مؤهلا لتولي (مسؤوليات) في مكتب الرئيس".
ويشير أيضا إلى التعديل الرابع عشر في الدستور "كل الأشخاص الذين وُلِدوا...في الولايات المتحدة، ويخضعون لولايتها، هم مواطنون".
تستند حجة البروفيسور إيستمان إلى فكرة مفادها أن هاريس ربما لم تكن خاضعة للولاية القضائية الأمريكية إذا كان والداها، مثلا، يحملان تأشيرة طالب عندما وُلِدت طفلتهما في كاليفورنيا.
وفي عام 2010، ترشح البروفيسور إيستمان عن الحزب الجمهوري لمنصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا، لكنه خسر لصالح ستيف كولي الذي هزمته لاحقا هاريس في الانتخابات العامة.
وفي أعقاب رد الفعل الغاضب تجاه مقال الرأي الذي نشرته مجلة نيوزويك، تمسكت نانسي كوبر، رئيسة التحرير بقرارها نشر المقال، قائلة الخميس إن مقال البروفيسور إيستمان "لا علاقة له بالموقف العنصري الصادر عن المشككين في المكان الطبيعي للولادة".
ماذا يقول خبراء دستوريون آخرون؟
وقال خبير آخر في القانون الدستوري لقناة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، إن الحجة التي ساقها البروفيسور إيستمان بشأن أهلية هاريس "سخيفة بحق".
وكتب إيروين تشيميرينسكي، عميد كلية القانون في بيركلي، في رسالة بالبريد الالكتروني: "بموجب الجزء الأول من التعديل رقم 14، كل شخص مولود في الولايات المتحدة هو مواطن أمريكي".
وأضاف قائلا "حافظت المحكمة العليا على هذا الموقف منذ التسعينيات من القرن التاسع عشر. كامالا هاريس وُلِدت في الولايات المتحدة".
ووصف لورانس ترايب، بروفيسور في القانون الدستوري بجامعة هارفارد ومنتقد دائم للرئيس ترامب، الحجة التي استند إليها البروفيسور إيستمان بأنها "قمامة" و "خطاب عنصري قائم على الولادة في غير الأراضي الأمريكية".
كيف أجج ترامب نظرية الولادة خارج الولايات المتحدة الخاصة بأوباما؟
في عام 2011، بدأ ترامب في تأجيج نظريات اليمين التي مفادها أن الرئيس، السابق، أوباما ربما ولد في كينيا.
وحتى عندما قدم أوباما نسخة من شهادة ميلاده في أبريل/نيسان في هذه السنة أظهرت أنه ولد في هاواي، استمر ترامب في الادعاء أنها كانت "احتيالا".
وفي سبتمبر/أيلول 2016، سُئِل ترامب في مؤتمر صحفي عندما كان مرشحا جمهوريا للبيت الأبيض، عن هذا الموضوع.
وسعى ترامب إلى نسبة الفضل لنفسه في تبديد الشكوك المحيطة بأهلية أوباما، قائلا للصحفيين: "أنهيت النقاش. الرئيس أوباما وُلِد في الولايات المتحدة. نقطة نهاية".
وحاجج ترامب أيضا في عام 2016، أن منافسه الجمهوري تيد كروز لم يكن مؤهلا للترشح لمنصب الرئيس بسبب أنه وُلِد في كندا من أم أمريكية وأب مولود في كوبا.bbc