مروى العامري.. أيقونة المصارعة العربية والأفريقية
منح الرئيس التونسي قيس سعيد وسام الاستحقاق الرئاسي للرياضية والمصارعة التونسية مروى العامري، التي توجت ببرونزية الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016.
وجاء تكريم مروى العامري، يوم 13 أغسطس الجاري، في قصر الرئاسة بقرطاج، بمناسبة الاحتفال بـعيد المرأة.
وبهذه المناسبة قالت العامري: "هذا التكريم الرئاسي سيزيدني عزما للمضي في طريق النجاح وتلميع صورة تونس والرياضة النسائية بوجه عام".
وأضافت معبرة عن فخرها بالتكريم "أن أمنح هذا الوسام أمر رائع يؤكد مكانة المرأة في تونس وقدرتها على بلوغ أعلى المراتب في كل المجالات".
لم تكن مروى العامري غير اسم عرضي في ساحة الرياضات الفردية والنسائية التي لا تزال ترزح تحت وطأة التهميش في تونس البلد الذي يكاد اهتمام الرياضيين فيه يكون حكرا على كرة القدم دون غيرها من الألعاب.
غير أن تتويجها ببرونزية المصارعة الحرة في أولمبياد ريو دي جينيرو شكل المنعطف الأكبر في مسيرتها، وجعل منها اسما لامعا في المصارعة العربية والإفريقية والعالمية.
وتعد العامري، المولودة في 8 يناير 1989 بضاحية رادس جنوبي العاصمة تونس، إحدى الرياضيات التونسيات القليلات اللاتي شققن طريقهن بثبات في عالم الرياضة ورسمن لأنفسهن مشيرة حافلة بالإنجازات بجانب العداءة حبيبة الغريبي، ولاعبة التنس أنس حابر، رغم المصاعب المتعددة التي تعرفها الرياضة النسائية وأبرزها غياب الدعم المالي من السلطات.
مسيرة زاخرة
وتملك العامري مسيرة زاخرة بالتتويج ولكن إحرازها بطولة إفريقيا للمصارعة 2009 كان له طعم خاص لا لكونه الأول في مشوارها الرياضي فحسب، وإنما لأنه كان منطلقا لسلسلة من الألقاب القارية وحافزا على المثابرة في لعبة كانت تبدو حكرا على الرجال في تونس.
وتقول اللاعبة لـ"سكاي نيوز عربية": "كان ذلك اللقب ملهما لي للمواصلة وشق طريقي نحو النجاح على الرغم من غياب الدعم المالي".
وأضافت: "كنت أتدرب في ظروف صعبة وبإمكانيات يسيرة جدا، ولكن بداخلي كان ينمو عشق رياضة المصارعة والطموح إلى نحت اسمي بأحرف ذهبية في سجلات المصارعة بالعالم، أعتقد أني حققت شيئا يمكن أن يذكره التاريخ لكني أتوق نحو مزيد من النجاح".
كانت العامري، شأنها شأن معظم لاعبي ولاعبات الرياضات الفردية في تونس تستعد لتمثيل البلاد في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 بلندن، ولكن النجاح لم يكن حليفها حيث غادرت السباق باكرا مكتفية بالمرتبة الثامنة، قبل أن تنتفض في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو وتوشح صدرها بميدالية برونزية وزن 58 كيلوغراما في المصارعة الحرة.
وفي ثاني مشاركة أولمبية لها، ضربت العامري موعدا مع التاريخ يوم 17 أغسطس 2013 عندما أصبحت أول لاعبة مصارعة تونسية وعربية وإفريقية تتوج بميدالية أولمبية، وذلك بعد فوزها على منافستها الأذرية يوليا راتكيفيتش بالنقاط (6 -3).
وتقول: "ذلك الإنجاز هو الأعظم بالنسبة لي حتى الآن، كانت لحظات فارقة في حياتي يوم صعدت على منصة التتويج وساهمت في كتابة اسم تونس في سجلات الأولمبياد، كانت تلك الميدالية ثمرة لعمل مضن وشاق وأعوام من التضحية، فالرياضات الفردية لم تلق حظها من الدعم الذي تستحق رغم أنها كثيرا ما كانت في الواجهة."
البدايات والألقاب
كانت مروى العامري قد بدأت مماسة رياضة المضارعة في 2004 ضمن نادي المدرسة الفيدرالية للمصارعة برادس، وهو ناد يشرف عليه اتحاد اللعبة لانتقاء أفضل المصارعات، وأبدت اللاعبة في خطواتها الأولى مؤهلات واعدة للبروز والنجاح قبل أن تنتقل لنادي جمعية مقرين (جنوب العاصمة).
بعد ذلك تفرغت اللاعبة للاحتراف وتوجت بالميدالية البرونزية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وأعادت الإنجاز ذاته في دورة 2013.
وفي بطولة العالم للكبار 2017 توجت بالميدالية الفضية وكانت بذلك أول امرأة أفريقية تصل إلى نهائي بطولة العالم وتفوز بمركز الوصافة بعد أن خسرت نهائي البطولة أمام الأميركية هيلين ماروليس.
أما في المسابقات الأفريقية، فقد فرضت العامري سيطرتها على اللعبة حيث أحرزت بطولة أفريقيا للمصارعة في 11 مناسبة فضلا عن 3 بطولات عربية.
وتطمح العامري لإضافة حلقة جديدة إلى سلسلة نجاحاتها وذلك في بطولة العالم للمصارعة 2021 في صربيا فضلا عن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو والتي تم تأجيلها إلى العام المقبل جراء تفشي فيروس كورونا.
وتقول لسكاي نيوز عربية: "ذهبية الألعاب الأولمبية حلم لا يزال يراودني، الأمر سيتطلب تضحيات كبيرة وتحضيرات مضنية ودعما كافيا من المشرفين على اللعبة في تونس وإذا ما توفرت هذه الأمور فالعزيمة ستكون سلاحي الأول لإهداء تونس ذهبية أولمبية جديدة".سكاي نيوز