فقاعة نتائج التوجيهي...طواحين هواء الوزارة ستطحن ملفات التعليم وأعمدته
انفجرت مصيدة نتائج التوجيهي في وجه حكومة الرئيس عمر الرزاز؛ فحرف البوصلة الشعبية باتجاه جابر(المعبر) لا جابر الوزير ، وإجراءاته الرخوة، لكن التاريخ الأردني الحديث سيحتفظ بحادثة التوجيهي في ذاكرته المتخمة بالأحداث.
في التفاسير السياسية لسيناريوهات توجيهي 2020 أن وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ظن أن تجسير الهوة الغائرة بين الشعبي والرابع سيكون بكبسولة جديدة اسمها نتائج التوجيهي.
التفاسير ذاتها تغوص بملعقتها في قدر السياسية والمزاج الشعبي فلا تجد شيئا سوى بعض من حساء بطعم الحنظل، ساهم بعلم أو بغيره في تآكل التوجيهي، وفقدان سمعته ليس محلياً بل خارجياً.
وإذا أسقطنا فوارق التفسير ونوايا التبرير في قدرة الإدارة الحكومية على التعامل مع ملفات حيوية بطريقة مستدامة ومتكاملة بعيداً عن الخضوع لمتطلبات بشرية أو فيروسية. فإن النهضة التي أصبحت كاريكاتورا معالجاً ستقودنا لا محالة إلى ربيع مبكر لا قدر الله .
الوزير الذي تَدوّر في وزارة التربية والتعليم منذ (2004) تمنى في سره أن يكون أحد الطلبة الذين حالفهم الحظ في توجيهي تجاوزت نتائجه كل الخطوط الحمراء، في مفارقة تاريخية ستحرق رؤوسنا بعد أن تذهب السكرة وتأتي الفكرة.
لنفترض أن الوزير النعيمي الذي اجتاز (التوجيهي) في سبعينيات القرن الماضي بعد أن انتزع الأخير اللقب من (المترك) خطط لهذه النتيجة استناداً إلى تفكير ابتكاري شمولي أنتج خيارات جديدة بعد أن آلف بين معطيات قائمة لإخضاع المواطنين لضربة توجيهي تقيهم حر الرسمي؛ فهذا الإبتكار أظهر في الضفة الأخرى رعباً على قدرة الطلبة والأهالي في تحقيق الآمال في دراسة تخصصات صار القبول فيها ضربا من الخيال بعد أن أغدقت الوزارة على طلابها بمعدلات سخية.
للأسف المعاذير والتبريرات التي ساقها الوزير ليست مقنعة، والإسراف في تبسيط الإنتقادات غير مقنع حتى للطلبة أنفسهم، وإن بدوا في لحظة الفرح مبتهجين، فالفرح موهوم، والقلق محتوم على الرضى بعد أن تخنقهم دموع خيبات الأمل في رحلة البحث عبر أروقة الجامعات عن مسار تعليمي رسموا ملامحة لحظة نطق نتيجة التوجيهي.
وفي ظل التغيير الدراماتيكي الذي طال فلسفة التوجيهي باعتباره من الزوايا الاستراتيجية في مسيرة التعليم، نستخدم حق السؤال، فهل نضجت سياقات الرشد عند اتخاذ هذا القرار؟! وهل أخُضعت هذه النتائج لمحاكاة تظهر حجم الارتدادات مرحلياً على القبول في الجامعات خاصة الطلبة الذين لا حواضن لهم وصولا إلى مستقبل التعليم في الأردن الذي يفترض تجويده لا تقزيمه، وأين تقع مرحلة كورونا السابقة واللاحقة في السياسة العامة لمتطلبات العرض والطلب.
بالنتيجة، ليس خافياً على ذي بصيرة بأن طواحين هواء الوزارة تطحن ببطء ملفات التعليم وأعمدته، ورغم طهارة نوايا البعض، إلا أن هناك ما يدار في السر لينسجم الطحن مع بابور الطحان.
نفرح للطلبة بلا شك فقد اخترقت الشمس شقوق وجعهم، ومع هذا فلولا أن لطف الله كان غالبا، لتغنينا اليوم بالمائة الأوائل بعد أن كانوا العشرة الأوائل، كالعشرة المبشرين في الجنة ونعيمها.
رحم الله من عَبروا على تربيتنا وتعليمنا منذ بدء حكاية الوطن فيسطع نجم (ذوقان الهنداوي) ومن هم بحجمه، اذ ظل عنوانهم العريض أهدافا وطنية ثابتة لا يساومون عليها، حاربوا التحديات ليخلقوا فرصاً، ورفضوا الإملاءات لينبتوا أجيالا حملت رسالة الأمة والعروبة.