سلامة المرافق التعليمية والحدود البرية

مرة اخرى تعود جائحة فيروس كورونا الى الواجهة ولكن بسيناريو عكسي، فحالات الاصابة اليومية بهذا الفيروس في تزايد ملموس مقارنة بما سبق، يرافقه التحذير الحكومي المستمر فيما يتعلق بالعودة الى نقطة البداية في مواجهته، والحديث المستمر عن مصفوفة الاجراءات واهمية تعديلها للبقاء عند مستوى متوسط الخطورة (المرحلة الزرقاء)، عدا عن التحذيرات المستمرة للمواطنين بضرورة عدم التجمع واقامة بيوت العزاء والاحتفالات وما الى ذلك من تحذيرات مماثلة، اضافة الى اعتراف رسمي بالتهاون والتراخي في المراكز الحدودية الذي ادى الى ارتفاع وتيرة الاصابة بهذا الشكل.
سابقا كان تعداد الاصابات على اساس محلية وغير محلية، الامر الذي يشي بان الاردن كاد ان يكون خال من الوباء وان مكمن الخطر خارجي، وعلى الرغم من هذا الامر كانت هناك حالة من التراخي في هذه المراكز الحدودية لتصبح منافذ المملكة البرية هي مصدر الخطر على الحالة الوبائية في الاردن، الا ان الحل اعتمد على جمل من مسؤولين مطلعها «سـ و سوف» ما يعني ان الاجراءات تحتاج الى امد ليس بالطويل الا انه ليس قريبا حتى يتم تصويب اوضاع منبع الخطورة، وهنا يكمن مربط الفرس، خاصة وان هذه الفترة الزمنية قد تتضمن في طوى ايامها حالات اكثر وامكانية عدوى اكبر مما سبق.
اعتماد الخطاب الاعلامي الرسمي على العموميات فتح المجال واسعا امام التكهنات، فلا تفصيل عن الاجراءات المزمع تنفيذها، ولا تفاعل ملموس على ارض الواقع لايجاد حل للمراكز الحدودية، ولا زيارات ميدانية مصورة تثبت ان العمل بدأ اساسا في ترميم ما تصدع من انجاز في مجابهة هذه الجائحة العالمية، كما ان الاتكاء على وعي المواطن بشكل كبير لن يفضي الى النتيجة المتوقعة ولن يعود بنا الى احصاء حالات معدودة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، وان عدم اتخاذ قرار فوري بتنفيذ اصلاحات عاجلة جدا لمواجهة خطورة تزايد الاعداد يجعلنا نقترب من مستويات متراجعة لمنسوب الخطورة الوبائية في الاردن.
صحيح ان اعداد الاصابات اليومية بهذا الفيروس ما زالت اقل بكثير من معظم دول العالم، الا ان الحذر اوجب، ففي جانب التوعية المجتمعية مازال هناك حاجة لتعميقها اكثر مما هي عليه الآن، فتغيير لغة الخطاب والنظر في السبل الممكنة لتحقيق هذه الغاية افضل بكثير من تهديد ما سمته منطمة الصحة العالمية بالموجة الثانية من الفيروس، علما بان الجميع مازال يقع تحت مظلة الموجة الاولى بتصنيف هذه المنظمة، والمقصود هنا جعل العادات الصحية روتينا يوميا خاصة لطلبة المدارس والجامعات، من خلال اجراءات تفرض على المرافق التعليمية كتوفير معقمات هواء (رشاشات) للداخل اليها والخارج منها ومراقبة حثيثة للكوادر التعليمية والطلبة خاصة للمرحلة الابتدائية، يرافقها انزال عقوبات على المقصرين سواءا في المدارس الخاصة او الحكومية، وغيرها الكثير من الاجراءات الفورية.
كما ان العودة الى الصفوف المدرسية بانتظام دوام رسمي امر مهم للغاية لما يشكل من حالة استقرار نفسي لدى الطلبة والاهل، عدى عن كونها مصدرا للنظام والانتظام، بالمقابل فان هذا الامر لا يقل خطورة عن المراكز الحدودية التي تسببت في ارتفاع عدد الاصابات اليومية بالفيروس، لذلك لابد من العمل بشكل متوازي وفاعل وسريع لتفادي الخطر عن ابنائنا الطلبة، وتقليص حجم الاصابات من المنافذ البرية لضمان العودة الى الوضع الوبائي السابق والذي كان مصدر امن واطمئنان للجميع.الدستور