"أخبار مبشرة".. تجربة من الواقع تثبت فعالية الأجسام المضادة لكورونا

وجد باحثون أدلة جديدة على أن الأجسام المضادة يمكن أن تقي فعليا من إعادة التقاط العدوى بفيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال بحثهم في سفينة صيد أميركية أبحرت وتعرض معظم طاقمها للعدوى بالفيروس، إلا أن ثلاثة منهم لم يصابوا به.

ووفق صحيفة نيويورك تايمز، أجرى الباحثون، وهم من سياتل في ولاية واشنطن الأميركية، دراستهم على السفينة "ذا أميركان دايناستي"، التي كانت تحمل على متنها 122 بحارا، أصيب نحو 85 في المئة منهم بالفيروس، خلال رحلة صيد، في مايو الماضي.

ويشير البحث إلى أنهم لدى عودتهم من الرحلة التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع في البحر، وإجراء الفحوصات عليهم، تبين أن 104 منهم كانوا مصابين بالفيروس، لكن ثلاثة بحارة كانوا قد تعافوا قبل الرحلة منه، لم يصابوا خلال تلك الرحلة ولم تظهر لديهم أي أعراض.

وقال الباحثون إن هذا يظهر أن "وجود الأجسام المضادة من العدوى السابقة كان مرتبطا بشكل كبير بالحماية من عودة التقاط العدوى".

صحيفة نيويورك تايمز، قالت إنه "رغم صغر حجم الدراسة، إلا أنها تناولت أحد أهم الأسئلة الملحة وهو: هل الاستجابة المناعية لنوبة من الفيروس تحمي من الإصابة به مرة أخرى؟".

ومن يميز هذا البحث أيضا أنه أجري على البشر، على عكس التجارب الحالية التي تقيس الأجسام المضادة في الحيوانات.

جيسي بلوم، عالم الأحياء التطوري في مركز "فريد هتشنسون لأبحاث السرطان"، في سياتل، وأحد المشرفين على الدراسة، أشار في تغريدة إلى أهمية هذه النتائج بالنسبة لتصميم لقاح ضد كورونا.

ويرى بعض العلماء أن الإصابة بالفيروس تخلق استجابة مناعية لدى المصابين، ويعتمد تطوير لقاحات حاليا على استخراج هذه الأجسام المناعية لوقف عمل الفيروس.

لكن العلماء لا يعرفون حتى الآن الكمية المناسبة من هذه الأجسام في الشخص المتعافى لتحميه من عدم التقاط العدوى مجددا.

والأخبار المبشرة في التجربة هو أن كمية هذه الأجسام المضادة، في اثنين من البحارة الثلاثة كانت متوسطة، بحسب الباحثين المشاركين.

الدكتور ألكسندر غرينينغر، عالم الفيروسات بجامعة واشنطن في سياتل، قال إن النتائج تشير إلى أن معدل تركيز الأجسام في الدم، الذي كان متوسطا، منع التقاط العدوى مرة أخرى في ظروف كانت فرصة الإصابة بالفيروس فيها مرتفعة (بالنظر إلى ارتفاع معدل الإصابات على ظهر السفينة).

الحرة