الإضراب عن الطعام.. نهاية قد يكون فيها الموت أفضل الإحتمالات!
محرر الشؤون المحلية - الإضراب عن الطعام.. سلاح أخير يلجأ إليه المطالبون بحقوقهم، كوسيلة حاسمة، تضع الطرف المقابل أمام مرآة الضمير، ومحكمة الوازع الأخلاقي.
هذا السلاح هو الأكثر صرامة في أساليب المقاومة غير العنيفة، ولكنه رغم سلميته سلاح يذكرنا من حيث المبدأ بعقيدة الساموراي، التي تعلي الموت على الخضوع!
نعم، الموت هو النتيجة الحتمية لاستمرار الإضراب عن الطعام لفترة طويلة. وتختلف مدة القدرة على البقاء دون غذاء من شخص إلى آخر.. ولكنها تبلغ في المتوسط ستين يوما.
على أية حال، الموت ليس هو الخطر الوحيد الذي يحدق بالمضربين عن الطعام، فهنالك مشاكل صحية عنيفة، قد تصل لفقدان الإدراك بالوجود، بعد تفتك أعضاء الجسم الداخلية، خاصة بعد اليوم الأربعين.. عندها قد يكون الموت أكثر رحمة!
من المعروف أن جسم الإنسان لا يمكنه الاستغناء عن "الجلوكوز"، المصدر الأساسي للسعرات الحرارية اللازمة التي نحتاجها يوميا.. وبفقدان هذا المصدر نتيجة الإضراب عن الطعام، تبدأ رحلة الموت البطيء.
بعد نفاد الجلوكوز، يلجأ الجسم إلى تفكيك المخزون الدهني، خاصة في القلب والكبد والعضلات، وتكسير البروتين للحصول على الأحماض الأمينية، من أجل تحويلها إلى وقود بديل، حتى للمخ، الذي سيتعبه هذا البديل الرديء!
هنا، يبدأ الجسد باستهلاك بنيته الحيوية، ما يتسبب في تدمير لخلايا العضلات، وفشل محتمل للأعضاء الداخلية، وإضرار خطير بالدماغ، قد يصل إلى الهلوسة والخرف، طبعا في حال النجاة من الموت!
تحليل الجسم لأنسجته يبدأ بعد أسبوعين من الإضراب عن الطعام.. وبعد ثمانية عشر يوما يفقد المضرب حتى شعوره بالعطش، ويدخل في مرحلة دوار مستمر، وخمول ذهني، وإحساس دائم بالبرد والقشعريرة.. وبعد ثمانية وعشرين يوما يصبح مجرد الوقوف أمرا مستحيلا.. حتى يبدأ خطر تدمير أعضاء الجسم بالتزايد بعد مرور شهر.. وبعد شهرين، يصبح الموت أقرب مما يمكن تخيله.
يذكر أن أعضاء مجلس نقابة المعلمين مازالوا مستمرين في إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ اعتقالهم، قبل ثمانية وعشرين يوما!