مرحلة الإنكشاف
بدأت مرحلة الإنكشاف التالي
يعيش عالمنا العربي حالة من التراجع الذي يتسم بالذل والإنحطاط على مدى المائة عام المنقضية وقد تتشابه هذه المرحلة بهذا الإنحطاط مع حالات مثلها او أسوء منها ولكن ما أعنيه بان الأحوال التي نعيشها هي الأسوء في السنوات التي عاشها آبائنا وأجدادنا والتي نحياها الآن والتي نرى فيها وهن النفوس ومرضها وتعب القلوب وحالها وخيانة الضمائر وموتها والتي تتمثّل في كفر الإنسان وتملُّقه وخيانة الأمانة وتبجُّحها وحلاوة الألسن وكذبها وحركات الأطراف وفسقها .
ولعل حال الأمة ينطبق على الجميع من حكّام ومحكومين من قادة وشعوبا بل وقد يمسُّ أحيانا أغنياء وفقراء ولعلّ هذه الحال التي وصلنا لها بسبب ضعفنا من نواحي عديدة بدءا من بعدنا عن الدين وعدم إيماننا الحقيقي بقوّة في قدرة الله تعالى وثمّ بتمسكنا بمغريات الحياة المختلفة من مال ولهو ونساء وطعام وتكنولوجيا في الألعاب والسيارات والطائرات وخلافه وكلُّها إقترنت بحب المال واللهو .
وقد ترافق ذلك مع مآرب وخبايا الصهاينة وبعض الدول العظمى ممّن لهم مآرب وغايات أخرى ضدّ العروبة والإسلام حيث ساعدوا على أن ننسى ديننا الحنيف وقيمنا الحقيقيّة وجعلونا ننجرُّ الى ما يريدونه وما يُحقِّق رغباتهم ومخطّطاتهم بكل سهولة ويسر بل ويُشعرونا نحن العرب باننا نعمل لمستقبل أفضل وحياة أجمل لنا ولأبنائنا ولبلادنا ومن أجل ذلك أصبحنا نأخذ منهم وننسى ما لدينا من دين حنيف وقيم خلاّقة وعادات متأصِّلة وأصبح إنجرارنا خلفهم بلا أخلاق ولا خوف حتّى وقعنا في المحظور وبتنا حكّاما ومحكومين بمثابة عبيد لهم .
وأقسى ما نحن فيه أننا مسرورين على وضعنا بل اصبحنا نربّي أبنائنا على تلك السلوكيات البطّالة والتي لا يقبلها دين ولا حسن سيرة و سلوك وشيئا فشيئا نرى إنحدارا في أخلاقنا وسلوكياتنا وبعدنا عن الدين بينما نُشيد أحيانا بأخلاق اعدائنا حتّى أننا نبرِّر أحيانا إندفاع بعضنا للتحالف مع العدوْ بانه مصلحة وطن أو منفعة للبلد متناسين تاريخ مضى وذلك العدو يأكل فينا ويقضم أوطاننا قطعة قطعة ونحن متقوقعين لا نفكِّر ابعد من أنوفنا أو لا نريد ذلك بينما نحن متأكدين في داخلنا أن الصهيونيّة ستخطف الدول العربيّة واحدة بعد الأخرى بحجج واهية مثل أن الفلسطينيّون يخلقون وجع راس للعرب وحكّامهم فيجب الخلاص من قضيتهم بنشرهم في دول العالم المختلفة ومنها بعض الأقطار العربية خاصّة بعد ضمِّها تحت الجناح الإسرائيلي بأيِّ شكل أو مسمّى وتحت تخويف العرب وخاصّة السنّة منهم بالذئب الإيراني وبعد ذلك يأتي الثعلب اليهودي ليفترس المسلمون بمعتقداتهم الشيعيّة في إيران والسنيّة في تركيا وهكذا يُسيطر اليهود على منطقة الشرق الأوسط الكبير الذي دعى إليه شمعون بيريز فبل أكثر من عشرين عاما وهكذا خلال عقدين من الزمن قد يُسيطر اليهود لا سمح الله بعددهم القليل على الشرق الأوسط الكبير شاملا إيران وتركيا وتصبح هي قبلة العالم في الاقتصاد والسياسة مستخدمة كافّة وسائل الخديعة والسياسة المتاحة وغير المتاحة أخلاقيا وخلاف ذلك .
ونحن كعرب ومسلمون إذا لم نعد الى الله ولم يقف الله معنا سندخل في آتون مصائب الصهيونيّة ومكائدها ولن نستطيع التخلص من كيدها دون إتحادنا والعودة الكريمة لله تعالى مخلصين الدينن له ومتكلين عليه بصدق وامانة وبقلوب خاشعة له نرجو رحمته ونخشى عذابه.
إنّ الحديث هذه الأيام حول إنشغال الدول العظمي وغيرها في إيجاد لقاح لينقذنا من هذا الوباء الذي أصاب على ما يزيد عن ثلاث وعشرين مليون إنسان وتسبب في وفاة اكثر من ثمانمائة الف من البشر وادى الى فقدان الملايين من الشباب أعمالهم كما أدى الى تراجع الاقتصاد في العالم خاصّة ان الحديث يدور عن موجةجديدة لهذا الفيروس حيث يؤدي الى وجبة جديدة من الكورونا بينما ترتأي دول على اعتبار هذا الوباء مرض موسمي كالرشح والإنفلونزا ويجب عودة الحياة الى طبيعتها مع اخذ بعض الإحتياطات الصحيّة حتى يتم تصنيع عقار مناسب له .
ويحق للمواطن في ايِّ دولة أن يتسائل هل هذا الوباء جاء نتيجة خطأ بشري وصعب السيطرة عليه أم انه جاء نتيجة تخطيط شيطاني دون تصنيع ترياق مناسب لوقف انتشاره أم أن بعض الدول العظمى عملت وتعمل على إستغلال هذا الفيروس ونشر أضراره لتحقيق مآرب معينة ضد دول وشعوب ضعيفة وثم إنقلبت أضرار هذا الفيروس عليها فالحق بها شر الهزائم والخسائر ولم تستطع إيقافه حتى الان .
وفي كلا الحالات فإنه من تدبير رب العالمين ليعلِّم البشر درسا أنهم مهما توصّلوا في علومهم ومعارفهم فإنهم لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا إلا إذا اراد الله شيئا فيقول له كن فيكون قال تعالى في سورة غافر ( هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) صدق الله العظيم .
ومما يبدوا أنه يجري التاثير على شعوب الدول المختلفة لتسير في ركب الدول العظمى وتقنع شعوبها بما تمليه عليهم حكامها .
حتّى وكأنه بدات تتكشّف المرحلة القادمة لعالمنا وكان الدائرة تدور علينا ونحن ننتظر دورنا الذي لن تغسله سوى أن يأتي كوفيد -19 أقوى من الذي كان .