ترتيب البيت الفلسطيني. .. أساس للتصدي للمؤامرات. ..؟
خطورة المرحلة الحالية على فلسطين ارضا وشعبا وهوية وتحديدا منذ تولي الرئيس ترامب الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية تزداد تصاعدا وتتمثل في :
--- الإنحياز الأعمى والدعم المطلق للكيان الصهيوني العدواني
--- التنكر لمبادئ القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ قرن من الزمان
--- إنكار حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية وعلى رأسها حقه بالتحرر من نير الاستعمار الصهيوني وإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تنفيذا لقرار التقسيم رقم 181 و حق اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
--- تساوق بعض الأنظمة العربية مع مشروع الثنائي نتنياهو ترامب "مؤامرة القرن" دفاعا عن ذاتها وعلى حساب سيادتها ومصالح مواطنيها وما الإتفاق الثلاثي الذي اعترفت دولة الإمارات بموجبه بدولة الإستعمار الإحلالي الصهيوني وتشريع جرائمها بحق فلسطين أرضا وشعبا إلا نموذج لذلك .
--- سعي بعض الانظمة إتقاءا لغضب وشرور إدارة ترامب بتقديم تنازلات للحركة الصهيونية وأهدافها التوسعية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والقانونية والحقوقية والسياسية وما التصريحات والتسريبات المنسوبة لمسؤولين في دول عربية المبشرة عن قرب الإعتراف بدولة إسرائيل الاستعمارية العنصرية تقدمها كورقة إنجاز ودعم لسياسته الخارجية يحملها ترامب في حملته الإنتخابية اوخوفا من إجراءات وقرارات عنجهية غير محسوبة قد يلجأ اليها ترامب دعما لحملته الانتخابة في الربع الساعة الأخيرة التي تسبق الثالث من تشرين الثاني يوم الحسم .
بناءا على ما تقدم فالعمل على ترتيب البيت الفلسطيني بما يكفل رص الصفوف وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات والمؤامرات مسلحا بدعم وحراك جماهيري عريض بات أمرا ضروريا تقع مسؤوليته على عاتق جميع القوى دون تمييز فخطورة المرحلة لا تترك مكانا لمتردد أو متقاعس .
وما مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدعوة لعقد سلسلة من اللقاءات التي جمعت جمعت وستجمع كامل الطيف السياسي الفلسطيني على مختلف المستويات القيادية والجماهيرية إلا باكورة لترتيب البيت الفلسطيني وتعبئة وحشد قواه على مختلف الأصعدة بما يعزز و يرسخ قوة ووحدة القرار الفلسطيني المستقل الذي خطه الشهيد ابو عمار وصانه رفيق دربه أبو مازن بحكمته وشجاعته .
لترتيب البيت الفلسطيني أهداف منها :
أولا : إجهاض كافة أشكال المؤامرات التي تستهدف شرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
ثانيا : وضع إستراتيجية مقاومة للإحتلال الصهيوني بكافة الوسائل المتاحة والمكفولة بميثاق الامم المتحدة تشارك بها كافة قوى الشعب الفلسطيني السياسية والشعبية والفكرية والإعلامية كنتيجة حتمية لعنجهية القيادات الصهيونية التي عملت ولا زالت تعمل على ترسيخ وإدامة إستعمارها عبر إنتهاج سياسة إجرامية لا قانونية ولا إنسانية ولتنصلها من تنفيذ إلتزاماتها المنصوص عليها بالقرارات والإتفاقيات والعهود الدولية في إنتهاك صارخ للشرعة الدولية التي تكفل للشعب الفلسطيني حقه بتقرير المصير ونيل إستقلاله حتى إرغام قوات الإستعمار الصهيوني العنصري إنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عدوان حزيران عام 1967 وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة .
ثالثا : توحيد وتحفيز وتعبئة الجهود النضالية لكافة مكونات الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها وفق برنامج عمل وطني متوافق عليه من حيث الآليات والهدف المرحلي على طريق دحر الإحتلال الصهيوني الإرهابي من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة المتعارف عليها بموجب القرارات الدولية الصادرة منذ عام 1947 وقبيل إنهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين .
رابعا : التنسيق مع جميع الدول والشعوب بمكوناتها السياسية والشعبية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والرافضة لتصفية قضيته الوطنية بهدف تشكيل جبهة دولية عريضة مؤهلة وقادرة على إجهاض أي مشروع تآمري يتناقض مع القوانين الدولية ومع مبادئ الأمم المتحدة وما مؤامرة القرن التي حملت إسم الرئيس الأمريكي ترامب إلا نموذج للغطرسة والعنجهية النتنياهوية الإستعمارية التي تقتضي أن تضطلع هذه الجبهة الدولية العريضة بواجباتها للدفاع عن أهداف ومبادئ الأمم المتحدة بترسيخ الأمن والسلم الدوليين وتصفية الإستعمار فلم يبقى في العالم دولة ترضخ تحت نير الاستعمار منذ سبع عقود الا فلسطين كما لم يبقى شعب يعاني من اضطهاد وجرائم وتنكيل وتشريد على مدار سبع عقود الا الشعب الفلسطيني ولم يبقى شعب على إمتداد الكرة الأرضية يعاني من سلب حريته ومصادرة حقه بالسيادة على ارضه وثرواته وحرمانه من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة لسبع عقود إلا الشعب الفلسطيني في ظل غياب عمل دولي رادع للإحتلال وحام للشعب الفلسطيني .
ويقع على رأس الإجراءات المقترحة العمل على ثني الرئيس ترامب خلال ما تبقى له من عدة اسابيع في موقعه الرئاسي عن الموافقة والإستمرار في الانقلاب على القيم الامريكية وعلى النظام العالمي إذعانا لمهووس بالعظمة الكاذبة وجنونها " نتنياهو " وقبوله أن يكون أداة طيعة ضاغطة على دول عربية لحمل بعضها للإعتراف بدولة العدوان والاستعمار " إسرائيل " وحمل بعض آخر " غير مهيأ حاليا " لبناء علاقات أمنية وتجارية معها دون توقيع إتفاقيات أو إقامة علاقات دبلوماسية إلتفافا على الهدف الحقيقي لترامب بتنصيب الكيان الصهيوني قائدا وزعيما وشرطيا للمنطقة العربية خدمة وتنفيذا لرؤى ومخططات واحلام غلاة التطرف والعنصرية والعدوانية نتنياهو .
لتحقيق الأهداف أعلاه يستدعي من جميع مكونات الشعب الفلسطيني التعبير عن دعمها وإلتفافها حول منظمة التحرير الفلسطيني وقيادتها ومشروعها الوطني النضالي بمناهضة الإستعمار ونيل الحرية والإستقلال .
وما مبادرة رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني السيد محمود عباس الهادفة إلى ترتيب البيت الفلسطيني وفقا خطة تدرجية مستندة إلى قوة الشعب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته وإيمانه بالإنتصار على قوى الشر والعدوان والإستعمار إلا تأكيد على إستراتيجيته بالمضي قدما وبعزيمة صلبة لا تلين بدعم شعبي عربي وشعوب صديقة مدعمة بجبهة دولية عريضة تؤمن بسمو قوة الحق وترفض حق القوة نحو مجابهة الإحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكيا ترامبيا حتى التحرير والإستقلال .
ومن الخطوات الهامة والضرورية منها ما هو معلن ومنها غير المعلن ومنها التي لا يمكن ان تغيب عن ذهن و فكر القيادة الفلسطينية وقائدها الحكيم محمود عباس والتي تحتل أهمية في سياق التصدي للتحديات :
أولا : الدعوة لاجتماع أمناء وقادة الفصائل والقوى الفلسطينية بأقرب وقت لاعادة اللحمة للعمل الفلسطيني المشترك في رسالة واضحة موجهة للعالم مفادها بأن الشعب الفلسطيني وقيادته يقف موحدا تحت مظلة م ت ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في مواجهة مؤامرة القرن وفق برنامج نضالي وطني متوافق عليه .
ثانيا : دعوة المجلس الثوري لحركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لاجتماع في دورة غير عادية لوضع إستراتيجية مقاومة تتفق وطبيعة التحديات للإضطلاع بدورها النضالي في قيادة مرحلة سياسية تتسم بتكثيف وتصعيد الضغوط السياسية والإقتصادية والمالية والاجتماعية بحق الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية في مخطط عدواني يستهدف فرض امر واقع بحكم تفوق القوة العسكرية ومحاولة إنتزاع إعتراف فلسطيني بمؤامرة صفقة القرن وحمل القيادة الفلسطينية للقاء الرئيس ترامب وإدارته تعزيزا لحملته الإنتخابية .
ثالثا : دعوة المجلس المركزي الفلسطيني للإجتماع عبر دائرة الفيديو كونفرنس في رسالة موجهة للعالم تؤكد على :
• إستقلالية القرار الفلسطيني ورفض إستخدام القضية الفلسطينية ورقة إعتماد أمام نتنياهو أو ترامب من جانب أي كان .
• التاكيد على أن جميع الأحزاب والقوى والفصائل الفلسطينية تقف موحدة في نضالها وفق مشروع وطني نضالي تحت راية ومظلة م ت ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
• كما انها تقف موحدة في مواجهة كافة أشكال المؤامرات النتنياهوية الترامبية وادواتها الهادفة إلى تقويض حقوق الشعب الفلسطيني الاساسية وإدامة وترسيخ الإحتلال الإسرائيلي العنصري للأراضي الفلسطينية المحتلة .
• التوافق على سبل وآليات مواجهة المؤامرات حتى دحر الإحتلال الصهيوني الإرهابي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة .
• تفعيل وتعزيز العلاقات مع القوى السياسية والبرلمانية العربية والصديقة للعمل على وقف وإجهاض أي نشاط صهيوني يحاول إختراق بعض الدول بهدف إقامة أي شكل من العلاقات والإتصالات مع هذه الدول المستهدفة .
رابعا : الدعوة لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح رائدة وقائدة الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الاول من كانون ثاني لعام 1965 مع إيلاء الاقاليم الخارجية عناية كبرى ومنحها نسبة من أعضاء المؤتمر تتناسب مع ثقلها ودورها الكفاحي وتثمينا لدورها في تعبئة وحشد قوى الشعب الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده لإقرار إستراتيجية مواجهة للإحتلال الصهيوني ومؤامراته ولتمكين قيادتها وكوادرها من التصدي للتحديات ومواجهة المخاطر التي تحيق بالقضية الفلسطينية ومن قيادة المرحلة القادمة جنبا الى جنب مع الفصائل والتنظيمات المنضوية تحت لواء م ت ف خاصة إذا ما تمكن ترامب من رئاسة أمريكا لدورة ثانية عندئذ ستتعاظم المخاطر والضغوطات من كل حدب وصوب تتعاظم معها مسؤوليات التصدي لمشروع فريقه لتصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من بعد سياسي وطني إلى بعد إنساني معيشي .
بالرغم من موازين القوى التي تميل عسكريا واقتصاديا لصالح العدو الصهيوني الإرهابي ....إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي ستبقى و ستكون الأقوى .... وستدحر قوى الإستعمار ومناصريه بإذن الله. .
الشعب الفلسطيني يخوض معركتين في آن معركته الرئيسية نحو التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس ومعركته ضد تفشي وباء الكورونا دفاعا وحماية لحق الإنسان الفلسطيني بالحياة المفعمة بالصحة والعافية. .. الرئيس محمود عباس يؤمن أن قوته على هزيمة ودحر المؤامرات مستمدة من إلتفاف شعبه خلف قيادته. ... فثقة الشعب بقيادته وقائدها العامل الحاسم نحو النصر ودحر الإستعمار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم . ....
هزيمة كورونا .... إنتصار لإرادة شعب. ... فإرادة الشعوب لم ولن تهزم أمام أي قوة إستعمارية .... وإن طال الزمن. ... ؟