نختلف ويجمعنا الوطن

 نعم لطالما اختلف أناس كثر وفي مجتمعات متنوعة ومتعددة، واجتمعوا على رفعة الوطن وحماية مكتسباته، فالوطن أكبر من الجميع وهو المظلة الجامعة لكل أطيافه واتجاهاته. ونحن في وطننا الغالي مرت علينا ظروفاً كثيرة واجهناها كشعب اردني بكل قوة وصلابة، نستطيع أن نطرح اراءنا ونتناقش ونأخذ ونعطي، وفي النهاية نجتمع على حب الوطن وعزته.
رأينا ولا زلنا مجتمعات اختلف أفرادها أيما اختلاف، وجذبتهم تلك الاختلافات إلى الحدة في الخصومة لتتطور إلى عداوة وقطيعة ثم الفرقة... أما وطننا ليس كمثله وطن أهله أكبر وأسمى من أي محنة قد تعصف بهم لا سمح الله، هم قدوة للعالم بأسره، يختلفوا كي يتفقوا ويختصموا كي يتصالحوا ويتباعدوا كي يقتربوا وتتفق الآراء والأفكار، ليقدموا نموذجاً وطنياً عظيماً لا مثيل له. بحمد الله تماسكنا صخرة يتحطم عليها أي اختلاف أو خصومة، نؤمن بأن محبتنا لوطننا هي التي تجمعنا وأن دموعنا التي تنسكب حزنا على اختلاف أو خصومه إنما تروي شجرة الوحدة التي نستظل بفيها ونحتمي باغصانها الممتدة إلى آفاق رحبة ومستقبل مشرق.
لسنا وحدنا من يختلف ولكن أجزم أننا متفردون بالرجوع إلى نقطة الالتقاء إذا ما فكرنا نبتعد عنها ولو قيد أنملة، بسبب قضية هي في آخر الطريق تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ولكل طرف وجهة نظره الخاصة التي لا تقفز بأي حال من الأحوال عن مصالح الوطن.
هذا هو ديدن البشر خلقوا مختلفين كي يتعارفوا وياخذوا الصالح لشعوبهم ولمجتمعاتهم، واثقون أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن العبرة في النهاية...كيف لا؟ وأزمة كورونا اكبر تحد يواجه شعبنا ووطننا، كل مسألة سيؤول مصيرها إلى طاولة الحوار، وكل عقدة لها حل، واشتد يا أزمة تنفرجي، فالتعويل دوما على وعي ابناء وبنات هذا الوطن المعطاء، لن يطول الخلاف وستنفرج الأمور وستنقشع الغمة وستطوي صفحة الخصام، وتفتح من جديد صفحة ناصعة تقدم درسا في الديمقراطية والتحضر والشفافية لكل المجتمعات البشرية.
إننا نغضب ونتشاجر و يعلو صوتنا، وأمام الوطن نتسامى على أي غضب أو حنق بين الاخوة في هذا الوطن العزيز....الذي يبقى شامخا بعزة أهله وترابطهم وتازرهم.