مرتديا زي شرطي المرور.. آبي أحمد يتجول في شوارع إثيوبيا (فيديو)

في مشهد لافت، تقمص رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، شخصية "رجل مرور" وتجول في شوارع أديس أبابا ليقدم التهنئة للشعب بمناسبة السنة الجديدة.

وبثت هيئة الإذاعة الإثيوبية (رسمية)، اليوم الثلاثاء، مقطع الفيديو وظهر فيه آبي أحمد مرتديًا زي شرطي المرور في رسالة مختلفة هذا العام للمواطنين، متمنيا لسائقي السيارات والمارة سنة جديدة سعيدة.

 

وحظي الفيديو بانتشار واسع على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إثيوبيا التي شهدت في العام الحالي أحداثًا كبرى كان أبرزها ملف سد النهضة واحتجاجات خلفت عشرات القتلى بعد اغتيال المطرب والناشط السياسي هاشالو هونديسا من قومية الأورومو.

وبدأت أديس أبابا في ملء خزان سد النهضة دون انتظار نتائج المفاوضات مع القاهرة والخرطوم، وفي يوليو/ تموز الماضي هنأ آبي أحمد شعبه باكتمال المرحلة الأولى من تعبئة السد في حين غرد وزير خارجيته على تويتر عن ملكية إثيوبيا لنهر النيل، وحقها في استغلاله في التنمية.

وتعتبر مصر والسودان السد تهديدا لإمدادات المياه الحيوية لهما، في حين تعدّه إثيوبيا ضروريا للتنمية ومضاعفة إنتاجها من الكهرباء، والشهر الماضي، قال آبي أحمد إن "إثيوبيا سيدة قرارها، وأنها لن ترضخ للضغوط ولن تقبل التوصيات، وإن سد النهضة رمز للحرية والاستقلال".

وآبي أحمد ينتمي أيضًا إلى قومية الأورومو، ويتولى منذ 22 فبراير/شباط 2018 رئاسة "المنظمة الديمقراطية لشعب أوروميا"، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا، البلد الواقع في القرن الأفريقي.

وفي 27 مارس/آذار تم تسمية آبي أحمد من قبل مجلس الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب إثيوبيا (الائتلاف الحاكم)، رئيسا للوزراء والائتلاف، وأدى اليمين الدستورية رئيسا للوزراء في إثيوبيا فيأبريل/نيسان 2018.

والأورومو هم كبرى القوميات الإثيوبية، ويمثل المسلمون أغلبيتها الساحقة، وتحتج هذه القومية منذ عشرات السنين على انتهاك حقوقها، وشهد إقليم أوروميا عام 2015 حركة احتجاجية امتدت خلال 2016 إلى جهات أخرى، منها مناطق أمهرا في الشمال.

وبحسب الباحث السوداني محمد عبد الجبار حسن، فمنذ 1989 وإلى 2018 تُدار إثيوبيا عبر ائتلاف يتكون من أربعة مكونات تمثلها "جبهة تحرير شعب تيغراي"، و"الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو"، و"الحركة الديمقراطية لقومية أمهرا"، و"الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا"،ولهذا الائتلاف أمين عام يُشترط فيه أن يكون رئيساً لحزبه حتى يُقدم ويُنتخب لرئاسة الائتلاف والذي بدوره يصبحُ رئيساً للوزراء.

وفي عام 2016م اندلعت احتجاجات صاخبة وعنيفة في إقليمي الأورومو والأمهرا احتجاجاً على نتائج انتخابات عام 2015 التي يعتقد الأورومو والأمهرا أنها أقصت مكونيهما من السلطة وكرّست السلطة التفيذية في نخبة التيغراي، وعلى أثر تلك التظاهرات تقدم رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام ديسالين باستقالته آمِلاً أن تكون حلاً سياسياً واقتصادياً، وعلى أثرها قدم الائتلاف الحاكم آبي أحمد ذا الخلفية الأورومية خلفاً لسلفه الذي ينحدر من شعوب جنوب إثيوبيا بهدف تحقيق التوازن السياسي والإصلاح الجذري وكبح جماح التظاهرات الإثنية.

وبعد صعود أبي أحمد إلى وظيفة الرجل الأول في إثيوبيا لم يهدأ الصراع السياسي والإثني فيها، كما أن نظام آبي أحمد واجه ثلاث محاولات انقلابية أشهرها تلك التي أودت بحياة رئيس أركان جيشه وحاكم إقليم الأمهرا، كما أنه تعرض لمحاولة اغتيال كادت أن تُودِي بحياته، في ظل توجيه نقد لاذع ومستمر لسياسته الخارجية التي أصبحت أكثر قسوة -بحسب وصف الكاتب- مع اقتراب السباق الانتخابي المقرر له نهاية هذا العام والمؤجل بسبب جائحة كورونا.

وتعد قضية سد النهضة تعد القضية الأولى في إثيوبيا لما لها من أهدافٍ اقتصادية وسياسية وإثنية، لذلك تظل برنامج انتخابي يتنافس حوله الجميع.

المصدر
الجزيرة مباشر