العيب ليس فينا يا صديقي

سألني صديق هل المعاناة والاوضاع الصعبة التي نعيشها تعود اسبابها لعيب فينا ، ام ان الوضع عالمي والكل يعاني مثلنا؟.

وبعد صفنة ، قلت له تأمل الاحداث وسير الامور ومجرياتها ستجد الايجابة ، وتدرك تماما ان العيب ليس فينا ، انما في محيطنا ، ومن حولنا الذي يتعامل معنا كارقام باستخدام الالة الحاسبة ، وبمعنى اخر كماكنة لتحضير المشروبات الساخنة او الباردة ، شريطة ان لا تتعطل او تتوقف، والغريب هنا في حالة تعطلها لا يتم صيانتها بل تكدس في احد المستودعات تحت تصنيف معدومة الصلاحية.

اما العالم الاخر فهو ايضا يعاني لكن ليس مثلنا ، لان طموحات بعضهم واولياتهم تجاوزتنا كثيرا نحو الرفاهية او المطالب الساسية او قضايا اخرى لم نصلها بعد.

معاناتنا صعبة ومركبة ، لا بل معقدة لم يعد لنا طاقة بها او تحملها او مجرد التفكير بها لانها اتعبتنا وانهكتنا.

فخذ عندك ، حتى تتمكن من تعليم ابنائك فانت امام خيرات صعبة وتحتاج الى اكثر من 60% من دخلك حتى تؤمن لهم تعليما جيدا، هذا اذا كان لك دخل ، واذا اعانك الله وبعت ما لديك من مدخرات تبدا بعدها معاناة جديدة لاكمال المشوار في الجامعات والبحث عن مقعد في ظل شحها وارتفاع كلفتها.

اما اذا كنت تقصد شبابنا وابناءنا الذين تذهب زهرة شبابهم واجمل سنوات عمرهم في البحث عن عمل فلا اجابة عندي.

واذا احببت الازادة لاقول لك عن الوضع الصحي و تامين العلاج والدواء لك او لاحد افراد اسرتك فالجواب ان الوضع صعب لان التامين الصحي لا يلبي تطلعاتنا.

اما اذا قصدت الحياة المعيشية وظروفها الصعبة التي تتحدث عن نفسها بعد ان اهلكتنا فواتير الكهرباء والمياه واسعارهما المرتفعة ومسلسل انقطاع المياه الذي لا ينتهي عند البعض ، اما الوقود واسعارها فانت تعلمها جيدا ولا تحتاج لاحدثك عنها.

عن ماذا تريد ان احدثك ايضا عن المواصلات وكلفتها ، ام عن الضرائب و الرسوم التي لا تستطع ان تحصيها او ان تعرف كيف تاتي ولماذا؟ لانها موجودة في كل تفاصيل حياتك وجميع معاملاتك اليومية.

ام ترغب ان اتحدث عن العدالة وتكافؤ الفرص والية التعيينات والتنفيعات والواسطة والمحسوبية.

الم اقل لك ان جميع امورنا صعبة ومعقدة تدور حولها اسئلة تحتاج الى اجابات اولا.

وفي الختام اعفني عن الحديث او الاجابة عن الشق السياسي فنحن نبحث عن لقمة العيش وصفاء الروح وراحة البال المفقودة.

 الدستور