التجارب السريرية على لقاحات كورونا تتزايد بعد 6 أشهر من الوباء

تتكثف التجارب السريرية على لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، في عديد من دول العالم، منها الولايات المتحدة التي تسعى أن تكون الأولى في التوصل إلى لقاح قبل نهاية العام.

وتأتي هذه التجارب في دول مثل البرازيل وبيرو والصين وروسيا، بعد 6 أشهر من إعلان منظمة الصحة العالمية تصنيف كوفيد 19" كوباء.

أودى الفيروس بحياة 900,052 شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في أواخر ديسمبر، وفق تعداد أعدته وكالة فرانس برس، الأربعاء، استنادا إلى مصادر رسمية.

وفرضت تدابير عزل في معظم دول الدول وتوقف الاقتصاد العالم، بعد إعلان الوباء من قبل المنظمة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وفي مواجهة تفشي الوباء على المدى الطويل، يتسارع السباق للتوصل إلى لقاح، خصوصا في أكثر دولتين تضررا من الوباء، الولايات المتحدة والبرازيل.

وفي آخر مؤتمر صحافي عقدته منظمة الصحة العالمية الأربعاء، أحصت المنظمة 35 "لقاحا مرشحا"، يتم تقييمها من خلال تجارب سريرية على الإنسان.

وباتت 9 من بين هذه اللقاحات في المرحلة الأخيرة، أو تستعد لأن تصبح في المرحلة الأخيرة، وهي المرحلة الثالثة التي يتم فيها تقييم فعالية اللقاح على صعيد واسع يشمل آلاف المتطوّعين.

آلاف المتطوعين

في البرازيل، أكد حاكم ولاية ساو باولو أن التجارب السريرية، وهي في المرحلة الثالثة للقاح أنتجه مختبر "سينوفاك" الصيني أثبتت أنها "إيجابية للغاية"، مشيرا إلى أن حملة تلقيح على صعيد واسع يمكن أن تبدأ اعتبارا من ديسمبر.

وجرت التجارب على آلاف المتطوّعين في 6 ولايات في هذا البلد من بينها ساو باولو، الولاية الأكثر تضررا.

في البيرو، أُطلقت أيضا الأربعاء، مرحلة التجارب السريرية للقاح محتمل ينتجه مختبر صيني على 3 آلاف متطوع.

وتجاوز عدد المرشحين التوقعات مع 9 آلاف متطوع خلال أقل من 3 ساعات.

وهناك بعثة علمية صينية مؤلفة من حوالى 30 شخصا مكلّفة بتنسيق مشروع مجموعة "سينوفارم" الصينية التي لا يُتوقع أن تصدر نتائج تجاربها قبل ديسمبر المقبل.

في الولايات المتحدة، تجري مجموعتان هما "فايزر" و"مودرنا" اختبارا لتقنية لم يتمّ إثباتها بعد.

وخلال تجارب المرحلتين الأولى والثانية على عشرات المتطوّعين، أثار اللقاحان استجابة مناعية لكن ذلك لا يضمن أنهما سيحميان من العدوى.

وتأمل المجموعتان في التوصل إلى نتائج في نهاية 2020 أو مطلع 2021 وبدأت بإنتاج ملايين الجرعات مسبقا في حال كانت نتائجهما فعّالة.

 

 تجنّب إثارة الهلع

واتّهم الصحافي الأميركي بوب وودورد في كتابه الجديد، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتقليل من مدى خطورة "كوفيد 19"، علما أنه كان مدركا لذلك.

وأقر ترامب بذلك الخميس، قائلا إنه أراد تجنّب إثارة "الهلع".

ويجري هذا السباق للتوصل إلى أول لقاح من دون مجموعة "آسترازينيكا"، شريكة جامعة أوكسفورد، إذ إن إصابة أحد المشاركين في التجارب على لقاحها بـ "مرض لم يفسر"، أدت إلى تعليق التجارب.

في روسيا، بدأت السلطات بتجربة لقاح "سبوتنيك-في"على 40 ألف شخص من سكان العاصمة، في المرحلة الأخيرة من التجارب على هذا اللقاح الذي أُعلن عنه بصخب في أغسطس.

إلا أن العالم تلقاه بريبة، بسبب غياب المرحلة الأخيرة من التجارب في وقت الإعلان عنه.

من جهتها، لا تتوقع منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح شاملة قبل منتصف العام 2021.

ويعود ملايين التلاميذ في إيطاليا الاثنين المقبل، إلى مقاعد الدراسة بعد 6 أشهر أمضوها في المنزل، في هذا البلد الذي كان إحدى أول الدول الأوروبية الأكثر تضررا.

ويُفتتح مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، أكبر مهرجان للسينما في أميركا الشمالية، الخميس بشكل افتراضي بسبب الوباء، ما أرغم نجوم هوليوود الكبار على تقديم أفلامهم عن بعد.

ولا تزال الولايات المتحدة أكثر دولة متضررة جراء الوباء من حيث عدد الوفيات والإصابات، مع أكثر من 190 ألف وفاة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز.

وتأتي بعدها البرازيل الثالثة في عدد الإصابات والثانية في الوفيات بأكثر من 128 ألف حالة وفاة، ثم الهند الثاني في الإصابات والثالثة في الوفيات بواقع 75 ألفا.

فرانس برس