خبيرة علم نفس تروي تجربتها.. كيف تخبرين طفلك عندما يقرع سرطان الثدي بابك؟
سرطان الثدي قرع باب آنا كاردونا في فبراير/شباط 2018 كإعصار هز معه كل شيء. بعد عام وأربعة أشهر من العلاج، أدركت أنها كانت متعبة للغاية، رغم أنها تستغل اللحظات لتكون مع ابنها أندريس.
تروي كاردونا -وهي في الأصل خبيرة في علم النفس- قائلة: "لقد كان تشخيص حالتي صعبا، كنت أعاني من سرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي يعد عدوانيا للغاية ويصعب علاجه، وكان في مرحلة متقدمة. عند اكتشاف ذلك قاموا بأخذ عينة من الأنسجة وفي اليوم التالي قمت بفحص الأشعة المقطعية".
بحسب كاردونا (47 عاما)، "فإن تلقي الخبر صادم للغاية، في البداية تحملت أنا وزوجي الوضع العصبي الذي كان لدينا في المنزل، ولم نقل شيئا لطفلنا أندريس الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات آنذاك"، وفق ما نقلتهالكاتبة كارولينا غراثيافي تقرير نشرته صحيفة "البايس" الإسبانية.
قصة الكتلة الخبيثة
وقصة كاردونا واحدة من قصص آلاف النساء المصابات بهذا المرض الذي يُعد 19 أكتوبر/تشرين الأول اليوم العالمي للتوعية به. وهذا النوع من السرطان هو الأكثر شيوعا بين النساء، والسبب الثاني للوفاة بسبب الأورام الخبيثة خاصة في إسبانيا، وفقا لبيانات جمعية السرطان الإسبانية.
يتمسنوياتشخيص حوالي 32 ألفا و825 حالة جديدة في إسبانيا، وتقدر نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بحوالي 80%.
بعد التشخيص، خضعت كاردونا للعلاج بالمستشفى في 12 أكتوبر/تشرين الثاني، العلاج الكيميائي والعلاج المناعي، وهي أيضا أول حالة من هذا المرض في عائلتها. وتشير قائلة: "لقد كنت محظوظة للدخول في تجربة سريرية مع دواء جديد".
وتؤكد كاردونا أنه بفضل جمعيات مثل مؤسسة كريس لمكافحة السرطان ودعمها للبحوث، أصبحسرطان الثدي يحظى بتشخيص أفضل، "من المهم أن نراهن على التطورات العلمية والطبية". وبهذه الطريقة، قلل الخبراء من فرص الإصابة بالورم إلى درجة أنهم تمكنوا من إجراء العملية وإنهاء العلاج الكيميائي المخطط له.
خضعت كاردونا أيضا للعلاج الإشعاعي لمكافحة المرض، وبعد عام وأربعة أشهر من العلاج الذي واجهت خلاله ظروفا صعبة للغاية، قيل لها إن الأدوية لم تعمل وفقا للتوقعات.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول خضعت للمراقبة ثانية، وتبين أن هناك كتلة ويجب التحقق منها، "آنذاك قاموا بإرسالي لإجراء الأشعة الصوتية، وكان كل شيء يسير بشكل جيد".
كيف تتصرفين مع ابنك؟
تروي كاردونا قصتها بابتسامة "عندما تم تشخيص إصابتي بالسرطان، كان ابني أندريس في السادسة من عمره. أتذكر بعد 15 يوما من معرفة وضعي أني اشتريت شعرا مستعاراأشقر، وأنا امرأة سمراء. عندما وجدها ابني سألني: ما هذا؟ فأجبته أنني مريضة وأنهم سيضعون لي دواء يجعل رأسي أصلع. لقد استخدمت هذا الشعر المستعار للعب مع طفلي وضحكنا كثيرا".
تقول كاردونا إنها لم تكن تحاول أن تخفي المرض عن طفلها أندريس، لكنها فضلت طرح الموضوع عليه تدريجيا، كما كانت مشورتها مع الطبيبة النفسية فعالة جدا. تقول كاردونا "كان ذلك مفيدا جدا بالنسبة لي، وأخبرتها عن ممارساتنا في المنزل، وبأي نسق كنا نعيش. قالت لي آنذاك، إنه يجب عليَّ أن أجيد التعامل مع المعلومات التي أنقلها له".
عندما غادرت مكتب الطبيبة، ذهبت كاردونا للبحث عن أندريس في المدرسة وأخبرته أنها مريضة وأنها مصابة بالسرطان، "قلت له لا تقلق سأتحسن، وقبّلته. لكن الشيء الوحيد الذي قاله هو: هل هو مرض معد؟ وأجبته بصراحة: لا إنه ليس كذلك".
وفي خضم العلاج، اعترفت كاردونا بأنها كانت تشعر بالتعب وفي بعض الأحيان لم تتمكن من الذهاب لاصطحاب أندريس من المدرسة، "لكنه كان يعلم أنها كانت مريضة وتخضع للفحوص".
الدعم ثم الدعم
واعترفت كاردونا أيضا أن دعم زوجها ووالديها وأصدقائها كان حاسما: "أثناء العملية التي خضعتُ لها، كان أندريس يقضي وقتا رائعا، وكان يتنقل بين منازل أصدقائه".
الجزء الأصعب كان الانتهاء من الجولة الثانية من العلاج الكيميائي، "كنت متعبة جدا، واستنفدت كل قوتي ولم أعد أتحمل تراكمات العلاجات، لولا زوجي وعائلتي وأمهات الأطفال في المدرسة، لا أعرف ما الذي كان سيحدث لي. لقد كنت سلبية للغاية".
رغم كل هذا، نصح الأطباء كاردونا بممارسة الرياضة، وهو الموقف الذي استفادت منه للذهاب برفقة ابنها أندريس إلى مدريد وفي رحلات ميدانية في عطلة نهاية الأسبوع. تقول كاردونا: "رغم أنني لم أكن في أفضل حالاتي، فإننا قضينا وقتا جيدا، لقد استمتعنا كثيرا".
هذا ما تعلمته من السرطان
وتابعت "كان أندريس حنونا للغاية خلال العام التي تلقيت فيه العلاج، فلقد كتب لي رسائل وأعد لي رسوما، كما كان يجهز لي السرير والأريكة للراحة مع الوسادة والبطانية. وأروع شيء بالنسبة لي عندما أخبرني أنه قام بإعداد حمام بالملح لأنه علم أنه جيد لإزالة السمية من الجسم".
وبالتالي، للتعامل مع هذا المرض مع أندريس، كان من الأفضل معرفة ما يعلمه عن مرض السرطان: "أتذكر صباح أحد الأيام أننا كنا نتناول وجبة الإفطار، انتهزت هذه الفرصة للسؤال: هل تعرف ما السرطان؟ فأجاب: إنه مرض يقتل".
وتضيف "دون أدنى شك، أعطاني فكرة عن كيفية التحدث معه. أخيرا، لقد كان ذلك جيدا بالنسبة لي للتغلب على المصاعب، وتدوين ما تعلمته من السرطان ومخاوف الموت يوما بعد يوم. لقد قمت بصياغة ذلك في كتاب".