أزمة الكورونا.. بين تضارب تصريحات المسؤولين وغياب الإعلام الرسمي!
تضارب التصريحات الرسمية فيما يتعلق بالحالة الوبائية، والذي وصل إلى درجة التناقض التام، بين الإقرار بوجود تفشي مجتمعي للوباء، والإصرار على عكس ذلك، يعيد ضرورة توحيد الخطاب الرسمي إلى الأضواء كمطلب ملح، لا يحتمل التجاهل على الإطلاق.
إرباك المواطن بتصريحات غير منسجمة، وأعداد مختلفة لحالات الإصابة بفيروس كورونا، تنشر هنا وهناك، وتحليلات ارتجالية للمسؤولين، يلتقطها المتابع من منصة إعلامية، إلى أخرى تخالفها، لا ينسجم مع الدعوة الرسمية إلى الرهان على وعي المجتمع وتماسكه.. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى من حق المواطن في ظل هذه الجائحة، أن يحصل على المعلومة من مصدر رسمي واحد، دون نثر الأرقام والمعلومات هنا وهناك، من أجل تحقيق سبق صحفي، أو محاباة وسيلة إعلامية دون غيرها!
يفترض في ظل هذه الأحوال الاستثنائية أن يقتصر إعلان أعداد الإصابات على النشرة اليومية، التي تصدر عن رئاسة الوزراء ووزارة الصحة، لا أن تطل علينا أرقام جديدة، في كل ساعة، دون ذكر مصدر رسمي يؤكد دقتها.
كما أن التصريحات الرسمية المتعلقة بالتعامل مع تطورات الوضع الوبائي يجب أن تكون حصرا لوسائل الإعلام الرسمي (بترا والتلفزيون الأردني) التي من غير المعقول أن تكون آخر ما يعكس التوجهات الحكومية، وينقل تصريحات المسؤولين.
هذا العبث الإعلامي، وتهميش الإعلام الرسمي من شأنه أن يضرب مصداقية الحكومة في مقتل، ويقوض ثقة المواطن في كافة الإجراءات المتبعة.. على الحكومة لملمة تصريحاتها، وتوحيد خطابها الإعلامي، إذا كانت فعلا حريصة على ثقة المجتمع!