بين مناعة المجتمع الأردني والتفشي المجتمعي للوباء.. خبراء يوضحون دلالة الدراسة الحكومية الأخيرة

مالك عبيدات_ أظهرت دراسة أجرتها وزارة الصحة حول الأجسام المضادة وقياس مناعة المجتمع الاردني، وأعلن عن نتائجها الناطق الرسمي باسم لجنة الاوبئة د. نذير عبيدات، أن 25 ألف شخص أصيبوا بفيروس الكورونا، ولم تظهر عليهم أعراض المرض.

وبينت الدراسة في مرحلتها الاولى ان 2.5 شخص لكل الف شخص اصيبوا بفايروس الكورونا من مجموع من سحبت منهم عينات الدم، البالغة 4500 عينة، وهذا يعني ان الاردن يتأرجح بين المرحلتين الثالثة المتمثلة بوجود عدة بؤر لفيروس كورونا، والرابعة المتعلقة بالتفشي المجتمعي للوباء.

وبناء على تلك الدراسة حذرت هيئة الصحة الامريكية من خطورة الوضع الوبائي في الاردن، كما قرر الاتحاد الاوروبي إبقاء الاردن ضمن القوائم الحمراء.

وقد أثارت تلك النتائج تساؤلات حول الوضع الوبائي في المملكة، وما إذا كانت الإغلاقات وعمليات العزل، مفيدة، وهل تم نقل العدوى من هؤلاء المصابين الى أشخاص آخرين؟

وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الاسبق وعضو لجنة الاوبئة، الدكتور عزمي محافظة، قال إن نتائج الدراسة تعطي فكرة عن الانتشار المجتمعي للوباء، بما يعني ان المناعة المجتمعية قليلة، وهي من اقل دول العالم ولاتتجاوز نسبة1%، معللا ذلك بالإغلاقات.

وأضاف في حديثه للأردن24 انه لو اجريت الدراسة بالوقت الراهن ستكون النتائج اعلى وستعطي ارقاما اعلى من الأرقام الحالية، نظرا لازدياد عدد الاصابات وانتشارها، مشيرا الى ان عامل الخوف من زيادة عدد الاصابات بالمرحلة الاولى ادى الى انخغاض الانتشار وتقليل عدد الاصابات.

من جانبه قال عميد كلية الطب في جامعة اليرموك الاسبق الدكتور زياد الناصر ان هذه الدراسة تؤكد ان هذا الفيروس سريع الانتشار، واننا وصلنا لمرحلة الانتشار المجتمعي، نظرا لعدد الحالات المنتشرة في المملكة.

وأوضح الناصر ل الاردن 24 أن مفهوم مناعة القطيع مغلوط في بيان رئيس الوزراء وانها مختلفة تماما، والمعنى الصحيح ان الشعب عليه الالتزام باجراءات السلامة العامة وبنفس الوقت عليه ممارسة حياته الطبيعية، وان الاشخاص الذين من الممكن ان يصابوا سوف يصابون بجرعة مرضية قليلة بسبب الالتزام بالاجراءات الوقائية، وبالتالي كمية الفيروسات القليلة المنقولة تعمل على اكساب مناعة للاشخاص الاخرين.

وقال ان هذه الدراسة تشير الى وجود اصابات كبيرة بهذا الفيروس، وان هذا الامر متوقع لانه فايروس جديد من فايروسات الرشح لم يصب به المجتمع من قبل، وان النقطة الاساسية التي يجب توضيحها ان المجتمع الاردني مجتمع فتي، يعني ان عدد السكان الذين تتراوح اعمارهم اقل من 17 عام هم 70 بالمئة من السكان، والسبب الاول للوفاة بالاردن هو امراض القلب والدورة الدموية (السكتات القلبية)، وهذا يشير الى ان نسبة التدخين عالية جدا، وهي من اعلى النسب العالمية، بالتالي فإن فيروس الكورونا هو مرض لا يشكل خطرا على المجتمع الاردني والدليل هو أن المتواجدين في وضع العناية المشددة اعدادهم قليلة جدا.

واشار الى ان اجراءات الاغلاقات لا تجدي نفعا، اي انه من المفترض ان يمارس الشعب حياته الطبيعية للوصول الى مرحلة المناعة المجتمعية، التي تسبقها مرحلة الوقاية العامة، حيث ان الخطر ينحصر على كبار السن والاشخاص الذين يعانون من الامراض المزمنة، والمدخنين الذين تبلغ اعدادهم نسبة قليلة من المجتمع الاردني.

وأضاف إن التدخين هو الخطر الحقيقي على الشعب الاردني، مشيرا إلى أن أوائل المتوفين في المرض في مدينة ووهان هم من المدخنين.

ولفت إلى أن اعداد المصابين لم يتضاعف بشكل كبير لأنه في حال عدم ظهور الاعراض على المصاب تكون الجرعة المرضية قليلة جدا، للاشخاص قليلي المناعة.

وختم بتأكيده أنه في حال الالتزام بإجراءات السلامة العامة، وومارسة الحياة بشكل عادي، فإن هذا سيؤدي الى انتشار المناعة المجتمعية الصحية.