العمل الاسلامي يعلن مشاركته في الانتخابات: غيابنا يعتبر هروبا من المسؤولية
أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي مشاركته في الانتخابات النيابية القادمة 2020، مؤكدا أن الموقف جاء بعد بحث ومشاورة طويلة استمرت لأكثر من شهر.
وقال النائب الأول للأمين عام، المهندس وائل السقا، إن القرارجاء بعد حوارات موسّعة ونقاشات مستفيضة ولقاءات مستمرة ومداولات شورية في مراكز صنع القرار في الحزب، وبعد دراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، واستنادا للعمل المؤسسي الشوري في الحزب، وبعد مناقشة كافة الأفكار.
وأضاف السقا إن قرار المشاركة بُني استنادا على عدة اعتبارات، على رأسها أن "الأردن يتعرض لاضعاف ممنهج لمؤسسات الدولة، وأن الالتزام الوطني يحتّم علينا العمل من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة الدستورية التي يُراد اضعافها لتمرير مشاريع مشبوهة تستهدف الأردن".
وتابع السقا، إن الاعتبار الثاني كان الرؤية بضرورة وجود أصوات وطنية في البرلمان تؤكد على موقف الحزب من محاولات استهداف الأردن، وفي مقدمتها ما يواجهنا في قضايانا الوطنية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال لتصفيتها بما يستهدف الأردن وفلسطين، وأما الاعتبار الثالث فهو ما تتعرض الحركة الاسلامية من استهداف واضح ومحاولات حثيثة للنيل منها بسبب أدوارها الوطنية التي لا تروق لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم لا يكون إلا بابعاد الحركة الاسلامية، "وإننا نعتبر أن غيابنا عن البرلمان يعتبر هروبا من المسؤولية وانسحابا من المعركة، وتحقيقا لأهداف اولئك المغرضين".
وحذّر السقا من أي عبث في الانتخابات النيابية كي لا تُصبح الانتخابات عبئا على الوطن، مشيرا إلى أن الحزب سيستمرّ باسم التحالف الوطني للاصلاح.
ومن جانبه، قال أمين عام الحزب، المهندس مراد العضايلة، إن الحزب تعرّض لضغوطات منذ أشهر حول آليات الترشيح، وقد جرى استدعاء أعضاء من الحزب، والضغط على سيدات من أعضاء الحزب لثنيهم عن الترشح على قوائم الحزب، بالاضافة إلى ضغوطات على متحالفين من الحزب، وقد كان آخر الضغوطات اعتقال المهندس بادي الرفايعة المدير التنفيذي للانتخابات في الحزب.
ووجّه العضايلة أربع رسائل، جاءت كما يلي:
- الأولى لأبناء الحركة الاسلامية وأنصارها: لقد مرّ القرار بجميع مراحل المشورة لقواعد الحزب جميعا، ولجانه وفرقه استمرت لأكثر من شهر.
- الثانية لشركاء الاصلاح: سنبقى شركاء لجميع المطالبين بالاصلاح وسيكون موقفنا في مجلس النواب كما هو خارجه.
- الثالثة للشعب الأردني: أدعوكم إلى تحويل غضبهم من الأوضاع الراهنة إلى أصوات في صناديق الاقتراع واختيار من يعبّر عنهم وتقديم نماذج حقيقية للمطالبين بالاصلاح.
- الرابعة إلى الحكومة والأجهزة الرسمية: الانتخابات القادمة مرقوبة وتجري في أوضاع استثنائية صعبة من فقر وبطالة وارتفاع في حجم المديونية، وضغوطات خارجية، فإما أن تكون رافعة للبلد أو تكون عبئا على الوطن والمجتمع إن تدخلتم بارادة الناخبين.
وطالب العضايلة الحكومة بالتوقف عن العمل بقانون الدفاع ورفع قبضتها الأمنية، والتوقف عن الممارسات التمييزية في أوامر الدفاع وتنفيذها.
ولفت إلى أن الدكتور عبدالله العكايلة سيكون ضمن قوائم التحالف الوطني للاصلاح.
وشدد العضايلة على أن العبث في الانتخابات بشكل عام وفي هذه الدورة تحديدا التي نشهد فيها ضغوطات خارجية واحتقانا داخليا، هو صناعة لانفجار اجتماعي.
وقال إن الحكومة الحالية أدارت ظهرها للاصلاح السياسي، لافتا إلى أن نسب التصويت في الأردن منخفضة نتيجة عملية الاحباط التي صنعتها الحكومات، داعيا الشعب الأردني إلى عدم العزوف "وأن يهبّ إلى صناديق الاقتراع ويعطيها لمن يدافع عن حقوقه ولقمة عيشه".
وأشار العضايلة إلى أن المكتب التنفيذي للحزب مفوّض ومخوّل بتحديد حجم المشاركة ونوعها واتخاذ أي موقف من مجمل العملية الانتخابية في حال حدوث أي عبث فاضح في الانتخابات.
وأكد العضايلة أن وصلته رسائل رسمية من الحكومة جرى التأكيد خلالها على ضرورة مشاركة الحزب في الانتخابات وأنه لا ضغوط ولا قيود على الحزب في حجم المشاركة أو شخوص المرشحين.
ولفت إلى أن الحزب سيعلنفي مؤتمر آخر قبيل موعد الترشيح للانتخابات تفاصيل المشاركة من حيث عدد القوائم والأسماء والدوائر التي سيترشح عنها.
وتاليا نصّ البيان الذي ألقاه السقا معلنا خلاله المشاركة في الانتخابات:
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب جبهة العمل الإسلامي
بيان المؤتمر الصحفي حول الموقف من الانتخابات النيابية لعام 2020
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا أبناء شعبنا الأردني الكريم ..
أبناء حزب جبهة العمل الإسلامي ..
الإخوة الصحفيون والإعلاميون الكرام ..
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته , وبعد ..
فإنه وبعد حواراتٍ مُوسّعة، ونقاشاتٍ مُستفيضة، لبحث موقف حزب جبهة العمل الإسلامي من الانتخابات النيابية المقبلة، وبعد لقاءاتٍ مستمرة، ومُداولاتٍ شوريّة في مراكز صُنع القرار في مؤسسات الحزب، فقد اتخذ الحزب، مُستعيناً بالله تعالى، موقفه من الانتخابات النيابية المُقبلة للمجلس التاسع عشر ) 2020).
أبناء شعبنا الأردنيّ.. بعد دراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كان قرارُنا مُستنداً على العمل المؤسسيّ الشوريّ، الذي استفرغَ الوُسعَ في عملية اتخاذ القرار بعد مداولة كلّ الآراء، ومناقشة الأفكار، وتقليب وجهات النظر، وقد انبنى القرار على الاعتبارات الآتية:
أولاً: يستشعرُ الحزب، كما سائرُ المخلصين في الوطن، أن الأردن يتعرّضُ لإضعافٍ مُبرمَج لمؤسسات الدولة، في ظلّ تحدياتٍ هي الأصعب في محيطنا العربي والإقليمي، وإنّ مما يحتّمه علينا التزامنا الوطني أن نعمل بكلّ جهودنا الصادقة للحفاظ على مؤسسات الدولة واستقرارها في مواجهة كلّ الصعوبات. وأن نسهم في الحفاظ على مؤسساتنا الدستورية الوطنية التي يُراد إضعافها لتمرير مشاريعَ مشبوهة تستهدف الأردن في هُويّته الوطنية.
إن وجود الأصوات الوطنية المخلصة في البرلمان هو ممّا يؤكدُ على وقوفنا في وجه كل المؤامرات التي تُحاك للأردن وتستهدف كينونته الوطنية، خصوصاً في ظلّ هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني. لقد كان الأردن والأردنيون في المقدمة دوماً في مواجهة كلّ ما يمسّ هويتنا الوطنية، وقضايانا القومية، وبالأخصّ منها، قضية فلسطين المحتلة، التي يسعى الاحتلال وشركاؤه في المنطقة لتصفيتها، بما ينالُ من فلسطين والأردن على حدّ سواء، ولا يخفى على أحدٍ، ما يدور من مؤامراتٍ كصفقة القرن وخطّة الضمّ ومشاريع التوطين.
ثانياً: لقد رأى الجميع، أن بلادنا تتعرّضُ بين الفينة والأخرى، لقضايا ومُستجداتٍ محلية، تتطلبُ رجالاتٍ حكيمة، وأصواتاً وطنية، وجهوداً مُخلصة من أبناء الوطن الخيّرين، ولقد خبرتم الحركة الإسلامية منحازة لقضايا الوطن، وهموم المواطن مهما كبرت أو صغرت، وإن تعزيز هذا الدور الوطني يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العُليا.
ثالثاً: تتعرّضُ الحركة الإسلامية لاستهدافٍ واضح، ومحاولاتٍ حثيثة للنيل منها بسبب أدوارها الوطنية وجهودها الخيّرة، بما لا يروقُ لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة الإسلامية، بما تُشكّله من حائطِ صدّ، وجبهة دفاعٍ متقدّمة، إزاء كلّ
تلك المشاريع وأمام كل المغرضين. وبناءً عليه، فإننا وبكلّ وضوح، نعتبرُ أن غيابنا عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة وهروباً من المسؤولية، وتحقيقاً لأمنيات أولئك المُغرضين بإخلاء الساحة لهم، لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم.
رابعاً: كان الأردن وسيبقى، موئلاً للهُويّة العربية الإسلامية، وقبلة للأحرار، وأرضاً للرباط، وإن هناك محاولات ملحوظة للنيل من هُويّته العربية والإسلامية تظهر بين حينٍ وآخر، ولذا تعتبر الحركة الإسلامية نفسها ذُخراً للأوطان، بأدبياتها الإسلامية، وتقاليدها العروبية الأصيلة، وتسعى للتأكيد على هذه الثوابت، التي لا نقبل عنها حِياداً، ولا نرضى أن تُمسّ بأيّ شكلٍ من الأشكال.
أبناء شعبنا الأردنيّ.. وبناءً على ما تقدّم من اعتباراتٍ مذكورة فقد قرّر مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، مستعيناً بالله تعالى، المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة للمجلس التاسع عشر، وإننا نؤكد مُجدداً، على أن هذا القرار تمخّض عن نقاشاتٍ ومداولات شوريّة، أكّدت عراقة الحزب السياسية، وسَمْتَهُ الشوري الديمقراطيّ ، باحترام مؤسساته التي اتخذت القرار، على أننا ننظرُ بأن المشاركة والمقاطعة إن هي إلا وسائل، وأدوات لتحقيق الإصلاح، وتعزيز الاستقرار، مُعتبرين أن كلّ ما ورد من اعتبارات، هي في نهاية الأمر تصبّ في صالح الوطن والمواطن.
أبناء شعبنا الأردنيّ.. لقد عوّدتكم الحركة الإسلامية، أن تقف إلى جانبكم، في قضاياكم المُحقّة، وأن تكون صوتكم الذي لا يخبو، وأن تستمدّ قوّتها من عزائمكم، وأن تكلّل مسيرتها بدعمكم، وإننا ندعوكم لأن تُعبّروا عن طموحاتكم في الإصلاح، ورغبتكم في التغيير نحو الأفضل، بأن تتوجّهوا نحو صناديق الاقتراع لدعمنا، فمنكم الدعم ومنّا الوفاء، رفعةً لهذا الوطن، وإسناداً له في وجه كل المؤامرات والمكائد.
إن دعمكم هذا يُعتبر استمراراً لمسيرة كتلة الإصلاح النيابية التي كان لها الموقف المُشرّف في دعم القضايا الوطنية والدفاع عن حقوقكم وكرامتكم ولقمة عيشكم، ومجابهة الفساد وحماية الوطن من الأخطار.
أخيراً، فإن الحزب يُحذّر من العبث بالعملية الانتخابية، وأيّ ممارسات سلبية يمكن أن تُؤثّر على سلامتها ونزاهتها، لئلا تصبح هذه الانتخابات عبئاً على الدولة والمجتمع.
والله الهادي والموفق، وهو من وراء القصد
حزب جبهة العمل الإسلامي
عمان في 4 صفر 1442 هـ
الموافق 21/9/2020 م