عجبا لأمر الإنسان
الإنسان المكلف على سطح هذه الأرض بحمل الأمانة والتي أبت أنت تحملها السماوات والأرض والجبال، كائن غريب الأطوار، ينسى وأحيانا كثيرة يتناسى نشأته وتكوينه من العدم، وأن حاله الى العدم في النهاية، وبين النشأة والنهاية فترة عمل واختبار.
هذا الكائن الذي يكبر بسرعة ويتناسى أصله، فلو تفكر قليلا في حاله وشؤونه الحياتية، والتي تتكون من ضعف يتبعها قوة ومن ثم ضعف وشيبة، لأدرك المعنى الحقيقي لوجوده، ووفر الساعات الطوال في البحث عن المجهول، أو شيء يتفاخر به أمام أقرانه.
إن كل شيء يؤلم الانسان ويؤثر به، حتى الشوكة تفقده قواه، وناموس صغير يؤرق نومه، ناهيك عن الكثير من الفيروسات والميكروبات والتي لا ترى بالعين المجردة والتي قد تفتك به وبقوته.
فعلام الغرور والكبر، فلا يغتر ولا يكبر إلا من كان أجوف وفارغ من الداخل، فكلما امتلئ الوعاء علما وحكمة، كلما زاد تواضع الإنسان وكلما سمت أخلاقه وعلت.
فمعظم العامة لا يشعرون بضعفهم إلا حينما يفقدون قوتهم الجسدية أو المعنوية، علما بأن حياتهم كلها نقاط ضعف تذكرهم بحالهم، ابتداء مما يفرز الجسم من السموم والطريقة التي يتخلص بها منها سواء كانت سائلا او صلبا وانتهاء بالمرض وانتهاء المشوار.
نسأل الله تعالى الهداية لخلقه وأن يتفكروا بأسرار ضعفهم وقوتهم وأن يوقنوا أن دوام الحال من المحال.