إسرائيل ورُعب المستودعات
إن الإنفجارات الأخيرة التي حدثت في كثيرمن المستودعات في منطقة الشرق الأوسط تندرج تحت مسمى نفس الهدف لمهاجم واحد فقط ، ومن المنطق أن نفسر الانفجارات على انها بسبب درجة الحرارة،لكن اذا فكرنا قليلا ،نجد ان مناخ الشرق الأوسط هو أكثر اعتدالا من غيره في مناطق العالم ، والغريب بالموضوع أنه لم يتم التركيز على ماهية هذه الانفجارات ،والوقوف على اسبابها ،لأن المسبب الأول يكون عدو والمسبب الثانوي يكون اشتعال يؤدي الى نفي السبب الأول بسهولة! إن تركيز الليزر على اي قطعة زجاجية، سواء كانت مرآة سيارة ،او شبابيك زجاجية من مسافات بعيدة جدا في منطقة قابلة للاشتعال كالحشوات البارودية والوقود والعناصر الكيميائية يؤدي ايضا الى الإشتعال،وايضا قذف مقذوف من طائرة درونز حجمه لا يتعدى حجم رصاصة الكلاشنكوف لكنه متفجر عند الصدمه ايضا يؤدي الى اخفاء الجريمة خاصة اذا قُذف من مسافة بعيدة جدا.وهنا لا تتعدى التهمة عدو يخاف على وجوده، لأن هذه الانفجارات موجهة ضد شيء واحد وهو "مستودعات"، واسرائيل لديها رعب يسمى "مستودعات" ،فقد اثارت حرب على العراق في التسعينيات وخلال عام ٣٠٠٣ من خلال الولايات المتحدة الامريكية بسبب الخوف من "المستودعات " اي اسلحة الدمار الشامل ولم تجد شيئا منها،وفي سوريا جميع ما قصفته هو "مستودعات" لحزب الله والفصائل الايرانية، وفي لبنان فعلت كما فعلت في سوريا، قامت بقصف عدة "مستودعات" وصوامع مرفأ بيروت ليست ببعيدة عن هذه الفرضية،وما تم تفجيره في ايران هي "مستودعات". قد يستغرب احدنا ويقول: لماذا لا تحدث تلك الانفجارات الا بمحيط اسرائيل ؟ لماذا لا تحدث في افريقيا بلاد الحر ودرجات الحرارة العالية، ولماذا لا تحدث في الهند وباكستان بلاد الحر والرطوبة؟ الجواب واضح هو أن اسرائيل لديها خوف باستمرار على وجودها، ويتجدد هذا الخوف بإزدياد وسائل الحرب ،فلم يعد السلاح المصنوع من الحديد والمعادن الاخرى كالمدفع والطائرة هما السلاح الوحيد ،فالتحول في صناعة الاسلحة، ودخول الدرونز على الخط اربك المشهد ،وقد يؤدي الى هبوط دول وصعود أخرى ، وامكانية استخدام الليزر عن بعد لتذويب عناصر التحكم بالطائرة قد يكون يوما ما قادرا على ابطال ادوات التحكم لمفاعل نووي بالكامل ،وقد يأتي يوم يعتبر فيه السلاح النووي قديما امام تقنيات الليزر الفنية واستخداماته. الخلاصة ، أن الانفجارات الأخيرة قد تكون مصدرها واحد، وصاحب المصدر يخفيها لتحقيق عنصر المفاجأة، ولتجنب دخول الحرب المدمرة اقتصاديا، والحرب السيبرانية احد مصادرها بالإضافة الى تقنيات ليزرية قوية التركيز ،تدمر في الخفاء وتحول الدول الى جعرافيا فاشلة دون الدخول معها في حرب، فقد كانت اسرائيل في السابق تستخدم الحرب الاستباقية في العلن لكنها اليوم تستخدمها بالخفاء دون كلفة.