صمود الأطفال في وجه كورونا.. دراسة كبيرة تكشف السرّ

لطالما كان تأثير فيروس كورونا المستجد المحدود على الأطفال لغزا محيرا للعلماء منذ تفشي الوباء في العالم قبل أشهر، لكن دراسة جديدة أرجعت السبب إلى "استجابة مناعية فطرية" لديهم تجعلهم أقوى في محاربة الفيروس التاجي.
وفي الدراسة التي أجرتها مجلة علوم الطب الانتقالي ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، كانت الاستجابة المناعية لدى الأطفال أقوى في الغالب مقارنة بالبالغين، إذ شملت الدراسة 60 بالغا و65 طفلا، حيث أظهرت النتائج أن عدد المتأثرين من الفيروس لدى البالغين كان أكبر.
وجد الباحثون أن الأطفال لديهم مستويات دم أعلى بكثير من جزيئين مناعيين معينين، "إنترلوكين 17 إيه" و"إنترفيرون جاما"، إذ كانت الجزيئات أكثر وفرة في المرضى الأصغر سنا وتناقصت تدريجيا مع تقدم العمر.
وقالت خبيرة الأمراض المعدية للأطفال في كلية ألبرت أينشتاين للطب الدكتورة بيتسي هيرولد، "يستجيب الأطفال بشكل مختلف مناعيا لهذا الفيروس، ويبدو أنه يحمي الأطفال".
تشير أبحاث هيرولد إلى أنه، في الوقت الذي يستغرقه الجسم البالغ لتشغيل نظام التكيف المتخصص، كان لدى الفيروس وقت لإلحاق الضرر بالجسم.
عندما يواجه الجسم عامل ممرض غير مألوف، فإنه يستجيب في غضون ساعات بموجة من النشاط المناعي، تسمى هذه الاستجابة المناعية بالفطرية، حيث يتم تجنيد المدافعين عن الجسم بسرعة لمكافحة الفيروس.
وأضافت هيرولد وهي التي قادت الدراسة: "نعتقد أن هذا يحمي هؤلاء الأطفال الصغار، لاسيما من أمراض الجهاز التنفسي الحادة، هذا هو الاختلاف الرئيسي بين البالغين والأطفال".
وأوضحت أن بعض مرضى "كوفيد 19" البالغين، يؤدي عدم وجود استجابة مبكرة قوية إلى حدوث تفاعل تكيفي مكثف وغير منظم من شأنه أن يسبب إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والوفاة.
تقول نظرية أخرى إن الأطفال لديهم استجابة أقوى للأجسام المضادة التي تزيل الفيروس بشكل أكثر كفاءة من البالغين، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن كبار السن الأكثر مرضا ينتجون بالفعل أقوى الأجسام المضادة.
وتثير هذه النتيجة قلق الباحثين، حيث أن وجود تلك الأجسام المضادة القوية يساهم في المرض لدى البالغين، بدلا من مساعدتهم على محاربة الفيروس، وهي ظاهرة تسمى التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة. يراقب مصنعو اللقاحات بعناية الأشخاص الخاضعين للتجربة بحثا عن علامات على هذه المشكلة.
الحرة