ترامب عن ميغان ماركل: "لست معجبا بها وأتمنى الحظ لهاري"

  قبل ساعات، سألت صحفية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رأيه بفيديو ظهرت فيه ميغان ماركل برفقة الأمير هاري لكي يشجعا الأمريكيينللتصويت في الانتخابات القادمة، فأجاب ترامب وهو يهز رأسه: "لست معجبا بها. سأقول هذا وأنا أعرف أنها قد سمعت (رأيي بها) من قبل. أتمنى الكثير من الحظ لهاري. أعتقد أنه بحاجة إليه".

وطبعا، يعرف الرئيس الأمريكي بدوره رأي ميغان ماركل به؛ فهي مثله لم تخفِ رأيها به عندما كان لا يزال مرشحا رئاسيا عام 2016، وكانت هي لا تزال تُعرّف كنجمة مسلسل "سوتز Suits"، قبل أن يصبح لقب الدوقة ملاصقا لاسمها.

ففي إحدى مقابلاتها عام 2016 مع برنامج (The Nightly show) الأمريكي، قالت ميغان: "بالطبع إن ترامب شخصية خلافية. فكّر فقط بالناخبات (...) هو شخص يكره النساء وهو يتكلم علنا عن هذا الأمر. لذا فنحن لا نصوت لهيلاري (كلنتون) فقط لكونها امرأة، ولكن لأن ترامب جعل الأمر سهلا علينا، لأننا لا نريد ذاك الشكل من العالم (..)".

أما الآن، فقالت هي وهاري في رسالة مصورة "مع اقترابنا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني (موعد الانتخابات الرئاسية)، من الضروري أن نرفض خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والسلبية عبر الإنترنت".

  وفُهم أن رسالتهما هي تشجيع للتصويت ضد ترامب، أي لصالح منافسه جو بايدن. وكان سؤال الصحفية للرئيس ترامب واضحا: "ما ردة فعلك على أن الأمير هاري وميغان ماركل شجعا الأمريكيين للتصويت لجو بايدن".  ميغان ماركل بين 2016 و2020

صدر الصورة،GETTY IMAGES

 

جاءت ميغان ماركل إلى بريطانيا عروسا عام 2018، لكن الدوقة، ذات الجنسية الأمريكية، وزوجها الأمير قررا العام الماضي الابتعادَ عن عالم الأسرة المالكة الصارم، والتنازل عن مهامهما الملكية، وتركَ بريطانيا كلها والاستقرار في الولايات المتحدة.

ويبدو أن ميغان، ذات الـ39 عاما، تتابع اليوم دعم ومناصرة القضايا التي تؤمن بها، والتي ركنتها طوال وجودها كجزء من العائلة المالكة، لأنها ذات طابع سياسي.

ففي مقابلة مع المقدم الشهير، لاري كينغ، عام 2016، قدمت ميغان نفسها، بحديثها، كناشطة مهتمة بقضايا العدالة الجندرية. تتحدث عن عملها في ذلك الوقت مع وكالة الأمم المتحدة الخاصة بالنساء من أجل تمكين قائدات سياسيات من الطبقات الشعبية (غير النخبوية) وإيصالهن لمواقع قوة ليتمكنّ من التعبير عن آرائهن.

كانت تتكلم عن زيارتها لرواندا وعن تاريخ البلاد التي شهدت إبادة جماعية بداية التسعينات، وعن الدور الذي لعبته النساء للنهوض ببلدهنّ.

أما في السنوات الأخيرة فكنا غالبا ما نراها، وقليلا ما نسمعها.

اهتمت الصحافة بأزيائها، وبرحلاتها مع زوجها، وبمطاردة ابنهما آرتشي، وبمبادرتها لإطلاق خط أزياء مريحة للنساء العاملات، وغيرها من نشاطات مشابهة. كانت الصحافة تلومها لكسر البروتوكلات الملكية أحيانا عندما كانت ترتدي، مثلا، ثوبا لا يغطي الركبة، أو آخر يظهر أحد كتفيها، أو عندما تضع طلاء أظافر غامق اللون.

يبدو أن تلك الحركات البسيطة كانت أقصى أشكال التمرد التي تمكنت الدوقة، التي كانت قد تركت مهنة التمثيل عند زواجها، من القيام بها علنا في ذلك الوقت.

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،

ميغان في حفل جوائز الموضة البريطانية، مرتدية ثوبا يكشف عن أحد كتفيها، وواضعة طلاء الأظافر الغامق. قيل إنها خرقت البروتوكول الملكي بهذين الخيارين.

"هاللو أنا ميغان"

وفي نهاية شهر أغسطس/آب، نشر فيديو قصير من لقاء مصور، أجرته ميغان ماركل مع واحدة من أشهر القائدات النسويات في العالم، الأمريكية غلوريا شتينم، ذات الـ87 عاما، والتي تعد من أبرز رائدات الحركة النسوية في الولايات المتحدة منذ الستينيات.

وغلوريا هي تماما في عمر القاضية والأيقونة الليبرالية، روث بادر غينسبيرغ، التي توفيت قبل أيام. وقالت إنها تعتبر غينسبيرغ "معلّمة لها".

صدر الصورة،GETTY IMAGES

التعليق على الصورة،

النسوية الشهيرة غلوريا شتينم (إلى اليمين)

نسمع الحديث التالي في الفيديو:

غلوريا: "أهلا بك في موطنك. أنا سعيدة بعودتك"

ميغان: "وأنا أيضا سعيدة لأسباب كثيرة جدا"، ثم تقول لها: "ينسى الناس كم كان صعبا عليك وعلى كثير من رفيقاتك النضال لنصل إلى هنا.."

فتعلّق غلوريا: "التصويت مهم جدا. إن لم تصوّت فأنت غير موجود. إنه المكان الوحيد الذي نحن جميعا متساوون فيه. أكثر ما يقلقني هو أن فئة الشباب الأصغر في السن، وعلمت أنها الفئة الأقل تصويتا، وأفهم شعور الشباب حيال ذلك، فهم يعتقدون أنهم لن يشكلون فرقا. ولكن التصويت مهم لهم أكثر، لأنهم سيعيشون أكثر مني وهم من سيحصد النتائج".

ويذكر أن الأمير هاري لم ينتخب طوال أعوامه الستة والثلاثين؛ لأن العرف الاجتماعي يملي على أعضاء العائلة المالكة عدم التصويت، كما أنه معروف أن الملكة محايدة سياسيا. ولكن لا يوجد أي قانون يمنع العائلة المالكة من التصويت، إلا أن القيام بذلك يعد غير دستوريا.

كما تضيف غلوريا أثناء حديثها إلى ميغان في جلسة غير متكلفة، في حديقة منزل: "الحراك (من أجل الدفاع عن الحقوق) هو بمثابة عائلتي. لا أعتبره بمثابة تضحية. فأنا من خلاله أفعل ما أحبه.. أفعل ذلك تقريبا كل يوم في حياتي".

 ويوم 22 سبتمبر/أيلول الحالي، وتعليقا على هذا اللقاء، قالت الرائدة النسوية في مقابلة مع برنامج "Access Hollywood" إن ميغان ماركل هي مصدر إلهام بالنسبة لها لأن الدوقة تحمل عبء صورة نمطية، وهذه الصورة النمطية هي صورة "الأميرة".

ووصفت ميغان بأنها "ذكية، وحقيقية، شديدة الدهاء، وسياسية"، وأثنت على قرارها بالمشاركة في الانتخابات في بلدها. وقالت إنها وميغان جلستا حول مائدة طعامها، واتصلتا بالناس عشوائيا لتشجيعهم على التصويت لرئيس البلاد القادم، قائلتين: "هاللو أنا ميغان.. هاللو أنا غلوريا.. هل ستشارك في التصويت؟".بي بي سي