هل تؤثر الصحة العقلية على مخاطر الإصابة بفيروس كورونا؟

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا وتم تشخيصهم سابقا باضطراب نفسي هم أكثر عرضة للوفاة إذا تم نقلهم إلى المستشفى بسبب "كوفيد-19".
وبناء على المدة التي قضوها في المستشفى، كان الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بحالات تتراوح من القلق إلى الخرف وإيذاء النفس أكثر عرضة بنسبة 42% إلى 2.4 مرة للوفاة من "كوفيد-19"، وفقا للدراسة التي أجرتها جامعة ييل.
  ولم تحاول الدراسة الجديدة معرفة السبب، على وجه التحديد، في أن الأشخاص الذين سبق تشخيصهم باضطراب نفسي قد يكونون أكثر عرضة للوفاة من "كوفيد-19"، لكن فريق جامعة ييل، يعتقد أن مستويات الالتهاب المرتفعة لدى هؤلاء المرضى أو حتى الأدوية الموصوفة للقضايا النفسية قد تزيد من مخاطرها
ويتبع الاكتشاف الأخير أن الفيروس التاجي يهاجم الدماغ وكذلك الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية، ويقترح أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من مشاكل الصحة العقلية قد يكونون مجموعة أخرى معرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بـ"كوفيد-19" الشديد.
ولا أحد محصنا ضده ممن لم يصب بفيروس كورونا من قبل، وحتى أولئك الذين نجوا من المرض قد لا يتمتعون بالحماية منه لفترة طويلة.
ولكن كلما عرفنا المزيد عن SARS-Cov-2 ، وجب إضافة المزيد من المجموعات إلى القائمة المتزايدة للأشخاص ذوي المجموعات المهددة بالخطر: كبار السن، أو الذين يعانون من نقص المناعة أو مرضى السكري، أو أولئك الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة أو الكلى، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسرطان ومرض الخلايا المنجلية.   وحتى الآن، لم يتم التعرف على أي حالة نفسية أو عصبية كعوامل خطر لـ"كوفيد-19" من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
ومع ذلك، قد يكون من المجدي لمن لديهم تاريخ من المرض العقلي اتخاذ احتياطات إضافية.
ومن بين 1685 مريضا تم نقلهم إلى المستشفى بسبب "كوفيد-19" وأدرجوا في دراسة جامعة ييل، تم تشخيص 473 مريضا سابقا باضطراب نفسي، وهو ما يمثل 28% من المسجلين.
وفي المجموع، ما يقرب من 20% من جميع المرضى في المستشفى لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم. وخلال فترة الدراسة، توفي 318 منهم.
ومن بين الوفيات، كان 144 مريضا من بين أولئك الذين تم تشخيصهم بأمراض نفسية سابقة، و174 مريضا ممن توفوا وليس لديهم تاريخ من المخاوف النفسية.
وكان التفاوت بين مخاطر الوفاة مختلفا بشكل ملحوظ اعتمادا على المدة التي قضاها المرضى في المستشفى.
وكانت المخاطر الأعلى التي يواجهها المرضى الذين يعانون من تاريخ نفسي أكثر وضوحا في وقت مبكر.
وبعد أسبوعين من دخول المستشفى بسبب "كوفيد-19"، توفي 35.7% من المرضى الذين عانوا من القلق أو الاكتئاب أو الخرف أو الذهان أو غيرها من مشاكل الصحة العقلية.
  وفقط 14.7% من مرضى الفيروس التاجي الذين ليس لديهم سجل لتشخيص الصحة العقلية ماتوا في غضون أسبوعين.
وبحلول الأسبوع الرابع من الدراسة، كانت معدلات الوفيات متوازنة إلى حد ما، وتوفي 44.8% من أولئك الذين يعانون من تشخيصات نفسية، وكذلك 31.5% من أولئك الذين ليس لديهم تاريخ طبي نفسي.
وما تزال مسألة ما إذا كانت الأمراض العقلية تسبب الالتهاب أو أنها ناجمة عن الالتهاب، محل نقاش على نطاق واسع في العالم العلمي، لكن الاثنين مرتبطان بشكل واضح.
ونظرا لوجود حالات مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والفصام تميل إلى امتلاك أجهزة مناعية تعمل بشكل قليل، فإن بعض الباحثين اقترحوا أنها قد تكون أمراضا التهابية، وليس مشاكل في الدماغ على وجه التحديد.
وواحدة من الظواهر المناعية الغريبة التي تظهر في المرضى النفسيين هي مجموعة السيتوكينات، وهي البروتينات المناعية الالتهابية، وهي أيضا البروتينات ذاتها التي تقود "عاصفة" الالتهاب التي ثبت أنها قاتلة للعديد من مرضى "كوفيد-19".
وقد يكون الرابط أحد أسباب وفاة المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية بمعدلات أعلى في دراسة ييل، ولكن من السابق لأوانه الجزم بذلك.
وقد يؤدي الالتهاب إلى حدوث استجابة للتوتر وتغيرات كيميائية عصبية في الدماغ للمرضى الذين يعانون من حالات نفسية، ما قد يجعل من الصعب الاستجابة لـ"كوفيد-19"، وهي حالة معدية تؤثر على أعضاء متعددة، بما في ذلك الدماغ، وفقا للدكتور لومينغ لي، المؤلف المشارك في الدراسة، وهو طبيب نفسي من جامعة ييل.
المصدر: ديلي ميل