إينولا.. محققة نسوية صغيرة تسحب الأضواء من شيرلوك هولمز

عُرض مؤخرا فيلم "إينولا هولمز" (Enola Holmes) على منصة نتفليكس وهو مقتبس من سلسلة روائية للكاتبة نانسي سبرينغر، وسريعا ما أصبح الفيلم في قائمة الأعلى مشاهدة حول العالم على الرغم من خيبة أمل البعض بغياب المساحة الكافية لشخصية المحقق شيرلوك هولمز؛ فماذا قدم فيلم إينولا هولمز لمحبي هذا المحقق الشهير؟
إعادة ولادة الروايات تعرف الجمهور على شخصية شيرلوك هولمز في البداية من روايات السير آرثر كونان دويل، التي نشرها في نهايات القرن 19 وبدايات القرن 20، ومع بداية السينما ظهرت الأفلام التي استخدمت الشخصية، بداية من فيلم باستر كيتون الصامت الشهير، وحتى أفلام المخرج جاي ريتشي بطولة روبرت داوني جونيور ومسلسل شيرلوك.
ولكن فيلم اليوم على الرغم من كونه مقتبسا من رواية، ويحمل اسم شيرلوك هولمز بشكل أو بآخر ليس معالجة جديدة لنفس المصدر الأدبي.
عام 2006 نشرت الكاتبة نانسي سبرينغر أول رواياتها من بطولة إينولا هولمز، وقد استخدمت فيها شخصية شيرلوك هولمز كشخصية جانبية، وكذلك نفس الزمن الذي تدور فيه أحداث رواياته، وقدمت شخصية جديدة وهي إينولا الأخت الصغرى للمحقق، والتي تتحول إلى محققة كذلك.
بين النسوية والمغامرات تبدأ أحداث فيلم إينولا هولمز بالعلاقة القوية والمميزة التي تربط إينولا بوالدتها بعد وفاة الأب وسفر الأخوين، فالأم اختارت ألا تعلم ابنتها بصورة تقليدية، وأن تستغل ذكاءها بشكل مختلف، وعندما جاء عيد ميلاد الفتاة 16 اختفت الأم بصورة مفاجئة، وأتى الأخوان للبحث عنها ورعاية الصغيرة التي تفاجأا بشخصيتها وتعليمها، وقرر مايكروفت الأكبر نقلها إلى مدرسة داخلية حتى يعدها لتصبح زوجة إنجليزية.
ويكون على الفتاة الهرب وبدء حياة جديدة في لندن المدينة القاسية، وخلال رحلتها هذه تبحث عن الأم المفقودة، وتساعد ماركيزا شابا بقدراتها التي تتعرف عليها كمحققة صغيرة قد تتفوق على أخيها شيرلوك الشهير.
نجد أمامنا في الفيلم خليطا ما بين الأفكار النسوية التقدمية، مع لمسة من المغامرات المسلية. فخلال رحلتها تقابل إينولا شخصيات متنوعة وعقبات تحاول تخطيها؛ لكن في نفس الوقت هي في لندن خلال الفترة، التي تحارب نساؤها للحصول على حق المرأة في التصويت الانتخابي، ترفض علاقات الزواج التقليدية، وترغب في بدء مهنة ذكورية للغاية، وهي التحقيق في الجرائم والاختفاءات الغامضة.
لكن الفيلم على عكس أعمال أخرى قام بمزج جيد للغاية للأفكار النسوية في قالب المغامرات، فلم يطغى أي منهما على الآخر، وحقق هذا التوازن في الخطوط الـ3 الرئيسية في القصة، والتي تتكون من خط البحث عن الأم، والهرب من الأخوين، ومساعدة الماركيز الشاب.

ميلي بوبي براون نجمة قادمة الفيلم من بطولة ميلي بوبي براون في دور إينولا هولمز، بجانب هنري كافيل وسام كلافلن في دور الأخوين شيرلوك ومايكروفت بالترتيب، ويعد هذا الدور نقلة مهمة في مسيرة ميلي، التي بدأت وهي طفلة في مسلسل نتفليكس الشهير "سترينجر ثينغز" (Stranger Things)، وحصلت بسببه على ترشيحين لجائزة الإيمي.
في فيلم إينولا هولمز انتقلت ميلي من أدوار الأطفال إلى فئة عمرية مختلفة، وهو تحدِّ لا يستطيع الكثير من نجوم ونجمات هوليوود القيام به؛ لكنها تخطته بالفعل بأدائها اللطيف لدور المحققة المراهقة، والذي جمعت فيه بين خفة الظل والدراما في بعض المشاهد، مع أداء جيد بالفعل في مشاهد الحركة والأكشن. على الجانب الآخر فالفيلم قدم أدوارا صغيرة لكل من هنري كافيل الشهير بدوره السابق سوبرمان وسام كلافلن؛ لكن في ذات الوقت جاء أداؤهما جيدا للغاية، وربما أفضل من أي دور قدماه من قبل.
واحدة من مزايا الفيلم كذلك الملابس والديكورات، نحن هنا أمام فيلم تدور أحداثه في بدايات القرن 20، في لندن القديمة التي لدى المشاهدين تصورات معينة عنها خاصة بعدما شاهدناها من قبل في العديد من الأفلام والمسلسلات حول شخصية شيرلوك هولمز؛ لكن في هذا العمل تم إضافة المزيد من الخفة على الصورة حتى تتلائم مع كونها من بطولة فتاة مراهقة، وقد تناسبت الأزياء والديكورات مع هذه العوامل بشكل جيد للغاية.
ومن المتوقع أن نرى إينولا هولمز في أفلام أخرى قادمة، خاصة بعد النجاح النقدي للفيلم وعدد المشاهدات التي جعلته في قائمة الأعلى مشاهدة، وأنه يستند على سلسلة روائية تقدم لصناعه حبكات أخرى مسلية تستحق المشاهدة.​

المصدر:الجزيرة


تابعوا آخر أخبار جو24 عبر


المصدر:الجزيرة