تعرض لطعنة في القلب.. تفاصيل مداخلة جراحية أشبه ما تكون بالمعجزة في مستشفيات البشير

طعنة نافذة بالقلب، كادت أن تودي بحياة أحد المواطنين، حيث توقف قلبه تماما، وبات قاب قوسين أو أدنى من الموت، قبل أن تقوم كوادر مستشفيات البشير بإنقاذ حياته، في حادثة أشبه ما تكون بالمعجزة!

بدأت الحكاية عندما قام طبيب مقيم في قسم الجراحة والطوارئ، بالاتصال بزملائه في المستشفى، طالبا مساعدتهم على وجه السرعة، إثر وصول شاب تعرض لطعنة في القلب، فتدهورت علاماته الحيوية، حتى توقف قلبه تماما خلال ثواني معدودة..

لم يكن هنالك متسع من الوقت.. القلب متوقف عن العمل، والنزيف كان لايزال مستمرا.. كان لا بد من التصرف بأقصى درجات السرعة والحذر..

هنا بدأ دور أبطال خط الدفاع الأول عن الحياة.. أطباء الإسعاف والطوارئ ومقيمي الجراحة بالبشير، حيث بدأ الانعاش القلبي للمريض، وصاحبهم أطباء التخدير الذين قاموا بوضع أنبوب تنفسي للمريض، وخلال ثوان معدودة، عاد القلب بحالته الرثه للعمل.

هذه الحالة تدعى طبيا witnessed arrest، حيث يتوقف القلب بعد وجود علامات حيوية تشير إلى أن الدم لم ينقطع لفترة عن الدماغ، وأنه مازال هنالك فرصة لإنقاذ حياة المريض.

القرار اتخذ فورا بنقل المريض إلى غرفه العمليات، مع العلم بعدم وجود جراح قلب في مستشفى البشير!

وفي غرفة العمليات ازداد الوضع تعقيدا، فبعد وضع المريض على طاولة العمليات مباشرة، توقف قلبه من جديد، وتكررت عملية الانعاش، ومرة أخرى، وبعد ثوان معدودة عاد القلب بجراحة للعمل.

كان القرار حاسما، فلا وقت للتردد.. كان لا بد من الوصول للقلب خلال ثواني معدودة، رغم عدم علم الطبيب المشرف بطبيعة الاصابة التي قد يجدها، حيث أنه ليس جراح قلب.

الأوضاع بلغت ذروة التعقيد، حيث فقد الكثير من الدماء، وكان هناك خطر محتمل لتوقف القلب مرة ثالثة.

مريول عمليات ومبضع جراحي وشاشه مغرقه باليود.. هي كل ما احتاجه الطبيب لفتح جرح بالصدر.. وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها عملية فتح للصدر!

وخلال أقل من دقيقة، وصل الطبيب للقلب، وقام بتفريغ الدم المتجمع حوله، و وضع أصبعه بالثقب النازف، ليبدأ بوضع عدة غرز بالقلب النابض.. وهنا، وجد ثلاثة جراح أخرى بالقلب والشريان الأبهر والشريان الرئوي..
 

رغم هذا التعقيد وتدهور الحالة.. تمت السيطرة على النزيف.. وبجهد أطباء التخدير تم تعويض المريض بالدم والسوائل وعادت علاماته الحيويه لتستقر.


بعد نصف ساعة وصل جراح الصدر ، وبعده بنصف ساعة أخرى وصل جراح القلب من مستشفى الأمير حمزة.

 
كانت الأمور تحت السيطرة التامة.. وجراح القلب قد أغلقت وحالة المريض استقرت.. بعدها طلب جراح القلب بنقل المريض لمستشفى الأمير حمزة، حيث تتوافر العدد اللازمة ومضخات القلب في حال احتاج إليها.


وهناك استكمل جراحو القلب علاج المريض واستقرت حالته تماما.


حادثه نادرا ما تحدث بهذه الصورة.. وإن حدثت فنادرا ما يتم إنقاذ المريض، ونسب النجاح فيها متدنية جدا.. هذا ما يؤكده الأطباء.


أطباء الطوارىء وأطباء التخدير عملوا يدا بيد مع أطباء الجراحة،
وكانت عملية متكاملة، ما كانت لتحدث بهذه الصورة من التناسق والحرفية في أكبر المراكز الطبية.


أطباء البشير .. الجنود المجهولون.. تمكنوا من إنقاذ حياة، رغم ضآلة فرص النجاة.


الفريق الذي تفانى في إنقاذ حياة الشاب، أعرب عن أمنياته السلامة السلامة لكل المرضى.. متمسكا بقوله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".


كل الشكر والاحترام والتقدير للأطباء الذين أنقذوا حياة الشاب، وهم:

د جلال المعايطة
د حسام أبو دية
د زيد نوافلة
د عبد الرزاق أسعد