الأخوة .. قيم الندرة
د.سعيد صبحي النجار
إهداء إلى قرة عيني أخي : رائد صبحي النجار
ليس هناك من كلام يسمو كما يسمو الكلام عن الأخوة الحقيقية، لأنها العدة في الحياة والعتاد، الشعر العربي القديم قال عنها :
أخاك أخاك ! إن من لا أخا له
كساع إلى الهيجا بغير سلاح .
أخي وقرّة عيني فاتحة كلامي لك كلمة الأخوة وخاتمة كلامي لك أيضا كلمة الأخوة. ليست في هذا المقام أطمح بعرض سردية الأيام والسنوات التي حملتها الأيدي السخية لحياتنا، بفضل وبكرم من الله، بل هنا مقام أعبر لك فيه عن حكمة الدهر والقرون الخالية، وأنت تخوض تجربتك الجديدة إلى انتخابات 2020 مباركا ومكللا بالنجاح، حاملا بصمة الشرفاء والأجلاء. أخي رائد: اخترت لك بعضا من مداد الكلمات الخالصة المزاجة بالحكمة والغامرة بالحُسن والجمال عقلا وفعلا :
1 ـ قال تعالى : " قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا " }يونس :88{.
2 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم:”إن كل ذي نعمة محسود ".
3 ـ قال الحكيم : أربعة طلبناها فأخطأنا طرقها، طلبنا الغنى في المال فإذا هو في القناعة، وطلبنا الراحة في الكثرة فإذا هي في القلة، وطلبنا الكرامة في الخلق فإذا هي بالتقوى، وطلبنا النعمة في الطعام واللباس فإذا هي في الستر والإسلام يعني فيما يستر الله من العيوب والذبوب .
4 ـ من أمثال العرب : من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له .
إن الأخوة في القلب مثل الشمس في العالم هكذا أراك يا أخي وقرة عيني رائد ، ودوما خير المقال ما صادف الأفعال، إنها أخوتنا درس يتعلم منه الكثير من البشر الذي لا يعرفون جيدا معاني القيم الراسخة المبنية على كلمات الحق وللحق معنى تعلو به أكتافنا .
إنه الأردن. إنها فلسطين ـ لا أقول إنهما بوصلة المرابطين فقط، إنهما أبناء الأمل، الأمل الذي يجعلنا أن لا نفضل سير الأمور كما هي بل نطمح للأفضل .
أعلم يا أخي أنك أكثر إنسانية من كل البشر، لذلك وأنت تخوض تجربتك الجديدة نحو قبة البرلمان هناك كلمات هزيلة : الفساد، المؤامراتـ العلاقات الإنسانية المشوَّهة، مكانها الطبيعي سلة المهملات.، إنها كلمات مريضة وهزيلة مثل أصحابها تماما.
ما هو القانون يا أخي : إنه أرادة الشعب، وستكون ممثلا عن الشعب، فكن الأمل للدولة الخصبة ولكل من لا صوت له ، ملتزما بحقوق الإنسان وجميع الحقوق الأخرى، إنها حجة الإرادة التي تعبر أيضا بوضوح أنّ القوانين هي التعبير عن إرادة الله في الأرض لصلاحها .
أخي رائد : لم أرد أن أكون عاطفيا في هذا المقام، ولكنها العاطفة الجيّاشة التي تبحث عن الحرية دوما، وعن النور، وعن القيم التي تصنع الندرة ..ندرة الماس وصلابته، وتذكر يا أخي وصديقي أبا كرم أن دموع الرجال في أغلب الأوقات لا تجعلهم أقل صلابة فكن بجانب كل مظلوم، مقهور، ناقص الحقوق، فقير هذا عهدي بك ...وأنت صاحب العهد المشهود والشاهد، فالإنسان الحقيقي يعبر عن جوهره من خلال المشاعر أكثر من الأفكار..إنه القلب الدافئ والعقل البارد..إنها حكمة القلب .. " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " فهنيئا لك يا أخي وصديقي رائد .
إن تجربتك في خوض إنتخابات 2020 هي شهادة ضد الكذب والزيف للوجوه التي خذلت الوطن وما تزال نعم إنهم رجال يستطيعون إخفاء الماضي ولكن المستقبل سيفضحهم ليس من منطق الثورية بل من منطلق القانون .