كيف نجعل الأطفال يحبون القراءة؟ سؤال لأردنية أوصلتها إجابته للعالمية

تفرغت لسرد القصص للأطفال طوال 14 عاما، ومن قاعة صغيرة في مسجد الحي الذي تسكن به انطلقت بقراءة قصص للأطفال عام 2006، مؤمنة بضرورة أن يستمتع الطفل بالقراءة، وبضرورة إنشاء مكتبة بكل حي.

اعتمدت على الطريقة العلمية في الإجابة عن سؤال مهم "كيف نجعل الأطفال يحبون القراءة؟"، وكيف يقرأ الأطفال من أجل الاستمتاع وحب التغيير والفائدة، فوصلت إلى نتيجة بعد دراسات موسعة ومعمقة تؤكد ضرورة أن يقرأ الأهل لأطفالهم، أو أن يقرأ سفراء القراءة للأطفال.

لم تكن تتوقع الدكتورة رنا الدجاني -أستاذة الأحياء الجزيئية في الجامعة الهاشمية الأردنية- عندما أطلقت مبادرتها المجتمعية بحراك صغير من مكتبتها بعنوان "نحن نحب القراءة"، أنها ستصبح منظمة عالمية تنتشر في 57 دولة عبر العالم، وبات لها أكثر من 4 آلاف سفير وسفيرة، و7 آلاف متدربة ومتدرب.

رنا الدجاني مؤسسة ومديرة مبادرة ”نحن نحب القراءة" في حديقة في ريتشموند، فيرجينيا (مفوضية اللاجئين)

تغيير طريقة التفكير للأطفال

الهدف من المبادرة عند إطلاقها -تقول الدجاني للجزيرة نت- هو تشجيع حب القراءة لدى الأطفال في الأردن، ثم بقية دول العالم، وذلك من خلال القراءة للأطفال وإنشاء مكتبة ثقافية في كل منطقة.

بعدما انطلقت الفكرة قبل 14 عاما وصلت اليوم إلى 57 دولة، وتضيف الدجاني "تمكنّا من تدريب نحو 7 آلاف متطوع ومتطوعة بات منهم سفراء للمبادرة، يقرؤون القصص بطريقة جذابة وبصوت عال ولغة عربية فصحى، يلهمون الأطفال القراءة بحماس واستمتاع، ويقوم المتدربون بعد إنهاء التدريب بتأسيس مكتبتهم في الحي ليصبحوا سفراء لمبادرة (نحن نحب القراءة)، حيث تم إنشاء نحو 4 آلاف مكتبة".

إضافة إلى ذلك جاءت فكرة المبادرة وفقا للدجاني خلال محاولاتها للبحث عن جواب لماذا لا يحب الأطفال القراءة من أجل الاستمتاع؟ ووجدت أن القراءة لهم هي الحل، فالقراءة للأطفال تغير من طريقة تفكيرهم، بحيث يصبحون صناعا للتغيير في المستقبل.

القراءة باستمتاع

تتابع الدجاني "المشكلة أن أطفالنا لا يقرؤون بهدف الاستمتاع وإيجاد حلول للتحديات التي تواجههم، فجاءت المبادرة كي يضع الطفل نفسه مكان بطل القصة الذي يستطيع إيجاد الحلول، وتذليل العقبات، ولا ينتظر من يمد له يد المساعدة، بل يخلق ويبدع الحلول".

الأطفال في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن كانوا هدفا رئيسيا للمبادرة، فبعد إقامة المخيمات بدأت المبادرة بتدريب سفراء لها من اللاجئات واللاجئين يقرؤون لأطفال المخيم القصص المتنوعة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تم إنشاء عدد من المكتبات في كل مخيم، يرتادها الأطفال والكبار لممارسة القراءة باستمتاع.

الخطط المقبلة

انتشار فيروس كورونا ومنع الاجتماعات العامة في قاعات التدريب، دفع بالقائمين على المبادرة لإطلاق التدريب الإلكتروني للمتطوعين والسفراء باللغتين العربية والإنجليزية، مما أتاح المجال أمام كافة الراغبين في الحصول على التدريب من أي منطقة حول العالم.

تقول مديرة التدريب في مبادرة "نحن نحب القراءة" غفران أبو دية للجزيرة نت، إن برامج التدريب في المبادرة تمت ترجمتها لـ 3 لغات هي الصينية والفيتنامية والفارسية، ويتم العمل حاليا على 7 ترجمات أخرى، من بينها الإسبانية والمقدونية والأوغندية والهندية وغيرها.

اعلان
 

وهناك سعي حثيث لترجمة التدريب إلى 10 لغات مع نهاية العام الجاري، وإطلاق تطبيق على الهواتف يجمع كل سفراء المبادرة حول العالم في مجتمع افتراضي واحد، ليشكل حلقة تواصل وتبادل للمعرفة والثقافة ونشر قصص النجاح.

جائزة نانسن

حصلت الدجاني ومبادرة "نحن نحب القراءة" على جملة من الجوائز الأردنية والعربية والعالمية، كان آخرهاجائزة نانسن للشرق الأوسط وشمال أفريقياالمقدمة من المفوضية السامية للاجئين لهذا العام 2020، وذلك لجهودها في تشجيع الأطفال اللاجئين والأردنيين على الاستمتاع بالقراءة.

وجائزة نانسن المقدمة من مفوضية اللاجئين تمثل تكريما سنويا يحتفي بأولئك الذين بذلوا جهودا استثنائية لدعم اللاجئين وطالبي اللجوء وعديمي الجنسية والنازحين.

من حفل تكريم رنا الدجاني (الثانية من اليمين) بجائزة نانسن في مفوضية اللاجئين (مفوضية اللاجئين)

وتمت تسمية جائزة نانسن بهذا الاسم تكريما للمستكشف النرويجي والإنساني فريدجوف نانسن، أول مفوض سام للاجئين عيّنته هيئة الأمم المتحدة في عام 1921.

يذكر أن آخر فائزين إقليميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجائزة نانسن كانا من نصيب الأردن أيضا، وهما المتطوعة الأردنية عبير خريشة في عام 2019، والمنظمة غير الحكومية "استعادة الطفولة" في عام 2018.

المصدر:الجزيرة