كيف نخرج من واقعنا الصعب؟
في ظل حالة الهدوء والسكون التي نعيشها هذه الايام بعد ان استوعبنا صدمة زيادة وارتفاع عدد الاصابات اليومي بفيروس كورونا.
اصبح كل شيء حولنا متوقف او شبه معطل تسيره الايام والساعات دون ان تدخل في حسابات الزمن لدينا..فالحكومة مقالة ومكلفة بتصريف الاعمال مما يحدها ويحصر قراراتها ويمنعها من التوسع بها وكذلك الانتخابات واعادة النظر بموعدها مع ظهور حالة التفشي المجتمعي اصبح مطروحا على الطاولة.
اما الاقتصاد فكأنه خارج الزمن هذه الايام بسبب ما يعانيه من ركود وصعوبة لا تخفى على احد فمعظم قطاعاته تعاني ومهددة اما بالافلاس او الاغلاق وما نجم عن ذلك من ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف ابنائنا.
ولا نريد التوسع بالحديث عن المحاور الاخرى التي ليست احسن حالا حتى لا نتهم بالتشاؤم واليأس الا ان واقعنا بات صعبا ومعقدا وخيوطه متشابكة يحتاج الى معجزات لنخرج منها.
وقبل ذلك علينا ان لا ننسى تأثير هذه الصعوبات على المجتمع الذي يعيش ظروفا نفسية ومعيشية صعبة.
مع ايماننا بان هذا الحال ليس علينا في الاردن وحدنا انما عالميا بعد ان ضرب كورونا العالم محدثا ما احدث من خراب ودمار.
الا ان خصوصيتنا في هذا الموضوع ليست بعد كورونا او بسببه فقط بل كان قبله، الا انه عمق من اوضاعنا السيئة وزاد في جروحنا، مما يستدعي عدم الانتظار او الترقب طويلا لان الموقف لا يحتمل ولا يساعد على الصمود طويلا.
ومن هنا فاننا نحتاج الى استراتيجية وطنية شاملة، سريعة ومتوسطة وطويلة الاجل تتضمن مبادرات على مستوى جميع القطاعات واعادة النظر بالاجراءات السابقة جميعها والتفكير خارج الصندوق .
نعلم ان اوضاعنا الاقتصادية لا تساعدنا كثيرا لكن الدراسات الحقيقية والخطط الواقعية التي تراعي الاوضاع الاجتماعية وظروفها قد تسهم بتحقيق شيء ايحابي.
كما ان وضعنا وحالنا لا يحل بحلول تقليدية وعادية او انية لذر الرمال بالعيون انما يحتاج الى استراتيجية خلاقة وجديدة كتوزيع قطع من الاراضي على الشباب لاصلاحها وزراعتها والاستفادة منها.
والتوسع ايضا في المشاريع المتوسطة والصغيرة بانشاء شراكات بين الحكومة والشباب ايضا ، وكذلك اعادة النظر بجميع الاعفاءات والتوسع بها للعام القادم الذي سيكون صعبا ايضا.
موضوعات ومبادرات عديدة تحتاج الى جدية وارادة حقيقية قد تنقذنا او تسهم باخراجنا ولو جزئيا من واقعنا الصعب.الدستور