نحو فريق استشاري وطني متطوع
استوقفني مقال الأستاذ الصحفي باسل عكور المنشور على جريدة جو 24 الإلكترونية يوم الخميس الموافق 10/8/ 2020 تحت عنوان "هل يعرف الرئيس الجديد أن هامش الخطأ اليوم اصبح صفرا بالمئة؟ " وقلت في نفسي كيف سيعمل هذا الرجل في هامش صفر بالمئة من الأخطاء وهو بشر وليس نبي وكل ابن آدم خطّاء مهما كانت مؤهلاته وخبراته وقدراته ومهما كان الفريق الوزاري الذي يعمل معه ، مع يقيني ان كاتب المقال لا يعني المعنى الحرفي للخطأ الصفري وإنما ساقه للدلالة على خطورة ودقة وحساسية الظروف التي يمر بها الوطن والمحيطة به التي لا تحتمل اسلوب إدارة الدولة بإتباع نظرية "التجربة والخطا". ولنكن واقعيين وغيرمنظّرين فالرئيس المكلف مهما اجتهد في اختيار فريقه الوزاري يبقى محكوما لإعتبارات جهوية ومناطقية ومقاربات أمنية وهيكلية في بنية النظام العام للدولة لا يستطيع تجاوزها او القفز عنها.إذن كيف ستعمل هذه الحكومة وضمن محددات فريقها الوزاري لتجعل اخطائها أقل ما يمكن او على الأقل أن تكون قراراتها الصائبة اكثر من قراراتها الخاطئة وخاصة انه لا توجد لدينا أحزاب معارضة قوية تشكل ما يسمى "حكومة ظل" ولا مجلس نواب قوي يعكس الإرادة الحقيقية للشعب يرصد عمل الحكومة وقراراتها ويكون بمثابة السيف المسلط عليها ويجعلها تحسب ألف حساب للقرار قبل اتخاذه؟ وللإجابة على هذا السوأل وللخروج من هذه الحالة فإنني اقترح على رئيس الحكومة الجديد أن يستعين بفريق استشاري وطني يمثل المجالات الرئيسية لعمل الحكومة (الإقتصادية والمالية والتعليمية والصحية والقانونية الخ...) يعمل بشكل تطوعي وبدون اي مقابل حتى لا نضيف على الدولة أعباءً مالية إضافية ونحرر المستشار من عقدة مداراة صاحب القرار خوفا من فقدان الوظيفة او المزايا. وأقترح ان تضع الحكومة الشروط المرجعية لكل وظيفة استشارية تطوعية وتعلن حاجتها عن هذه الوظائف بكل الوسائل المتاحة وأن تختارأكثرالمتقدمين كفاءة.وإنني على يقين بأن الوطن يزخر بالمتطوعين المختصين في كافة المجالات الذين يتحينون الفرص لخدمة وطنهم بكل أمانة وإخلاص دون انتظار لمردود مادي او منصب وظيفي.