جامعة اليرموك.. على المِحَكّ
على اليرموك اقسمنا اليمينا… بان نبقى له الحصن الأمينا
وعاهدناه ان نرعاه نهرا … يجدد خالد الايمان فينا… .
منذ أكثر من أربعة عقود ، شنف أسماعنا نشيد اليرموك، وصمتنا إجلالاً ووقاراً لكوكبة من علمائها الأوائل والجدد، اليرموك في وجدان الأردنيين مثل اليرموك النهر والمعركة وعبق النصر الغارق في التاريخ… اليرموك الجامعة صنو الأردنية ومحط فخر الأردنيين، في اليرموك نختزن ذكريات الجامعة وجلساتها، وحواراتها، مكتبتها… قاعاتها مختبراتها… زيتونها دوارها…مظاهراتها… عنفوان طلبتها… وعيهم السياسي… ولائهم وحبهم لوطنهم… ففي كل زاوية، ولحظة حكاية وتاريخ، سطر عمق الحب في ذات طلبتها والأردنيين جميعاً.
جامعة اليرموك ثاني جامعاتنا الأردنية، لها من العراقة إمتداد كبير… سطره إبداع وشهرة خريجيها داخل الوطن وخارجة، وهم يشغلون وأشغلوا مناصب ووظائف كبيرة ورفيعة داخل البلد وخارجه.
في السنوات الأخيرة… بدأنا نلحظ إشارات إستفهام على عدة جامعات أردنية، وجدلية الإدارات فيها وأنعكاسها على مسيرتها الأكاديمية، وبدل أن نسمع أخبار التقدم الأكاديمي أصبحنا نقرأ اليرموك عبر وسائل التواصل الإجتماعي بما لا يسر الخاطر، وأصبح المشهد مثيراً للخجل، لأن الأصل أن يكون الأكاديمي صورة مثالية في السلوك يتمثلها الآخرون، ولكن طفت على السطح صراعات واشتباكات داخلية، بين إدارة الجامعة ومجموعة غير قليلة من أعضاء هيئة التدريس، ووصلت الأمور لتبادل الإتهامات والمقالات والشكاوي والدعاوي أمام المحاكم، وهذا يمثل إنفصال بائن بين الرئيس أياً كان والعاملين من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بغض النظر عن المخطئ..!، ودخلت الأمور في دوامة التأثيرات من مجلس الأمناء ورئيسه وجهات أخرى خارجية، تكرس الشللية والتفرد، والإستقواء، وتنازع المراكز والمصالح، وصارت الجامعة توصم بمشاكلها وصراعات من فيها، على حساب سمعتها ومسيرتها وعراقتها وأكاديميتها، ولست هنا إلا المحب لجامعة اليرموك ولا أقف إلا في صفها لأنها من أعرق جامعات الوطن، وخصام اهل أي جامعة ليس فيه منتصر..! الكل خاسرون.
وأخيراً، بعد تعيين رئيس جديد للجامعة، نتوسم فيه الخير، وأن يُخرج جامعة اليرموك التي نحب من كبوتها أو لنقل سحابة الصيف التي داهمتها، ولا يكون ذلك إلا بتعاون أهل اليرموك جميعاً، وأن تصفو الأنفس، وإعلاء المصلحة العامة على الخاصة، وهذا ممكن لأن اليرموك غنية بكوادرها وطاقاتها، ويبقى أن يعاد النظر من لدن التعليم العالي، بجدلية مجلس أمنائها ورئيسه وما يشاع عن تدخلات كانت وقد تستمر، عملت على المساهمة بخلق أجواء جدلية غير مريحة كما أسمع وأقرأ، ومع إحترامي لمجلس الأمناء ورئيسه فقد يكون آن الأوان لهم أن يرحلوا (من خاطرهم) دون إقالة، ليفسحوا المجال لغيرهم، لأن أدوات التأزيم ما زالت قائمة، والنفوس غير راضية، وترقُب وتوقُع تكرار التغول للمجلس ورئيسه على الجامعة ورئيسها مطروح..!، والخوف أن تعاد الكرة، ونعود للمربع الأول، ونحن نرى شكوى مريره من الإداريين بخصوص أبناء العاملين، وقبل ذلك نتذكر دور المجلس في تخفيض الموازي وما صاحبه من إحتجاجات…
وغير ذلك من المواقف، مطلوب مجلس أمناء جديد يبعد اليرموك عن مخاضات النزاع والجدلية، ليضع يده بيد الرئيس الجديد، لفتح صفحة جديدة تنقل اليرموك لطموحاتها وطموحات العاملين فيها وطموح ابناء الوطن، المشاكل والمعيقات كثيرة وموجودة دائما، ولكن الإدارات الكفؤة تبحث عن الحلول، والإدارات العقيمة تبحث عن التأزيم، لأنها مسكونة بالرعب وعدم الثقة بالنفس والخوف، وإنعدام القدرة على النجاح، مثلها مثل الطالب المُشكل، الذي يثير الإنتباه لشخصة بالمشاكل، لعدم قدرته على التفوق والنجاح، يطول الكلام في الإدارات الأكاديمية، ولكننا نطمح ليرموك تتقدم الركب بسمعتها الأكاديمية والبحثية، وعلى اليرموك أقسمنا اليمينا… فاوفوا في أيمانكم يا رعاكم الله… .حمى الله الأردن.