أمام حكومة دولة الخصاونة ..

سنبتعد عن السياسة ، وسنتجاوز تفاصيلها .. هناك ملفات شائكة امام حكومة رئيس الوزراء المكلف صاحب الخبرات المتراكمة التي لابد ان تحول وتجير لصالح التغيير والتجديد ، وحل العديد من الملفات الداخلية العالقة .. ملفات العمل والشباب والبطالة ، ملفات التعليم والتعليم العالي ، والبحث عن مخرج ايجابي من حالة التراكم للخريجين امام بوابات الجامعات ليحصلوا على تلك الورقة « الشهادة الجامعية « مع التهافت على «طب « اينما كان وهندسة كيفما وجدت !!
على أعتاب حكومة دولة الرئيس المكلف ..ملفات هامة ورئيسية لابد من تناولها وعلى الوزراء المعنيين الذين سيتولون حقائبهم الالتفات اليها كل حسب تخصصه ، فالجائحة اطاحت بالاحلام والطموحات ، وكسرت ظهر العملية التعليمية والاقتصادية ، وأجلت كل جديد ، ورحلت كل الازمات الشخصية والمعيشية الى أجل غير مسمى ..
امام حكومة ووزراء دولة الرئيس الملف الاهم وهو التعليم والصحة والاقتصاد ، فلا بد من رفع حقيقي لمستوى المعيشة لفئات عديدة من الشعب الاردني ، الذي أصبح عاجزا عن الايفاء بابسط مقومات الحياة الطبيعية ، ولابد من دعم حقيقي لأصحاب المؤسسات الصغيرة والتي تكبدت خسائر لا حمل لها عليها جراء تراكم الازمة وتعطل الحياة ، ولابد من نظرة مختلفة وثاقبة لصفوف العاطلين عن العمل ليختاروا طريقا تقودها حكوماتهم نحو بر الامان ..
امام حكومة دولة الخصاونة الملف التعليمي ، الذي أصبح الان وبامتياز عن بعد ، فمن منظومة تعليم عام هشة الى حد كبير ، الى ضعف بتوفير شبكات الانترنت لكل بقعة بالاردن ، الى تراكم اعداد الطلبة داخل منظومة الصف الواحد ليبعد التعليم عن الفاعلية والجدوى الحقيقيين ..والى محطة تعليم عال أصبحت الان امام الحكومة لعلها تجد حلا لها قبل الخوض بعقبات نعلم جميعا أنها فوق قدرة البشر ، فلابد من توفير منظومة اقتصادية تدعم مؤسساتنا التعليمية بالجامعات لتقوم بدورها الاعتيادي دون البحث عن اغلاق للمديونية وتضييع الوقت ببحث عن حلول ليتحول رئيس الجامعة الى مدير بنك يقترض ويسدد ويبحث عن حل ..
امام الحكومة منظومة التعليم بالاردن لا بد ان ننتزع منها رقما صعبا ، نتحدى به العالم ، فلا حلول بالموازي ، ولا حلول الا بدفع المبالغ المترتبة منذ سنوات ، ولا حلول حقيقية الا بتوفير بنية تحتية عميقة لشبكة الجامعات لتمنح طلبتها أمانا أكاديميا وحالة من الرضى عن مخرجات التعليم التي توفر لهم فرصا للتوظيف ..
امام دولتكم وبين وزرائكم الجدد حالة من الغياب عن توفير حالة استقرار تعليمي تقني أصبح هو الحاجة في مجتمع عالمي ، ولا يزال طلبتنا يعكفون عنه بحجة انه لا يمنح لهم «بريستيجا «، منظومة بحاجة الى أن يقلب الهرم فيها لتتحول النظرة الى أعمق ، ومؤسسات أكاديمية ، لابد لها من رئيس ناجح يديرها بلغة التطور والعلاقة مع المجتمع وثبات بالاداء الاكاديمي ..
ملفات في قطاع التعليم أمام عتبة دولتكم ووزرائكم الجدد همها المواطن وديدنها الوطن ، وقوتها ورقة وقلم وشهادة جامعية يعتد بها فالطلبة والجيل القادم هم الحكاية وأصلها !! فهل هنالك من أمل ..الدستور