المرحلة تتطلب حكومة برامجية ..
التحديات الكبرى التي تواجه الاردن في هذه المرحلة معروفة وتم تحديدها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، من فقر وبطالة ودين عام، وحاجة القطاعات الى تحفيز حقيقي وتقديم النمو الاقتصادي الحقيقي على الملفات المطلبية الاخرى، وسياسيا لابد من التمسك بالثوابت السياسية الاردنية، وفي مجال انتخابات 2020 النيابية يتطلع الجميع ان تساهم حكومة الرئيس المكلف د.بشر الخصاونة بتقديم صورة افضل مغايرة للدورات النيابية السابقة، ورسم منحنى جديد منطقي في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، خصوصا وان دول العالم حتى يومنا لا تقدم علاجا فعالا للمصابين بالفيروس، كما ان اللقاحات شرقا وغربا لازالت في المختبرات في ظل حرب عالمية للقاحات، بينما تتطلع البشرية للافلات من الوباء، لذلك يتطلع الجميع الى معادلة جديدة اكثر مرونة في التعامل مع تداعيات الجائحة بما تمكن الاقتصاد والمجتمع من النهوض وقبول التعايش وقتيا مع الوباء لحين ايجاد حلول طبية مطمئنة ومتفق عليها علميا.
توفر فريق وزاري اقتصادي يتميز بالكفاءة والانسجام للنهوض بمتطلبات المرحلة، وربما الافضل البحث عن وزراء جدد لم يجربوا سابقا.
ان البرامج يفترض ان تكون الاساس الذي يقدم به الرئيس المكلف حكومته الى جلالة الملك وربما لاحقا للبرلمان، وهذا يستدعي وضع كل وزير برنامج عمل لحقيبته للفترة القادمة، على ان يتم مراجعة الانجاز دوريا وكلما دعت الحاجة لذلك، فالوقت مهم، والتجريب يفترض انه انتهى فاحتياجات المجتمع والدولة الاردنية واستقرارها غاية في الدقة وتتطلب عملا دؤوبا، وهذا يمكن تحقيقه من خلال برامج شديدة الوضوح لا تقبل التفسير والتأويل والاجتهاد.
كتاب التكليف السامي واضح بما يكفي كما في الحكومات السابقة، ويمثل استحقاقات لابد من مراعاتها للخروج مما نحن فيه من كرب ومعاناة، والنهوض بعد كبوة مؤلمة، وتلمس الطريق الافضل لمواصلة التقدم، فالاقتصاد الاردني قادر على التعافي اذا قبلنا التحدي والتضحية الآنية من اجل مستقبل افضل لنا وللأجيال القادمة، وبشكل مباشر ان النظر الى حلول وبرامج اقتصادية اجتماعية وتقديمها على الحلول المالية هو الحل، وهذا من شأنه توفير عشرات الالاف من فرص العمل الجديدة للشباب المتعطلين عن العمل وزجهم في عملية التنمية ..مرة اخرى نحن قادرون اذا اتيحت الفرص للمشاركة وتقديم الحوافز فالمجتمع الاردني الشبابي البنية لديه مخزون هائل لابد من توظيفه بشكل مبدع وخلاق للنهوض في كافة مناحي حياتنا.