الصفدي ونظيراه المصري والعراقي يؤكدون استمرار التنسيق والتكامل بين بلدانهم الشقيقة

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري ووزير خارجية جمهورية العراق فؤاد حسين اليوم استمرار العمل على تعزيز التعاون في إطار آلية التنسيق الثلاثي عبر تنفيذ مشاريع وبرامج اقتصادية تكرس التكامل بين البلدان الشقيقة الثلاثة تنفيذاً لقرارات القادة ومخرجات القمم التي عقدوها.
وأكد الوزراء خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات ثلاثية في القاهرة بلورة عدد من المشاريع والاتفاقات والتفاهمات سيبحثها الوزراء المختصون خلال لقاءات قريبة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والإعمار والأمن الغذائي والدوائي وغيرها من القطاعات الحيوية. كما أكدوا أن آلية العمل الثلاثي تستهدف تعزيز التكامل والبناء على الجوامع لتكون انموذجاً في العمل العربي المشترك ومنطلقاً لتعاون أوسع ينعكس إيجاباً على الدول الثلاث وعلى المنطقة بشكل عام. وأشار الوزراء إلى أن محادثاتهم تناولت أيضاً التطورات الإقليمية وسبل التعامل معها بما يخدم القضايا والمصالح العربية ويعزز الأمن والاستقرار. وقال الصفدي في تصريحاته "تشرفت صباح اليوم بنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمحورت حول العلاقات الثنائية والتنسيق المستمر بين البلدين بما يصب في تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق أوسع للتعاون وأيضاً في إطار التنسيق إزاء القضايا الإقليمية التي تملك المملكة وأشقاؤنا في جمهورية مصر العربية آراء مشتركة إزاءها وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وخدمة قضايانا العربية".
وأضاف الصفدي، ان رسالة جلالة الملك "ركزت على آلية التعاون الثلاثي بين المملكة ومصر والعراق بهدف الانتقال بهذه الآلية إلى تعاون ملموس بشكل اكبر في شتى القطاعات".
وقال، "لقاؤنا اليوم هو لقاء عمل بحث آليات تنفيذ إرادة القادة والقرارات التي اتخذوها خلال لقائهم الأخير في عمان حتى ننتقل إلى مرحلة متقدمة يتم عبرها انجاز المشروعات التي ستنعكس بالخير على دولنا الثلاث، وأيضاً على المنطقة برمتها، لأن رؤية هذا التعاون ترتكز على أنه لبنة في بنيان العمل العربي المشترك".
وأكد الصفدي "نحن نبني على ما يجمعنا، وليكون ذلك منطلقا لتوسعة إطار التعاون في منطقتنا بشكل عام، لأن قادتنا يؤمنون إيماناً مطلقاً بأن التكامل والتعاون بين دولنا جميعاً هو حاجة وضرورة، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي أثبتت جائحة كورونا مدى اعتماد بعضنا على بعض"، مشيرا الى أن "هذه هي الآلية التي نسعى إلى تكريسها وترجمتها عملاً ملموساً في شتى القطاعات".
وحول القضايا الإقليمية، قال الصفدي "الرؤية مشتركة. قضيتنا المركزية الأولى هي القضية الفلسطينية ما تزال وستبقى محط اهتمام وتركيز كامل لأن استمرار الصراع هو خطر على أمن المنطقة برمتها. أفق تحقيق السلام الحقيقي الشامل العادل ما يزال غائباً، وهذا خطر على الجميع، ومدعاة قلق لدى الجميع".
وأكد ضرورة تكثيف الجهود "من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه تحقيق السلام، الذي هو خيار استراتيجي عربي على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قبول الشعوب له. حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب اسرائيل، وفق المرجعيات المعتمدة".
وقال الصفدي، "أمننا واحد، مستقبلنا واحد، وبالتالي فإن تحقيق الأمن العربي المشترك يتطلب تعاوناً أكبر، وهذا هو ما أكدناه أيضاً".
وأضاف، "نثمن عالياً الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية فيما يتعلق بالإسهام في حل الأزمة الليبية، بحيث يتم التوصل إلى حل سياسي يحفظ ليبيا وأمنها، ويحفظ أمن دول جوار ليبيا، وخصوصاً مصر الشقيقة".
وأكد أننا "ندعم كل هذه الجهود وندعم أيضاً الجهود الأخرى التي يقوم بها أشقاء آخرون مثل أشقائنا في المغرب وأيضاً الجهود التي تقودها الأمم المتحدة".
وأكد الصفدي أن "الأمن المائي هو جزء من الأمن العربي، وبالتالي نقف إلى جانب الشقيقة مصر في كل ما تتخذه من خطوات من أجل حماية أمنها المائي، وتحديداً فيما يتعلق بسد النهضة. والموقف الذي اتخذته جمهورية مصر العربية الشقيقة موقف عقلاني، ويستهدف حلاً توافقياً يحفظ حقوق جميع الاطراف، ويرتكز إلى القانون الدولي".
وأضاف، "وبالنسبة الى أهلنا وأشقائنا في العراق، نؤكد مرة أخرى أنه يجب أن نحمي العراق من تداعيات وتبعات أي خلافات إقليمية من أجل أن نحمي المنطقة من تبعات أي خطر يمكن أن يتعرض له العراق لا سمح الله لأن أمن واستقرار العراق ركيزة لأمن واستقرار المنطقة".
وقال، "وكما أكدنا في المملكة دائماً، العراق حقق نصراً كبيراً بتضحيات كبيرة على الإرهاب والآن المعركة هي معركة إعادة إعمار، معركة تكريس استقرار استكمالاً لهذا النصر على العصابات الإرهابية، وبالتالي لا بد أن نكون جميعاً إلى جانب أشقائنا في العراق الشقيق، ويجب دعم الجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية من أجل إعادة البناء وتكريس الأمن والاستقرار وحماية سيادة العراق وتحييده عن أي اجندات وأي تداعيات إقليمية".
وأشار الى أننا "نلتقي في دولنا الثلاث بالرؤية، نريد أن ننفذ توجيهات قادتنا بأن نحقق ما هو أفضل لشعوبنا، وأن نبني أنموذجا في التعاون والتكامل العربي الذي يشكل حاجة وضرورة، والذي سينعكس بالخير على دولنا ودول المنطقة".
وفي رد على سؤال قال وزير الخارجية "تنطلق آلية العمل الثلاثي من الاقتناع بأن ثمة فرصة للبناء على ما يجمعنا من قدرات تكمل بعضها بعضاً. هناك علاقات ثنائية قوية وراسخة بين كل من دولنا، الآن نبحث عما هو مشترك، وعما يمكن أن يثري هذه العلاقة بما ينعكس على الجميع خيراً ‘ذا ما تعاونا عليه ثلاثياً وكان ذلك منطلقاً لتعاون عربي أوسع".
وزاد "هذه هي الأرضية التي ننطلق منها، نستفيد جميعاً إذا تعاونا وبنينا على ما هو قائم من تكامل طبيعي بين دولنا الثلاث ومن علاقات تاريخية أيضاً. وهذه هي نواة لتعاون عربي أوسع لأن قناعة القادة وإرادتهم هي أن نسهم عبر هذه الآلية الناجعة للتعاون في تعاون عربي – عربي أوسع."وأشار إلى أنه أنجز الكثير منذ بدأت هذه العملية، فهنالك توافق على المدينة الصناعية، وقطعت خطوات طويلة باتجاه انجاز الإطار القانوني و التشريعي لها، وعندما يكتمل هذا الإطار سيبدأ العمل على جذب الاستثمارات المشتركة من دولنا ومن دول المنطقة ومن القطاع الخاص بشكل عام بحيث تكون هذه نواة لتعاون اقتصادي أوسع. وقال، وفي قطاع الطاقة "ثمة ربط كهربائي بين المملكة وجمهورية مصر العربية ووقعت المملكة وجمهورية العراق الشقيقة اتفاقية ربط كهربائي أيضاً وهذا منطلق لتعاون ثلاثي. مشيرا الى أن أنبوب النفط من البصرة الى العقبة ومن ثم الى مصر هو موضوع استراتيجي حيوي يفيد الدول الثلاث، وقطعت مسافة أيضاً باتجاه تفعيله".
وأضاف الصفدي، "تحدثنا عن اتفاقيات التجارة المشتركة وثمة تعاون تجاري كبير بين الدول الثلاث وتم توقيع العديد من الاتفاقيات بين الأردن والعراق منذ فترة ليست بطويلة، أسست لمساحة من التعاون".
وقال، "تحدثنا اليوم بشكل كبير عن أهمية التعاون في الأمن الغذائي، وهذا ما أشار له القادة في اجتماع عمان، وعن التعاون في القطاع الدوائي.
وقال الصفدي، "أوكد مرة أخرى بأننا نجد الأفق السياسي والمساحة التشريعية والقطاع الخاص في دولنا الثلاث وفي المنطقة هو الذي سيبدأ بالعمل على الكثير من هذه المشاريع".
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري "عقدنا الآن محادثات ثنائية منفردة ثم موسعة مع الوفود في إطار التعاون الثلاثي المصري الأردني العراقي وفقا لتوجيهات السادة القادة خلال القمتين اللتين تم عقدهما في القاهرة وفي الأردن مؤخرا من أجل تفعيل أطر التعاون بين الدول الثلاث في المجالات والأولويات التي تم تحديدها من قبل القادة، وهي الطاقة والإعمار والكهرباء. وقال شكري، "نحن نعمل في إطار تفعيل هذا التعاون لصالح شعوب الدول الثلاث"، مضيفا" "نحن نعمل في إطار التكامل القائم بين بلداننا وفي إطار وجود أرضية واسعة من التوافق السياسي والاقتصادي". وأسار الى أنه "كان هنالك توافق كامل فيما بيننا حول أهمية الحفاظ على استقرار دولنا والمحيط العربي وعدم التدخل في شؤونه واستمرار تثبيت هذا النوع من التعاون باعتباره لا يستهدف أي طرف وإنما يستهدف عوائد المصلحة لشعوبنا".
وأضاف شكري، "وضعنا اطارا لتفعيل التعاون بين الوزرات الفنية وتكثيف التواصل بينها من أجل التوصل إلى تحديد مشروعات بعينها والتوصل لاتفاقات حول تنفيذها"، لافتا إلى أهمية أن تخرج هذه المشاريع إلى حيز الوجود.
وقال، "لدينا رؤية مشتركة فيما يتعلق بأهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي، وأهمية الحفاظ على امكاناتنا مجتمعة للتصدي للتحديات المشتركة التي تواجهنا".
وفي الشأن الفلسطيني، قال شكري "بالتأكيد تم تناول تطورات القضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته بكامل أراضيه على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستمرار دعم جهود التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية والحوار والمفاوضات المباشرة بين أطراف الصراع". وبين أنه "تحدثنا حول تطورات الاوضاع في سوريا وليبيا وأهمية التوصل إلى حلول سياسية تتيح استعادة هذه الدول لاستقرارها والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها والقضاء على الإرهاب القائم بها".
وبالنسبة للأمن المائي العربي، قال شكري، الأمن المائي العربي له طبعاً أولوية متقدمة، وأطلعت السادة الوزراء على التطورات الخاصة بقضية سد النهضة"، مشيرا الى اتفاق الدول الثلاث على ضرورة مواصلة الحوار والتفاوض من أجل وضع الأطر التي تؤكد وتحمي هذه المصالح المائية للدول العربية بصفتها العامة ولمصر والعراق والأردن بصفة خاصة. وفي معرض رده على استفسارات الصحافة، قال شكري "منذ البداية ومصر تؤكد دائماً أن التسوية السياسية قائمة على التوصل إلى توافق ليبي- ليبي، وخارطة طريق ليبية- ليبية للمستقبل تحقق مصلحة الشعب الليبي وتمنع أي تدخل في شؤونه من قوى خارج النطاق العربي وخارج النطاق الإقليمي، وضرورة القضاء التام على الإرهاب". وأشار الى أنه "بالإضافة إلى الجهد المبذول ومن ضمنه طبعاً الجهد الذي تبذله مصر بحكم العلاقة الوثيقة والروابط القائمة بين مصر والشعب المصري والشعب الليبي وخلال الفترة الماضية كان لمصر إسهامها في إطار مبادرة القاهرة وفي إطار حديث الرئيس في 20 حزيران الماضي الذي حدد فيه أهمية الحفاظ على الأمن القومي المصري وضرورة وقف الأعمال العدائية وعدم تجاوز خط سرت جفرة والأثر الإيجابي الذي تولد والذي كان مقصودا أن يتولد من حيث احتواء الصراع العسكري وفتح المجال للحوار السياسي".
من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أهمية الاجتماع الثلاثي، مضيفا "ركزنا على العلاقات الاقتصادية والقضايا التي تهم الدول الثلاث، وتحدثنا عن كيفية بناء الآلية لاستمرارية هذه المشاريع المشتركة وتهيئة الأجندة لاجتماع القادة القادم، بالإضافة الى آلية المتابعة"، مبينا أنه تم مناقشة القضايا الاقتصادية، ومشاريع الطاقة المستهدفة مجالي الكهرباء والنفط. وأضاف الوزير العراقي، انه سيتم العمل في المستقبل على مجالي التكامل والتعاون الغذائي والدوائي بين البلدان الثلاث، لافتا الى أنه "تطرقنا الى مسألة الإعمار في العراق حيث الكثير من المدن مدمرة، وبحثنا كيفية الاستفادة من الشركات المصرية والأردنية لمساعدة العراق في اعادة بناء هذه المدن" وبين الوزير حسين أنه سيتم قريبا عقد اجتماع مشترك ثلاثي في القاهرة بين الوزراء المعنيين في الدول الثلاث من القطاعات المختلفة النفط، الكهرباء، الصحة، الزراعة، الإعمار لوضع الأولويات حول المشاريع المقترحة ولتفعيل مذكرات التفاهم الموجودة بين الدول الثلاث والعمل على أساس هذه المذكرات.
وقال، "تطرقنا الى القضايا السياسية وموقف الحكومة العراقية واضح إزاءها"، مؤكدا أهمية الحوار سبيلا للوصول الى حل المشاكل الموجودة مع دول الجوار.
--(بترا)