البعد عن التعلم أم التعلم عن بعد
بقلم الأب محمد جورج شرايحه.
أكتب مقال اليوم هذا وقد تحول منزلي الى مدرسة متنقلة ،حيث اقود العملية التعليمية لطلابي وكل منهم جالس في بيته ،بالاضافة لابنائي كل في غرفة ،وأمهم تنظم العملية بين حضورها الوجاهي وبين وجودها في عملها خارج المنزل
أسمع اصوات لغات مختلفة ترن في منزلي بين العربية والانجليزية والفرنسية ،وانا اختبيء في مكتبي المنزلي الصغير المعزول مؤخرا كي يتسنى لي أن أعلم طلابي
الفصل بين المتعلّم والمعلّم والكتاب في بيئة التعليم، ونقل البيئة التقليديّة للتعليم من جامعة أو مدرسة إلى بيئة متعددة ومنفصلة جغرافيّاً،أمر ككورونا مستجد ايضا
انه حجر تعليمي اضطراري مؤقت،نتمنى من الله ذلك، ولكن الاشاعات تتسابق في بث علومها بأن الفرصة قد لاحت، لاغلاق المباني الشاهقة والتكاليف الباهضة للجامعات والمدارس جغرافيا وقد آن الاوآن لارساء منظومة التعلم عن بعد
كلام خطير جدا اذا كان صحيحا
عندما كنت في القرن الماضي اكتب قصائدي ومقالاتي بالحبر على الورق وكنت اشتم رائحة الخليط الزاهي ،كانت فرحتي كبيرة وعندما اصر الاساتذة الجامعيين علينا في لبنان بأن نقدم اعمالنا مطبوعة كانت الطامة الكبرى ،فكنت ادفع للغير لينجز عني طباعة ما انجزت سابقا بالحبر والورق بخط يدي
ولكن بعد التخرج اصبحت قادرا على شراء لاب توب خاص لي وانطلقت رحلة التعلم على وسائل ومدخلات شبكة الانترنت العالمية والان اصبحت ادير نشاطاتي من خلال اجهزة الحاسوب والهاتف الذكي ولم اعد اقرأ كتب او جرائد او مجلات ورقية مع الاسف الشديد
فهل نحن اليوم على ابواب رحلة جديدة تنقلنا من التعلم الوجاهي الى التعلم عن بعد
وهل هذا علم حقيقي ام علم افتراضي
خلاصة القول انها ظاهرة حديثة للتعليم تطورت مع التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، والهدف منه إعطاء فرصة التعليم وتوفيرها لطلابٍ لا يستطيعون الحصول عليه في ظروفٍ تقليدية ودوامٍ شبه يومي
لكن اكرر هذا مؤقت في ظل تفشي وباء كوفيد 19 ولكن العودة الى الاماكن الحقيقية قريب بعون الرب ،وسنكون على دراية فنية بالتعلم عن بعد فيصبح بالامكان الدمج التدريجي بين التعلم عن بعد والتعلم الوجاهي.