بعد إهدار آدمية المواطن في شوارع العاصمة.. خنق عمان لا يعكر مزاج الشواربة!
محرر الشؤون المحلية_ شلل كامل في قلب العاصمة عمان.. كثبان من المركبات في حالة وقوف تام.. الشوارع الفرعية أيضا تكاد تلفظ ما تراكم عليها من سيارات، وكوادر شرطة السير وأمانة عمان يزيدون من تعقيد أزمة السير، ممطرين الناس بشتى أنواع المخالفات وكأننا في موسم أمطار الجباية الموسمية وفيضانات الاكتظاظ.. والمسؤول عن كل هذا يجلس مرتاحا على مقعده الوثير، مبتسما لتكييفه المركزي؟
تقطيع أوصال العاصمة عمان، إثر تحويل منطقة الدوار السابع إلى نقطة غلق، بهدف إنشاء عبارات صندوقية، يقول الناطق الاعلامي في الأمانة، ناصر الرحامنة، إن العمل عليها سيستمر لمدة 24 يوما.. حول شوارع العاصمة إلى ما يشبه مقبرة سيارات حشرت لجمع المخالفات!
المسؤول عن كل هذا كان لايزال مرتاحا على كرسيه، ربما يحتسي كأسا من الشاي أو الليمون المثلج، غير مكترث على الإطلاق بآدمية المواطنين الذين تعطلت مصالحهم، وعلقوا لساعات في أزمة خانقة، لم يكن هنالك أي مبرر لها!
كان من الممكن العمل على هذا المشروع خلال شهور حظر التجول الشامل، ولكن حالة اللامبالاة التي تسكن المسؤولين وصلت إلى درجة لا يمكن فيها تقدير أو حتى إدراك وجود مواطنين على هذه الأرض.. وكأن احترام الناس ومراعاة وقتهم وجهدهم وكرامتهم بات بلا وزن أو قيمة!
المواطنون ليسوا قطيعا من الأغنام حتى تهدر كرامتهم في شوارع العاصمة بسبب قرارات ارتجالية غير مدروسة يا أمين عمان! كان لديكم وقتا أكثر من كافي لإنجاز العبارات دون خنق العاصمة، وتكديس الناس في شوارعها، وتعطيل أعمالهم! ولكن يبدو أن الاستعلاء وعدم الاكتراث هما سيدا الموقف!
كما أن نقص الخبرة تبدو واضحة بفجاجة في مشهد اليوم.. غياب التخطيط، والعجز، وسوء الإدارة، أسفرت عن إغلاق شارع حيوي، دون تأمين طرق بديلة، تضمن انسيابية السير، ووصول الناس إلى أعمالهم.
هل يدرك المسؤولون حجم الضرر النفسي الذي سيلحق بالناس إثر تعطيل مصالحهم، وعدم احترام وقتهم واحتياجاتهم، عبر خنق شارع حيوي بهذه الطريقة؟ هل تدركون حجم الحنق الذي سينجم عن هذا؟!
سيارة إسعاف كانت عالقة في شارع المطار خلال هذه الأزمة الدرامية، الناجمة عن غياب التخطيط وقلة الدراية.. كان المسعفون يحاولون الوصول إلى وجهتهم دون جدوى، بسبب الأزمة الخانقة، فهل وصلت قيمة حياة الإنسان إلى هذه الدرجة من عدم الاكتراث؟!
شرطة السير وكوادر أمانة عمان كانوا يتابعون المشهد بكل ما أوتوا من عجز، دون أدنى قدرة لتقديم الحلول.. الإفلاس تسيد المشهد دون منازع!
يعتقد المسؤول عموما أن كل ما ينبغي عليه القلق بشأنه هو رضى أصحاب القرار، لضمان بقائه في منصبه، وبالتالي احترام المواطن يقع خارج أولوياته، رغم أن هذا المواطن هو من يسدد الضرائب، لدفع رواتب كبار الموظفين والمدراء، الذين يعتقدون أنهم من "علية القوم"!
ما يحدث غير لائق على الإطلاق، ويجب على كل مسؤول احترام مسؤولياته، واحترام المواطن الأردني، والالتفات لمصالحه، فالشعب ليس مجرد قطيع ليكون التعامل معه بهذه الفوقية.
على أمين عمان، يوسف الشواربة، أن يغادر منصبه على الفور، مادام يشعر بكل هذا الاسترخاء رغم ما تسببت به ارتجاليته من معاناة للناس، الذين وجد هو أصلا من أجل خدمتهم وتحقيق مصالحهم!
أكثر من ثلاثة أشهر كانت كافية تماما لإنجاز مثل هذه المشاريع في فترة الحظر، ولكن عدم الاكتراث أدى لكل هذه الفوضى التي لا تعني سوى قلة احترام وعدم اكتراث بآدمية المواطن!