مأساة السياح العالقين في إسبانيا

تظاهر الخميس الماضي سياح فنزويليون، عالقون في إسبانيا منذ أشهر، أمام مقر قنصليتهم في مدريد، للمطالبة بالتكفل بهم لإعادتهم إلى بلادهم.

ونجحوا بهذا الاحتجاج في إثارة اهتمام صحيفة "الباييس" اليومية الإسبانية بظروفهم الصعبة، بعد أن تخلى عنهم الجميع.

كتبت الصحيفة تقول إن حوالي 200 سائح فنزويلي في إسبانيا عجزوا عن العودة إلى بلادهم بسبب التدابير الوقائية من وباء كورونا التي اتخذتها مدريد وكاراكاس في شهر مارس الماضي، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على كاراكاس التي تحول دون مجيء طائرات شركة الطيران الفنزويلية إلى إسبانيا لإعادتهم إلى بلدهم.

هؤلاء لم يسعفهم الحظ في العودة عبر الرحلات الثلاث التي نظمتها بصعوبة الحكومة الفنزويلية الصيف الماضي وأجلت بمقتضاها 912 شخصا، حسب السفير الفنزويلي في مدريد ماريو إسِيا، وهؤلاء السياح العالقون ينتظرون رحلة رابعة لم يُحدد موعدها، بعد أن تحولت زيارتهم السياحية لإسبانيا إلى كابوس يدوم منذ نحو 7 أشهر.

بعض العالقين وجدوا حلا في الإقامة المؤقتة عند الأقارب والأًصدقاء، لكن البعض الآخر يعيش مأساة إنسانية ويجد صعوبة حتى في الحصول على الوجبات الغذائية اليومية لسد الرمق.

وإذا كان رجل الأعمال الفنزويلي، خوليو آنثولا، البالغ من العمر 64 عاما، قد استضافته ابنته منذ توقف الرحلات إلى فنزويلا في منتصف شهر مارس الماضي، فإن جوناثان كينتيرو (37 عاما) وزوجته باولا (29 عاما) ينامان ليلا، منذ أسابيع، في ملاجيء وضيعة. وفوق ذلك، أُصيب جوناثان بجروح بعد تعرضه لمحاولة سرقة بخنجر في برشلونة. أما بيتي كاريّو، ذات الـ 61 عاما من العمر، التي جاءت إلى مدريد في شهر فبراير الماضي لتنسى الأجواء الاقتصادية الخانقة في فنزويلا بقضاء شهر في إسبانيا وبلدان أوروبية، فقد سُرقت منها نقودها في الميترو، وهي الآن دون وثائق هوية ولا مال وتقتات من الصدقات وتنام عند عائلة إسبانية محسنة في طليطلة، بعد أسابيع قضتها عند أسرة إيطالية أشفقت على حالها عندما رأتها على الرصيف حائرة بحقيبتها.

بالإضافة إلى الفنزويليين، يوجد رعايا عدة دول عالقين في إسبانيا منذ بداية الأزمة الصحية وتفشي فيروس كوفيد 19 بسبب سياسات العزل وإغلاق الحدود بين إسبانيا وبلدانهم. بعضهم تم إجلاؤهم في رحلات محدودة العدد، والبعض الآخر ما زال يترقب الفرج الذي لا يبدو حتى الآن أنه قريب.

 

المصدر: صحيفة "الباييس" الإسبانية/وسائل إعلام