ياسين.. طفل ولد أصم وأصبح أصغر شيف في مصر
لم يكن يتصور والدا الطفل ياسين أن مستقبلا مليئا بالتفاعل والإعجاب والتكريمات ينتظر طفلهم الذي ولد أصم وأصبح "أصغر شيف في مصر".
وتروي والدة الطفل ياسين محمود (9 سنوات)، منى شكري، في حوار مع "العربية.نت" قصة الكفاح مع طفلها، قائلةً إن ياسين ولد أصم وأجمع جميع الأطباء على أنه حالة نادرة لن يجدي معها زراعة قوقعة للأذن وأن قدره أن يعيش بإعاقة سمعية دائمة.
هذا الأمر شكّل صدمة للأم والأب اللذين حاولا طرق كل الأبواب لحل مشكلة ياسين فتركوا محافظة الدقهلية، مكان إقامتهم أقاموا في القاهرة مدة سنتين كاملتين، أعقبتهما سنتان في محافظة الإسكندرية لعرض الطفل على كل طبيب شهير قد يكون بيده الأمل. وبعد 4 سنوات كاملة من البحث، تمكنا من إجراء جراحة ناجحة لزراعة قوقعة داخل أذن ياسين لتبدأ بعدها رحلة طويلة من التأهيل والتخاطب.
من جهتها، حصلت الأم على دبلوم "تخاطب عام"، أعقبته بدبلوم في "صعوبات التعلم". وهي تحضّر الآن رسالة ماجستير في "التربية الخاصة والإعاقات السمعية"، وتسعى في كل الاتجاهات "لجعل ياسين نموذجا مشرفا في المجتمع".
وتقول والدة ياسين: "أحبَّ ابني دخول المطبخ وتعلم الكلمات من خلال الطبخ وهو يصرّ على إعداد الأكلات والحلويات الشهية بنفسه رغم صغر سنه".
وتتابع: "فاجأني في إحدى المرات حين طلب مني تصويره أثناء إعداد البيتزا ليقوم بتقليد الشيفات في برامج التلفزيون. وأحبَّ الأمر فأصبحت عادة، حتى قمت بعمل صفحة له على فيسبوك باسم "الشيف ياسين محمود"، ويتابعها الآن آلاف الأشخاص".
إيمان والدي ياسين به وإصرارهما على الكفاح من أجله وتخطي كل الصعاب من أجل مستقبل أفضل له أتى بثماره مبكراً، فتم تكريم ياسين في أكثر من مناسبة محلية لمشاركاته وتفاعله. وينتظر تكريمه بعد أيام "كأكثر الشخصيات المؤثرة على مستوى محافظة دمياط".
بجانب الطبخ، يحلم ياسين بدراسة علوم "صناعة الروبوت"، كما يحلم بحضور مؤتمر الشباب ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وإلهام الشباب بتجربته وإيمانه بأنه "لا يوجد مستحيل".
من جهتها، تتمنى والدته من الدولة المزيد من الاهتمام بحالات الأطفال من ذوي الإعاقات السمعية. كما تؤكد أنها ماضية في طريقها للتوعية بكيفية التعامل مع حالات الإعاقات السمعية وحقوق أصحابها في المجتمع المصري.