ثقافة المجتمع ومقاومة التغيير

 
التغيير بحد ذاته يقاوم بكل الفترات والأزمان، خوفا من المجهول وحفاظا على الواقع المألوف، رغم أن المجهول قد يكون أفضل والمألوف ليس بالمثالي.
إن تمسك الانسان بواقعه والتي تشمل عاداته وتقاليده ومعتقداته، أمر طبيعي تفسره طبيعة النفس البشرية ومقاومتها لأي تغيير، ومحاولتها الدفاع بكل قوة عن ما هي عليه، فمهمة الرسل كانت شاقة وصعبة، فلقد عانوا من أقرب الناس لهم، وتم نعتهم بكل الصفات التي ليست بهم، وضاقوا الأمرين مع أنهم مؤيدون من السماء برسالتهم الحق.
ونحن كمجتمع شرقي لسنا بمعزل عن هذا وذاك، ومقاومتنا للتغيير مستمرة، وتمسكنا بالعادات السلبية كالمصافحة والتقبيل مستمرة، وتشكيكنا بالمرض وانتشاره أيضا مستمرة رغم كثرة الحالات من حولنا وتفشي الداء.
الأمر يتطلب المزيد من الوعي المجتمعي حماية للنفس والآخرين، فلقد وصلنا الى مرحلة النجاة فيها بالقناعة بأن جميع من حولنا قد يكونوا مصابين، وهذا يتطلب مزيدا من الالتزام الصحي والبعد عن الاختلاط، والالتزام بعادات السلام عن بعد، والدعاء والإخلاص في الدعاء للخالق ليزيل عن العالم هذا الوباء وشره.
فلقد كنا في بداية انتشار الجائحة مثالا للعالم، ودفعنا فاتورة هذا الالتزام اقتصاديا، ولكننا وللأسف لم نحافظ على وضعنا الصحي لغياب الوعي المجتمعي ولتعود الكثيرين التشكيك بكل شيء يصدر عن المسؤولين.
نسأل الله السلامة للجميع وأن يبعد شر هذا الوباء عن الناس أجمعين.