العكور محذرا من تحالف السلطة ورأس المال: اخرجوا من حياتنا فأنتم سبب البؤس!

أكد الزميل باسل العكور، ناشر ورئيس تحرير موقع الأردن24، أننا أمام مشهد غير مسبوق فيما يتعلق بالعملية الانتخابية التي ستقود إلى تشكيل المجلس النيابي التاسع عشر، محذرا من غياب البرامج والرؤى عن طروحات المرشحين.

جاء هذا خلال استضافته في برنامج انتخابات 2020، الذي يقدمه الزميل مجحم العدوان عبر إذاعة حياة اف ام، حيث أشار العكور إلى أن غالبية المرشحين لا يحترمون عقول الناس، ولا العملية الانتخابية والديمقراطية في بلادنا.

وأضاف بقوله إن بعض المرشحين يعملون على قاعدة "الفاشونيستا"، حيث يلجؤون إلى "الفوتوشوب" لاستعراض الصور الفارغة البراقة الخالية من أي مضمون.

وتابع: لم أرصد وجود أي برنامج انتخابي يتحدث عن رؤى ويطرح أولويات ضمن خطة وجدول زمني محدد، مؤكدا أن ما يتم طرحه هو محض كلام إنشائي مكرر فارغ من المضمون، لا يسمن ولا يغني من جوع.

وحذر العكور من هذا المشهد الذي وصفه بالمحزن، في ظل وجود تحديات حقيقية تتعلق بالوضع الوبائي، وضرورة تطوير القطاع الصحي، إلى جانب معضلة الفقر والبطالة، وتفاقم العجز والمديونية.

كما حذر من عدم وجود برنامج واحد يتحدث عن هذه المسائل بالتفصيل، ويقدم الحلول والتوصيات بشأنها.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت مشاركة فئة الشباب في الترشح للبرلمان تشجع على التفاؤل، أوضح العكور أن القطاع الشبابي يعاني مسألة الحشوات الانتخابية، كما أن نسبة عالية من المرشحين الشباب يهتمون بالمظهر عبر الخروج بتسجيلات فيديو بشكل غير مقنع، ولا يخرج من القلب ليصل إلى الناس.

ولفت إلى تعامل بعض المرشحين مع الناس على أنهم مجرد خزانات انتخابية، محذرا في ذات السياق من المال الأسود، حيث بلغ المزاد أشده.

وقال: جربنا جماعة البزنس ورأس المال، ومن كان يريد أن يحصن نفسه واستثماراته ومصالحه، ويضاعف عوائده الشخصية، بعيدا عن المصلحة العامة.

ونوه العكور بأن المشكلة الأساسية تكمن في تسطيح العملية الانتخابية وتشويهها، حيث أصبح لدينا اتجاه عام يزعم فيه المرشح عدم الحاجة إلى برنامج لإقناع الناس بما يتبناه من أفكار.

وأضاف إن العملية باتت مرتبطة بالملاءة المالية، ما أدى إلى ضرب القيمة والفكرة، محذرا من أن تكريس هذا النمط يجعل من العودة عنه عملية مستحيلة.

كما انتقد إصرار النواب الذين فشلوا فشلا ذريعا في إحداث أي فرق، وفقا لكافة استطلاعات الرأي، على الترشح مجددا، مرة ثانية وثالثة ورابعة، لشغل المنصب النيابي، لافتا إلى أن انتخاب أصحاب الأجندات الشخصية سينعكس على أداء المجلس النيابي، بحيث يكون حالة هزلية، ومحل تندر وازدراء.

وأكد أن الرهان معقود على الناس ووعيهم، مشددا على أن الأردنيين ليسوا مادة للبيع.

وأضاف إن نسبة كبيرة من أولئك المرشحين الذين يصفون أنفسهم "بالمخضرمين"، وهم ليسوا كذلك، على معرفة ودراية بمناطقهم ومفاتيحها الانتخابية، وينسلون إلى البيوت من أبوابها وشبابيكها وأسطحها، وهم مطالبون بجردة حساب، وبالإجابة على سؤال: بعد نجاحكم لأكثر من مرة، ماذا قدمتم للوطن إلى جانب الثروات الشخصية التي تعاظمت؟!

وتابع: على القواعد الانتخابية أن توجه هذا السؤال لأولئك الذين استمرؤوا الوصول إلى قبة البرلمان، وكأن الأمر نزهة على الرمال، لتحقيق مصالحهم فقط.. إلى أين وصلتم بالوطن.. وبالرقابة والتشريعات.. ولماذا نشهد حالة مأسسة للفساد؟!

وشدد العكور على ضرورة مراجعة الحسابات والتفكير ألف مرة قبل التصويت لأي مرشح.

وقال حول أولئك "المخضرمين" ونواب "البزنس" ورأس المال: يجب أن يخرجوا من حياتنا.. من تاريخنا.. من مسيرتنا.. لأنهم أسهموا في ما وصلنا إليه من بؤس وتراجع وتداعي وتفكك!

وتساءل العكور مستنكرا: من منهم تحدث عن المعلمين، أو عن الوضع الاقتصادي، أو الوضع الصحي في مواجهة الجائحة؟!

وفيما يتعلق بالكتل الانتخابية، أكد العكور أنها غير متجانسة، بسبب وضع كثير من الأسماء على أساس "الحشو"، ليمضي رئيس الكتلة "المخضرم" في العملية الانتخابية، وهو غالبا يعرف أنه سيفوز. وأضاف: هذه هي المشكلة الرئيسية، فنحن لا نشهد حراكا سياسيا مرتبطا بالعملية الانتخابية.

كما أشار إلى أن عددا كبيرا من الأحزاب السياسية يقتصر حضوره الإعلامي على تبرير المشاركة بالانتخابات، دون طرح برامج وتصورات ومعالجات عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

وأضاف: جربنا الاختيار على أساس العشائرية والمناطقية، ورأس المال الذي يلغي كل شيء، ويذهب باتجاه عقد تحالف مع السلطة ضد الناس، وضد مصالحهم ومكتسباتهم وحقوقهم.

وختم العكور حديثه بالتحذير من استمرار هذه العلاقة القائمة على النفعية، وسرقة الفرص، وسرقة الأمل بالتغيير.