فشل منظومة مكافحة تفشي فيروس كورونا.. المختبرات تحبط جهود فرق التقصي
أحمد عكور - رغم الاجراءات الحكومية الجديدة في التعامل مع جائحة كورونا، وما تخللها من تعيين مسؤول عن الملف، واستحداث موقع أمين عام جديد في وزارة الصحة لشؤون الأوبئة، بالاضافة إلى تكليف الدكتور نذير عبيدات بحقيبة الصحة، إلا أن المواطن لا يلحظ ولا يلمس أي تغيّر ايجابي على الوضع الوبائي!
والحقيقة أن الأردن سيظلّ يُسجّل آلاف الاصابات بفيروس كورونا، وسنصل إلى (3، و4، و5) آلاف اصابة يومية بالفيروس المستجد، وسنظلّ نتكبّد خسائر بالأرواح وخسائر اقتصادية بالاضافة إلى الآثار الاجتماعية السلبية للجائحة، مادام التعامل مع الأزمة بهذا الشكل، ومادامت هناك مشكلة في "سرعة تشخيص المصابين واظهار نتائج عيّناتهم".
جيّد أن وزارة الصحة أدركت أخيرا أهمية سرعة الوصول إلى المصابين بفيروس كورونا، وهذا ما عبّر عنه مسؤول ملفّ كورونا الدكتور وائل هياجنة ومساعد الأمين العام للرعاية الأوليّة الدكتور غازي شركس، لكنّ المطلوب هو ايجاد حلّ لهذه المعضلة التي تنسف كلّ جهود فرق التقصي الوبائي.
من غير المعقول أن تتوجه فرق التقصي الوبائي لفحص مخالطي مصاب، ثم يُترك أولئك المخالطون (8) أيام، وفي اليوم التاسع يتصل الأمن العام بأولئك المخالطين ويبلغهم بأن نتائج عيّناتهم ايجابية! تخيّلوا كم خالط هؤلاء أشخاصا خلال هذه المدة! ما فائدة فرق التقصي إذا كانت النتائج ستصدر بعد (8- 9) أيام؟! لماذا كلّ هذا الهدر في الأموال ولماذا نستنزف جهود فرق التقصي إذا كانت نتائج فحوصات المصابين ستصدر بعد تماثلهم للشفاء ونقلهم العدوى للآخرين؟!!
الأصل أن تصدر نتيجة أي شخص يفحص خلال (24) ساعة على الأكثر يلتزم خلالها المخالطون بالحجر المنزلي الطوعي، وذلك منعا لانتقال العدوى إلى الآخرين، وإلا فإننا سنكون كمن "يحرث البحر"!
فرق التقصي تستأجر مركبات تستنزف من أموال الخزينة، هذا بالاضافة إلى ثمن "كتّات" الفحص التي نستوردها وتكلّفنا ملايين الدنانير، إلى جانب الكوادر البشرية التي يجري استنزاف جهودها في سحب العيّنات وفحصها، لتخرج النتيجة بعد أكثر من أسبوع على سحبها، وهذا يحتاج اعادة النظر به.
المشكلة الأخرى تتمثّل في التعامل مع القادمين من الخارج، فبعض القادمين من دول مصنّفة على أنها حمراء وصفراء لا يلتزمون بالحجر المنزلي على الاطلاق، ونجدهم في الشوارع على قاعدة أنهم أصحّاء ولا يعانون من أي أعراض، وهذا قد يكون حاملا للفيروس وينشره إلى الناس دون علم منه، الأمر الذي يستدعي تشديد الرقابة على الموجودين في الحجر المنزلي للقادمين من الخارج.
وحول ذلك، نفى مساعد الأمين العام للرعاية الأولية في وزارة الصحة وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور غازي شركس، تأخر استخراج النتائج من قبل المختبرات المركزية.
وقال شركس لـ الاردن24 إن الوزارة تجاوزت هذه المرحلة، مشيرا إلى أن عدد حالات التأخر في اصدار النتائج لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، فيما أكد حرص الوزارة على معالجة جميع الأسباب التي يمكن أن تسبب هذه المشكلة في حال حدوثها.