ماري ترامب: على جمعية الطب النفسي السماح للأطباء بنشر ما يعرفونه عن عمي
قالت الطبيبة النفسية ماري ترامب ابنة شقيق الرئيس دونالد ترامب إن الأطباء النفسيين في أميركا يعرفون ما يعاني منه عمها، وطالبت جمعية الطب النفسي الأميركية بتخفيف القيود التي تفرضها على أعضائها، والسماح لهم بنشر تشخيصهم لحالة الرئيس النفسية.
وأشارت ماري مؤلفة كتاب "أكثر من اللازم ولا يكفي أبدا.. كيف خلقت عائلتي الرجل الأكثر خطورة في العالم؟" في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إلى أن جمعية الطب النفسي الأميركية تلتزم منذ الستينيات بقاعدة تمنع تشخيص الشخصيات العامة بحجة أنه من غير الأخلاقي أن يقدم الطبيب النفسي رأيا مهنيا ما لم يكن قد أجرى فحصا وحصل على التفويض المناسب لنشر رأيه.
وأضافت أنه في مارس/آذار 2017 -بعد فترة وجيزة من تنصيب عمها ترامب- لم تعد جمعية الطب النفسي الأميركية التأكيد على تلك القاعدة فحسب، بل وسعتها بـ"إفراط"، وفقا لوجهة نظرها، إذ لم يعد ممكنا للطبيب النفسي في الولايات المتحدة تقديم رأي مهني من أي نوع عن شخصية عامة بغض النظر عن مدى الاستناد إلى الأدلة، حتى لو كان يعتقد أن هذه الشخصية تشكل تهديدا لمواطني الدولة.
أمر سخيف
ووصفت ذلك بالأمر "السخيف" وله عواقب وخيمة على سلامة 300 مليون من الشعب الأميركي، مضيفة أنه في حين أن التشخيص النفسي هو عملية فنية فإنه من الممكن تماما استخلاص النتائج بناء على السلوك الملحوظ، وأنه بالإمكان الإعلان بشكل قاطع عن إصابة الشخص باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل تعمد وضع أشخاص آخرين في طريق الأذى بدون سبب واضح، ومثل التخلي عن حلفاء أميركا وإيقاع الضرر بهم، وخطورة وجود شخص غير قادر على التعاطف الإنساني في المكتب البيضاوي.
وأشارت إلى أنه ليس من المبالغة القول إن دونالد أظهر سلوكا مرضيا مثيرا للقلق كما ثبت مؤخرا من خلال تجاهله القاسي لصحته وصحة من حوله عندما غادر مستشفى والتر ريد بينما كان لا يزال يتخلص من فيروس كورونا، أو عندما يقيم مسيرات ويشجع الآلاف من الناس على الحضور دون ارتداء الأقنعة أو التباعد الاجتماعي من أجل دعم غروره.
أهمية الصحة النفسية للقادة
وأضافت أن الجمهور الأميركي غير مثقف بشكل كاف بشأن الصحة العقلية، وسيتطلب الأمر شرحا جادا ومستداما مدعوما بالقوة المهنية، للمساعدة على فهم سبب أهمية الاستقرار العاطفي والنفسي لـ"قادتنا".
وتساءلت عن سبب السماح للخبراء القانونيين بالإدلاء بآرائهم يوميا في سلوكيات دونالد غير الدستورية أو المخالفة للمعايير، وكذلك السماح للخبراء الطبيين -منذ تشخيصه بالإصابة بفيروس "كوفيد 19"- بالتكهن بمسار مرضه والآثار الجانبية الخطيرة المحتملة التي قد يعاني منها نتيجة العلاجات التجريبية التي تلقاها، وتهميش خبراء الصحة العقلية فقط.
وأكدت أن الآراء المهنية بشأن الصحة العقلية للرئيس قد كثرت لكنها ممنوعة من النشر، فعلى سبيل المثال، تقول إن ريك ويلسون -وهو أحد مؤسسي مشروع لنكولن- وصف سلوك الرئيس بأنه "مزيج من الهلوسة اليقظة، والهلوسات اللفظية غير الإرادية، والأكاذيب التي تتجاوز حتى المعايير الخرافية، والتحدث دون تفكير".
عمي مريض
وقالت إنه إذا نظرنا إلى السنوات الثلاث والنصف الماضية نجد أن الرئيس كذب علنا أكثر من 20 ألف مرة، وخالف بشكل متهور نصيحة الخبراء الذين كان بإمكانهم المساعدة في احتواء الوباء وحماية الاقتصاد، وعرّض مواطنين للخطر من خلال مهاجمتهم على تويتر لأنهم انتقدوه، وأثبت أنه غير قادر على تحمل المسؤولية أو تغيير المسار أو إظهار التعاطف.
ونقلت عن كورتني فينغار الكاتب في فايننشال تايمز قوله إن الجمهور يلاحظ كل هذه الأعراض لدى الرئيس دون أن يحصل على تفسير من قبل الخبراء النفسيين، وما هدفت إليه جمعية الطب النفسي الأميركية للحد من التكهنات كان سببا في انتشار التكهنات وليس الآراء المهنية.
وجادلت ماري بأنه من الممكن إجراء تشخيص مهني لحالة الرئيس حتى إذا لم يوافق على الخضوع شخصيا لذلك، لأن المعلومات المطلوبة متوفرة بكثرة على الفيديوهات المتاحة منه طوال عقود أكثر مما يمكن أن يتوفر في المقابلات العادية في العيادة.
المصدر : واشنطن بوست