#ومضة_تعليم
إن الجامعةَ - اي جامعة_ والمؤسسات التعليمية بمراحلها كافة،معنيةٌ بتكوين شخصية الطالب، وبنائها بناءً سليماً، فالطالبُ هو الغاية والهدف الذي يجب ان تكرس الجهود والطاقات من أجل إعداده : إعداداً سليماً ومتكاملاً. الطلبة هم إطلالة الوطن وعماده نحو المستقبل المأمول الذي ننشده جميعاً.
وأحسب أن هذه المؤسسات التعليمية في رسالتها تلك،مؤتمنةٌ على بناء هذا الإنسان، الذي هو ثروة الأردن الحقيقية، وصوغ أفكاره،وتأهيله:علماً ومعرفة وشخصية. وهذه أمانة لا تدانيها في اعتقادي_أمانةٌ مهما تسامت وعلت. ولكن علينا ايضاً كتربويين عدم التغافل عن التحديات التي يواجهها قطاع التعليم بشقيه(العام والعالي) ولابد من الاعتراف بالمشكلة والتعامل الواقعي مع هذه التحديات ومحاربتها بروح العصر الذي تتسارع فيه المنجزات. وتدخل فيه البشرية مراحل متناميةٍ من العولمة والتطور والحداثة حتى أصبحنا في كل لحظة نرى إنجازاً تكنلوجياً واكتشافاً علمياً يبهرنا ونقف أمامه بدهشةٍ وحسرة، وفي وقتٍ نرى فيه الآخرين وهم يحلقون نحو عالمٍ أكثر جودةً وتميزاً في التعليم ،بينما نجاهد نحن للمحافظة على ما انجز وتحقق في السابق، وفي أحيانٍ اخرى كثيرة نرى انحداراً في منظومتنا القيمية،وتدنياً في مستوى أداء خريجينا، وتراجعاً واضحاً في قيادة مؤسساتنا بشكل عام والتربوية بشكل خاص.
أقولُ وبكل اسف، لقد غابت عنا روح الاصالةِ والتجديد، ليحل مكانها التقليد والتمجيد، ولم يعد انتاج المعرفة وتوظيفها هدفنا بقدر ما نلاحظ من سوء استخدام المنتج المعرفي، وتوظيفه بالاتجاهات السلبية أكثر من الاتجاهات الإيجابية.
ولا يتأتى ذلك المسعى إلا من خلال إعادة صوغ المناهج الدراسية في المدارس والجامعات لتحاكي الواقع الاردني الملموس، وتركز على الجوانب العملية والتدريب بدلاً من تعزيز اجترار المعلومات ، وتبسيط مفاهيم العلوم والرياضيات بدلاً من الانكفاء على المعادلات الرقمية والمعلومات الصماء، وتوازن بين الأصالة والمعاصرة، وتستحث الفكر ، وتنمي روح الابتكار والابداع لدى جيل المستقبل، وألأ يتم الاعتماد على الكتاب المدرسي الواحد، بل على المراجع ومصادر متنوعة تفتح امام ابنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد. طبعا هذا كله يتطلب إدماج الطالب في العملية التعليمية، لتوسع آفاقه المعرفية وتنمية قدراته بدلاً من ان يكون متلقياً للمعلومة فقط. أما المعلم،الركنُ الاساسي في العملية التربوية ،فيجب دعمه مادياً ومعنوياً وتطوير أدائه من خلال رفع سوية المهنة واشراك المعلمين في دورات تدريبية ومهنية متخصصة مجاناً.
والله ولي التوفيق.