حملة عربية إسلامية غير مسبوقة في مواجهة خطاب الكراهية الفرنسي وعنجهية الإيليزيه
محرر الشؤون المحلية_ لليوم الثالث على التوالي، تتصدر شعارات الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية وسائل التواصل الاجتماعي، ليتفاعل معها العالم العربي من المحيط إلى الخليج بشكل غير مسبوق على الإطلاق، في مواجهة الإساءة الفرنسية المتعمدة للرسول الأكرم، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
إلا رسول الله.. كان العنوان الأساسي لهذه الحملة، التي عصفت بمشاعر الغضب تجاه هذا الاستهداف الممنهج، والاستفزاز الوحشي لمشاعر كافة المسلمين حول العالم.
فرنسا كشفت بإساءتها للرسول الأكرم حقيقة قبحها مجددا، عبر خطاب الكراهية الذي يحدد كالعادة قواعد لغتها السياسية، رغم محاولة إخفائه بكذبة حرية الرأي والتعبير، لتذكرنا بحقيقة نظامها المسكون بالحقد والكراهية ورفض الآخر.
الحقد المغموس في الثقافة السياسية لهذا البلد، منذ تأسيس الجمهورية الثانية، وانتخاب المستعمر نابليون بونابرت، لم يتوقف يوما عن التعبير عن كراهيته لكل ما هو ليس فرنسيا.. وفي هذا السياق لا نستغرب الإصرار على استعداء كافة مسلمي العالم عبر الإساءة للرسول الأكرم.
الكذبة الفرنسية الكبرى، حول حرية الرأي والتعبير، لا تنطلي حتى على جاهل.. فالفرق بين خطاب الكراهية وممارسة هذا الحق لا يحتاج إلى مجهر إلكتروني لإدراكه!
هل تجرؤ فرنسا "الديمقراطية" على السماح لأي من مواطنيها التشكيك في حكاية الهولوكوست مثلا؟! ولماذا وجهت إلى المفكر روجيه غارودي تهمة معاداة السامية، لأنه عبر عن رأيه تجاه القضية الفلسطينية، دون أن يستخدم لغة كراهية تجاه أي عرق أو ملة أو عقيدة؟!
وبأي حق حاولت فرنسا الضغط على الجزائر الشقيق، لإرغامه على تغيير نشيده الوطني الذي يسلط الضوء على الحقبة الاستعمارية.. أين كان احترام حرية الرأي والتعبير وقتها، بل أين كان احترام سيادة الدول الأخرى؟!
أما بالنسبة للإرهاب، الذي لا يتفق مع نهجه عاقل، ففرنسا تحديدا آخر من يحق له الحديث عن مناهضة هذه الآفة.. قطع الرؤوس بكل وحشية على يد الجنود الفرنسيين في افريقيا لم يمحى بعد من ذاكرة الشعوب! والمقصلة هي اختراع فرنسي بالمناسبة!
على فرنسا أن تتعلم تقبل الآخر واحترامه، قبل الادعاء بتبني مبادئ الثورة الفرنسية، التي سرعان ما انقلبت عليها، مطلقة العنان لبرجوازيتها في ممارسة أبشع الجرائم الاستعمارية.
كما أن على هذه الجمهورية الأكذوبة احترام مواطنيها من المسلمين، عوضا عن الإمعان في التحريض عليهم بخطاب كراهية رسمي، فوق معاناتهم اليومية من العنصرية والإقصاء والتهميش!
الروائي الفرنسي غي دو موباسان كان من شدة كرهه لبرج إيفل يفضل تناول طعام الغداء في المطعم الموجود بقاعدته، لأن هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن فيه تجنب رؤية البرج أو رؤية ظله.. كان هذا البرج بالنسبة لتلميذ فلوبير المخلص بشعا للغاية، ولكنه مازال يعبر عن وجه فرنسا الحقيقي، بحديده المسروق من الجزائر!