مركز العلاج بالأشعة في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي والأمل المنشود بافتتاحه
كتب حاتم الازرعي _ بدأ المريض( م ج م)، قبل عدة أشهر، رحلة العلاج بالأشعة في مركز الحسين للسرطان في العاصمة عمان، محولا اليه من مستشفى "الملك المؤسس" في محافظة اربد، لعدم توفر هذه الخدمة ، وبقي الأمل يحدوه طيلة مدة العلاج ان يفتتح مركز العلاج بالأشعة في مستشفى الملك المؤسس، لكنه أنهى الجلسات المقررة دون أن يتحقق حلمه بالعلاج قريبا من سكنه في اربد.
يقول المريض (م م) :حدد لي الأطباء في مستشفى الملك المؤسس خمس وعشرون جلسه لمدة شهر للعلاج بالأشعة استكمالا لمراحل العلاج من مرض السرطان، واخبروني ان هذه الخدمة غير متوفره حاليا، وعليه تم تحويلي إلى مركز الحسين للسرطان.
وتابع، قائلا والغصة في حلقه: " لا تتخيل حجم الألم والمعاناة الجسدية والمادية والاجتماعية والنفسية، لا سيما حين كنت انظر من نافذة غرفتي في" الملك المؤسس" وارى على بعد بضعة أمتار لوحة عريضه تشير إلى مركز العلاج بالأشعة، ويخبرني الأطباء انه لم يفتتح بعد!.
وحال المريض ( م م) هي حال المئات من أبناء محافظات الشمال الذين يضطرهم مرض السرطان للسفر إلى عمان للعلاج او استكماله لعدم توفر الخدمة في مستشفيات محافظاتهم ويتحملون في سبيل ذلك عناء السفر اليومي، لمدة غير قصيرة، وتكاليفه المالية الباهظة في ظروف اقتصادية صعبة، والارباك لعائلاتهم، فجلهم كبار في السن، يحتاجون لمرافق وبعضهم لا يجده.
ووفقا لتصريحات صحفية سابقة لمدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور محمد الغزو فإن "جميع مرضى السرطان الذين يتعالجون في المستشفى ويحتاجون لاستكمال العلاج بالاشعة يتم تحويلهم إلى مستشفيات العاصمة سواء في مستشفى البشير او الخدمات الطبيةاو مركز الحسين للسرطان او غيرها من المستشفيات التي تتوفر فيها هذه الخدمة الطبية التي لا غنى عنها، وذلك تبعا لرغبة المريض وقدرته المالية .
وتشير مصادر السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة، إلى أن الحالات المسجلة للعام ٢٠١٩ بلغت ( ٨٠٦٠) منها ( ٥٩٧٨) بين الأردنيين والحالات الباقية من جنسيات أخرى، وشكلت عمان والزرقاء وأريد اكثر من ٨٠ بالمئة من المصابين وبلغت نسبة المصابين من اربد ( ١٢.٦) ، وهي نسبة غير قليله.
ويحتاج 60 ـ 70 بالمئة من مرضى السرطان بحسب الدكتور الغزو إلى العلاج بالأشعة بانتظام لشهر كامل بواقع خمس جلسات في الاسبوع ، وتصل احيانا الى( 40) جلسة، ولكم ان تدركوا وتقدروا حجم المعاناة المضافة الى المعاناة الكبيرة والآلام الناتجة عن المرض نفسه.
من هنا تنبع الأهمية القصوى والملحة، لهذا المشروع الصحي الحيوي لابناء محافظات الشمال الذين ينتظرون بفارغ الصبر بدء المركز باستقبال المرضى لإنهاء معاناتهم اليومية ولمدة طويلة، خلال رحلة العلاج من مرض السرطان القاسي بطبيعته وتداعياته من الجوانب كافة.
ورغم التصريحات المتتالية لقرب افتتاح المركز وتشغيله، الا انه لهذه اللحظة لم يباشر باستقبال المرضى الذين طال انتظارهم وبعضهم قد اجل استكمال العلاج بالاشعة على أمل افتتاح المركز، لتجنب التكاليف والمعاناة.
وعلى ضوء المعلومات المتوفرة من مصادر عديدة حول استكمال تجهيز المركز وتزويده بالمعدات اللازمة وتوفير الكوادر وتدريبها، فإن السؤال الذي يؤرق أبناء محافظات الشمال، لماذا لم يبدأ المركز باستقبال المرضى؟.
وكان رئيس الوزراء الاسبق هاني الملقي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الاردن الأمير خالد بن تركي ال سعود اطلقا مشروع انشاء مركز العلاج بالأشعة في مستشفى الملك المؤسس في عام ٢٠١٧، لينفذ خلال (٥٤٠) يوما.
وياتي انشاء مشروع المركز بتمويل - مقدر ومشكور - من المنحة الخليجية / الصندوق السعودي للتنمية بكلفة (١٢ مليون دولار) 9.5 مليون دينار، لتطوير الخدمات العلاجية في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي ، وهو المستشفى المرجعي في إقليم الشمال، وتخفيف العبء الملقى على كاهل المرضى فضلا عن تخفيف العبء عن مركز الحسين للسرطان الذي يواجه ضغطا شديدا وازديادا كبيرا في عدد مراجعيه من مرضى السرطان، وفي كثير من الأحيان لا تتوفر لديه الأسرة لاستقبال حالات جديدة.
أنهى المريض (م م) علاجه بالأشعة في مركز الحسين للسرطان وعبر المعاناة واجتازها بصمت خانق، لكنه ينتظر بأمل ان يبدأ مركز العلاج بالأشعة في مستشفى الملك المؤسس في استقبال المرضى لكي لا يذوقوا المرار الذي ذاقه! فهل يتحقق الأمل المنشود بافتتاح المركز، وان لا يطول الانتظار، فقد نفذ صبر المرضى؟!.