في بيان متشنج.. الخارجية الفرنسية تهرع لمطالبة الحكومات العربية بوقف حملات المقاطعة
أحمد عكور - دعت وزارة الخارجية الفرنسية حكومات الدول التي تشهد حملات مقاطعة للبضائع الفرنسية إلى عدم السماح بتلك الحملات ووقفها، زاعمة أن تلك الدعوات "عبثية ويجب أن تتوقف".
تصريحات الخارجية الفرنسية، وما تبعها من تغريدة باللغة العربية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أكدت بما لا يدع مجالا للشكّ قوّة دعوات المقاطعة وحجم الاستجابة الواسعة لها في الوطن العربي والدول الاسلامية، ولعلّ هذا يعطي دافعا اضافيا للمنخرطين بتلك الحملات على الاستمرار بها وتوسيعها، خاصة في ظلّ اصرار فرنسا ورئيسها على عدم الاعتذار عن الاساءات التي يتعرّض لها الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهي الاساءات التي تحظى بدعم ماكرون شخصيا.
ورغم انطلاق حملة المقاطعة يوم الجمعة، إلا أن أثرها المعنوي جاء سريعا، فأصدرت الخارجية الفرنسية تصريحا متشنجا متناقضا علّقت فيه على دعوات المقاطعة واتهمت المنخرطين فيها -وهم الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين- بأنهم "أقليّة"، والحقيقة أنهم لو كانوا "أقليّة" لما التفت لهم الفرنسيون أصلا.
المؤسف، أن فئة محدودة من العرب والمسلمين ممن اعتادوا تثبيط واحباط أي جهد جمعي يحاولون التقليل من جدوى وأثر حملات المقاطعة، ولعلّ بيان الخارجية الفرنسية يكفي للردّ على أولئك الذين كانوا يعتقدون بأن حملات المقاطعة لا تؤثر.
وأما الأمر الجيّد، أن حملات المقاطعة مازالت تتنامى، وتشهد انخراط أسواق ومراكز تجارية كبرى فيها، كما أنها تشهد اقبالا وتفاعلا متجددا، حتى أن دعوات بدأت تتصاعد بمقاطعة المراكز التجارية التي لا تنخرط في حملة مقاطعة البضائع الفرنسية.