لندن تعلن انضمامها إلى مستنقع باريس وترتعد أمام سلاح المقاطعة
أحمد عكور - وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أعلن في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء تضامن بلاده مع فرنسا، داعيا الدول الأعضاء في حلف الناتو إلى الوقوف معها في مواجهة حملة المقاطعة، التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي ردا على نشر الرسومات المسيئة للرسول الكريم.
بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي لاتزال مرتبطة بفرنسا جوهريا، فكلتا الدولتين توحشتا في استعمارهما للعالم العربي، واشتركتا في مجازر دموية شهدتها معظم أنحاء الكوكب، وتعبران في ممارساتهما السياسية عن ذات النظريات العنصرية المقيتة حول تفوق العرق الأبيض، والتي كان أبرز روادها الزعيم النازي أدولف هتلر.
لندن وباريس.. حكاية مدينتين غرقتا في دماء الشعوب منذ نشأتهما، ولاتزالان تكنان الحقد والعداء لكافة شعوب الأرض من غير الأوروبيين، وتغلفان حقدهما وتعصبهما الأيديولوجي الأعمى بأكذوبة حرية الرأي والتعبير.. لذا، من البديهي أن تبادر الخارجية البريطانية إلى دعم شريكتها في الجرائم المستمرة دعما لا مشروطا.
العداء الإنجليزي_ الفرنسي للإسلام، بل ولكافة شعوب الأرض، لايزال مستمرا عبر الاحتلال الاقتصادي الذي تفرضه الإمبريالية بكل صلف ووحشية.. لذا كانت المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الفرنسية هي الصرخة الثورية التي قضت مضاجع حلفائهم الإنجليز، لأنهم يدركون تماما أن مصالحهم الاقتصادية المشتركة قد آن لها أن تتساقط كحجارة "الدومينو".
النظام البريطاني القائم على العبودية والإرث الاستعماري هرع لمحاولة نجدة باريس انطلاقا من الانتماء إلى ذات المستنقع الأيديولوجي العفن، الذي يسعى محموما إلى تكريس قذارته الإمبريالية في العالم العربي.. في هذا الإطار يمكن فهم سبب الرعب الإنجليزي من حملة المقاطعة.
البعض شكك في جدوى المقاطعة الاقتصادية لفرنسا ردا على إساءتها الوقحة، لتأتي هذه "الفزعة" الانجليزيه المرتعدة دليلا على جدوى المقاطعة، بل وضرورة تعميقها وتوسيعها لتشمل المنتجات البريطانية، وكل من يحاول نصرة باريس على فرض خطاب الكراهية، والعنجهية العنصرية المقيتة، التي تمارسها دون أي خجل.
المهاتما غاندي نجح في تحرير بلاده من براثن الاستعمار البريطاني عبر سلاح المقاطعة.. واليوم، على العرب تفعيل هذا السلاح في مواجهة ذات الاستعمار القديم المتجدد.