بنرفض نحنا نموت
السلطة تحتاج رصاصة صحوة حتى تعلم انها هي ذاتها من تتعامل "بإقليمية خشنة " وبجغرافية مُتعجرفة مع الافراد بمحاربة فيروس كورونا ، مثلا وقبل فترة وجيزة ، الدولة تعاملت ببراعة حينما توسد الفيروس ابناء المحافظات التي تعنيها صحتهم وحياتهم ، شددت الحراسة الأمنية ، طوعت الجيش لصالح المواطنيين ، سيجت المحافظات بالعزل الكامل وزرعت المدرعات لتغلق مداخل المدن وتردع انتشار المرض وهذا مُحبذ وجميل وترفع له القبعات .
لكن الغريب يا اصحاب القرار في وطني أن مُدن الجنوب التي يتفشى فيها الوباء اليوم من غربها لشرقها ويأكل العابرين من شبابها وشيوخها ورجالها ونسائها ، لم يتم الالتفات لها أو اتخاذ ادنى اجراء لضمان سلامة مواطنيها ولم يُجهز على الأقل مستشفى عزل يرفد المستشفيات المتهالكة بالأصل .
أتساءل يا وزير الصحة السابق والحالي و الذي من المفروض أن يحمل كل منكما انبل رسالة انسانية على وجه الأرض ...
اين اجهزة الأكسجين التي تبرع بها مواطن "كركي" يشقى ويعمل خارج بلده ؟
اين تبرعات اصحاب رؤوس الاموال والبنوك وكبرى الشركات في البلد لصالح الصندوق المبتور" همة وطن" ؟
اين توصيات منظمة الصحة العالمية التي طبلتم رؤوس الأردنيين بها حينما كان الشمال يتجرع سُم الوباء ، لماذا نسيتم اليوم أن الجنوب ينهار تدريجيا تحت وطأة غيابكم وتخاذلكم وانحزياكم الجغرافي والمناطقي ؟!
اتعلمون يا سادة ....
لم نكن اقليميين يوما ، كُنا وما زلنا وسنبقى أُنموذجا بتلاحمنا وجسدا اردنياً واحدا وقودهُ شماغنا الأحمر ، هذا درس لمن لا يعلم أن الفتن الجغرافية لا تهز ثوابت وأواصر المحبة بين الشماليّ والجنوبيّ لكن ثوابت المسؤولين هي من تهتز امام اول اختبار وطني وهذه دلالة واضحة على ضعفهم وجهلهم للخريطة العربية التي وحدت الضفتين ذات يوم بنهر عروبيّ لا يتوقف عن التدفق مدى الحياة .