منذ مقتل المدرس.. هذه أهم الهجمات والإهانات التي تعرض لها مسلمون بفرنسا
تعرض مسلمون في فرنسا لأنواع من التهديدات والهجمات منذ حادثة قطع رأس المدرس يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وقد فتحت تحقيقات في العديد منها، يعتقد أن بعضها ربما نفذه اليمين المتطرف.
فمنذ اغتيال المعلم صامويل باتي في كونفلان سانت هونورين، وكما يحدث عادة بعد كل هجوم، تعرضت دور عبادة إسلامية لاعتداءات كما أوذي عدد من المسلمين، وكانوا ضحايا لإهانات أو إيماءات عنيفة من جانب أناس يدعون أنهم ينتقمون من الجهاديين.
وفي أقل من أسبوعين، يقول موقع "ميديا بارت" (Mediapart) الفرنسي تعرضت 3 مساجد على الأقل لأضرار مادية، أو تلقى القائمون عليها تهديدات.
لكن الموقع لفت إلى أن أشهر تلك العمليات وأكثرها رمزية في هذا المناخ المتوتر يبقى بلا شك الاعتداء، الذي طال امرأتين محجبتين بالقرب من برج إيفل مساء 18 أكتوبر/تشرين الأول بينما كانتا تمشيان ضمن مجموعة من 5 نساء، والذي انتشر خبره بعد تغريدة على تويتر جاء فيها "تعرضت امرأتان محجبتان لهجوم بسكين" تلتها تغريدة أخرى توضح "طعنتهما امرأتان أمام أطفالهما لكونهما مسلمتين ومحجبتين"، لتشتعل بعد ذلك الشبكات الاجتماعية بالتفاصيل حول الخبر.
وبدأ الأمر عندما طلبت إحدى النساء المحجبات من صاحبة كلب اقترب منها، ولم يكن مربوطا، أن تمسكه لتبدأ صاحبة الكلب ورفيقة لها بسبها وشتمها.
وحسب ما قالته إحدى المحجبتين، واسمها حنان، لميديا بارت، فإن من بين ما قالته لهن المهاجمتين "أنتم عرب قذرون" "نحن في وطننا"، "عودي إلى بلدك"، لتهجم بعد ذلك عليها محاولة نزع حجابها، وفي ذلك الوقت، أصيبت أختها كنزة البالغة من العمر 19 عاما بعدة طعنات في الوجه والبطن والمعصم عندما حاولت التدخل، و"بينما كانت كنزة على الأرض، تلقت ابنة عمنا أمل 6 ضربات وثقبا في الرئة" دائما حسب حنان.
وأثناء فتح التحقيق في "محاولة القتل العمد"، اعتبر مكتب المدعي العام في باريس أنه في هذه المرحلة "لا يوجد دليل يدعم أطروحة وجود دافع عنصري أو مرتبط بارتداء الحجاب".
وبعد 3 أيام، كيَّف قاضي التحقيق أخيرا دافع الهجوم، الذي اعتبره متعمدا بـ"العنصرية أو معاداة الدين"، وأنه نفذ في حالة سكر وباستخدام سلاح أبيض هو السكين.
وقد اعتقلت إحدى المهاجمتين على ذمة التحقيق، بينما طالب محامي المعتدى عليهن رييه عليمي بإعادة تكييف دافع الاعتداء ليصبح: "الشروع في القتل"، الذي قد تصل عقوبته للسجن عدة سنوات.
هجمات على مساجد
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول، قدم مسؤولو مسجد الرحمة في بيزييه شكوى بدورهم بعد أن اكتشفوا، على فيسبوك، رسالة تدعو إلى "حرق" المبنى "لتكريم" صامويل باتي ورسالة أخرى تقول "طفح الكيل"، وثالثة تعبر عن الاستعداد للهجوم تقول "نعم متى سنحول أقوالنا إلى أفعال؟". وقد توصلت السلطة لأحد المسؤولين عن هذا الخطاب، واعترف خلال احتجازه بالتهم الموجهة له، وتصل عقوبته للسجن سنة نافذة مع غرامة بـ45 ألف يورو.
وخلال ليلة 21 أكتوبر/تشرين الأول، وفي حوالي الساعة 1:45 صباحا، تحطمت 3 نوافذ لمسجد النور المحمدي، الواقع في وسط مدينة بوردو، وكتبت على الجدران عبارات مسيئة للنبي، صلى الله عليه وسلم، وعبارات أخرى من قبيل "تحيا فرنسا" و"انزعي حجابك"، هذا فضلا عن صلبان من أشكال مختلفة وقد فتح تحقيق في القضية.
وبعد عرض هذه الأحداث تساءل موقع ميديا بارت قائلا "هل يحتمل أن يؤدي هجوم كونفلان وسانت هونورين إلى انفجار الأعمال المعادية للمسلمين؟ ومن يتابع هذا الأمر؟".
وأجاب الموقع بأنه بالإضافة إلى "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في فرنسا" (CCIF) ، الذي يريد وزير الداخلية جيرالد دارمانين الآن حله، تعكف المزيد من الهيئات "الرسمية" بانتظام على هذه الظاهرة، مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يعرض في تقاريره السنوية المؤشرات المتاحة لقياس أنواع العنصرية المختلفة.
دور الانتخابات
وينقل الموقع في هذا الإطار عن عبد الله زكري الذي يرأس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، وهو هيئة تابعة لـ"لمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" (CFCM) قوله في هذا التقييم الأولي لما بعد هجوم كونفلان، إن زعماء دينيين مسلمين تلقوا "رسائل إهانة" "بعيد القتل المروع لصامويل باتي".
ويضيف زكري أن "المناخ ثقيل للغاية والقلق كبير جدا داخل المجتمع المسلم"، كما يعتقد عبد الله زكري، الذي يرى أن الهجمات، وكذلك التوترات مع دول إسلامية و"خطاب الكراهية لبعض السياسيين" كلها أمور لها تأثيرها على الوضع.
ويربط زكري بين هذه الأجواء المشحونة وبين اقتراب الانتخابات، ويقول إن هناك من ينحون باللوم في كل شرور فرنسا على المسلمين، ومن يريدون ضرب هؤلاء المسلمين بقوة لكسب أصوات اليمين المتطرف، مشيرا إلى أنه كثيرا ما قال للمسلمين مع اقتراب كل انتخابات إن عليهم الاستعداد لتلقي الصفعات المباشرة.
غير أن موقع ميديا بارت لفت إلى أنه، وفقا لما سجله المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا بعد هجمات شارلي إيبدو 2015، فإن الوضع ما يزال بعيدا عما حدث آنذاك، إذ سجل في غضون أسبوعين بعد الهجمات، 128 عملا معاديا للمسلمين في فرنسا (باستثناء باريس والضواحي الداخلية)، بما في ذلك حوالي 30 تدميرا لمساجد و100 حادثة تهديد وإهانة، وهو ما يوازي كل ما تعرض له المسلمون تقريبا طيلة عام 2014.
(الجزيرة نت)