مشاعر الألم والحزن في تغريدات الحكومة.. لطميات افتراضية عوضا عن الحلول العملية
محرر الشؤون المحلية - تغريدات مقتضبة، أطلقها رئيس الوزراء، د. بشر الخصاونة، ووزير الدولة لشؤون الإعلام، علي العايد، عبر موقع "تويتر"، معبران عن حالة الألم والحزن، نتيجة حالات الوفاة، التي حصدت أرواح عدد من الأطباء، وهم يدافعون عن أمن المجتمع الصحي في مواجهة فيروس كورونا.
التغريد عبر "تويتر".. هكذا تتعامل حكومة الخصاونة مع الواقع المتردي المهيمن على القطاع الصحي، في ظل التفشي المجتمعي للوباء.. يبدو أن هذه الحكومة ماضية على ذات الطريق الذي سنته حكومة الرزاز.. التغريد خارج سرب الضرورة، التي تستوجب اتخاذ الإجراءات العملية على أرض الواقع!
منذ مجيء حكومة الخصاونة، والحاجة الملحة للارتقاء بواقع مستشفيات البشير، وغيرها من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، تعبر عن نفسها بشكل صارخ.. صور المرضى الملقون على الأرض في الممرات نشرت عبر مختلف وسائل الإعلام.. مر أكثر من أسبوع على تلك الفضيحة، قبل إعلان فاجعة موت الأطباء، فما الذي كانت تنتظره حكومة التغريد؟!
أسبوع من الصمت المطبق، مر على تلك الفضيحة ليعكس حالة غريبة للامبالاة الحكومية، حيث اكتفى الدوار الرابع بسد أذنيه أمام موجة الاستنكار والاستهجان الواسعة، التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي منذ انتشار صور المرضى الملقون في ممرات المستشفيات، وكأن حالة السخط الشعبي مجرد زوبعة في فنجان، ستنقضي بمرور الوقت.
كيف تعاملت الحكومة مع حالة الغضب الناجم عن تردي القطاع الصحي؟! وزير الصحة، د. نذير عبيدات، أطل عبر إحدى القنوات الرسمية بعبارات إنشائية لا تقدم ناقة أو جمل في سياق الحلول العملية أو كيفية التعامل مع هذه الأوضاع على أرض الواقع الملموس.
حكومة الخصاونة، التي استحقت لقب حكومة الصمت بجدارة، تعتقد على ما يبدو أن كل شيء سيمضي على نحو جيد بمجرد مرور الوقت، على قاعدة أن من لا يعمل لا يخطئ، وانطلاقا من الاعتقاد بأن الزمن كفيل بمعالجة كل شيء بدواء النسيان.. في هذا الإطار فقط يمكن قراءة صمتها الثقيل، منذ انتشار فضيحة المستشفيات الحكومية.
واليوم نحن أمام فاجعة الوفيات، التي بدأت تلقي بظلالها على الكوادر الصحية، فهل ستستمر الحكومة بالتمسك بسلاح الصمت، ظنا بأن هذا كفيل بوضعها فوق مستوى النقد، رغم الأرواح التي تزهق كل يوم؟!
الشكاوى والمخاوف المتعلقة باحتمال انهيار القطاع الصحي، أمام تزايد أعداد الإصابات بالكورونا، وضعت على طاولة الحكومة منذ يومها الأول.. ولكن عوضا عن الإسراع في اتخاذ خطوات عملية، يستمر اللجوء إلى سمفونية التغريد القديمة المتجددة.
الإعلام كان ومازال يحاول انتزاع التصريحات الرسمية حول الإجراءات المقرر اتخاذها لتحسين وتطوير خدمات القطاع الصحي بما يناسب متطلبات مواجهة الجائحة.. والحكومة مازالت تلتزم الصمت، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد!!
حتى بعد هذه الحادثة المؤسفة، يكتفي رئيس الوزراء ووزير الإعلام بوسائل التواصل الاجتماعي، دون إصدار بيان رسمي يوضح على الأقل ماذا ستفعل الحكومة تجاه وضع القطاع الصحي، ضمن برنامج واضح المعالم، وبعد دراسة الإمكانيات والحلول المقترحة!
التغريد حول الحزن والألم.. هكذا تتعامل الحكومة مع الحادثة، وكأن الحل يكمن في تنظيم حلقات بكائيات ولطميات، وانتظار معجزة تهبط علينا من سماء الأمنيات!
إذا كانت الحكومة عاجزة عن تأدية دورها تجاه الملف الصحي، الذي يحتل قمة الأولويات الملحة، فلا داعي لمجيئها من الأساس.. نحن بحاجة إلى خطة نجاة عملية، أما التغريدات فهي ليست متطلبات وشروط العمل في الدوار الرابع!