الإفتاء تدعو الى القنوت في الصلوات المفروضة والمسنونة لدفع البلاء
دعت دائرة الإفتاء العام المسلمين إلى القنوت فرادى وجماعات في الصلوات المفروضة والمسنونة، والدعاء إلى الله تعالى بتفريج الكرب وإزالة الهم، ورفع الوباء وما نزل على البلاد والعباد من جائحة، لاسيما وقد اجتمعت في هذا الزمان أسباب كبرى من المصائب والابتلاءات، ومنها جائحة كورونا.
وقالت الدائرة في فتوى حصلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) عليها، اليوم الثلاثاء، إن دعاء القنوت في النوازل مشروع ومستحب، ووردت به السنة الشريفة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وبه أفتى جمهور الفقهاء، وهو مستحب في صلاة الجماعة والفرد، سراً وجهراً، عسى الله أن يرفع ما نزل بنا من بلاء.
وأضافت أن الله عز وجل شرع للناس أن يدعوه في كل وقت وحال، خاصة إذا أحاق بهم بلاء عام، أو نزلت بهم نازلة عم ضررها واستطال شررها، وذلك مبني عند أهل الإسلام على عقيدة القضاء والقدر، وأنّ الله عزّ وجل هو مسبّب الأسباب، ودافع ما شاء من قضائه بدعاء عباده المؤمنين.
وأشارت إلى أنه ورد في الحديث الشريف أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلَّا البِرُّ» وهذا ما ذهب إليه كثير من أئمة المسلمين.
وبينت أن من السنة إذا نزلت بالمؤمنين نازلة أو مصيبة أياً كان سببها أن يقنتوا في الصلوات، فقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة، ويكبر ويرفع رأسه: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد»، ثم يقول وهو قائم: «اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان، ورعلا، وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله».
وأوضحت الدائرة هيئة دعاء القنوت بالنسبة للمنفرد أن يسرّ به ولا يجهر، وأما الإمام فيجهر به في كل حال، حتى لو كانت الصلاة سرية، ويؤمن المأمومون على دعائه جهراً، مبينة أن الظاهر من مذهب الشافعية أنه لا يسن القنوت في النافلة.
وحول كيفية الدعاء بينت الدائرة أن المسلم يدعو بما شاء من الدعاء في القنوت، ولا يطيل فيه كثيراً والصحيح أنه لا يتعين فيه دعاء مخصوص، بل يحصل بكل دعاء، وفيه وجه أنه لا يحصل إلا بالدعاء المشهور: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذلّ من واليت، تباركت وتعاليت)، والصحيح أنّ هذا مستحبّ لا شرط، ويسنّ أنْ يصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم وآله أول الدعاء وآخره.
--(بترا)