لماذا نصمم على الانتخابات ؟

  لماذا تفكرون بمجلس النواب أكثر من تلك المقابر التي باتت تزدحم بالمتوفين، ولماذا تضيّقون الخناق على الناس والحلول متاحة وممكنة حتى لو عاد المجلس السابق فليكن وما الضير في ذلك إذا كان المقابل هو صحة الناس والحفاظ على حياتهم .
نعم كان الخطأ هو عدم التأجيل للمجلس السابق، ولو تم هذا التأجيل لكانت الدولة قد اراحت نفسها وحشّدت الجو العام تجاه مواجهة الوباء دون تشتيت لأن مثل هذه الجائحة لا يجوز فيها التحدي الذي يضر بالمصلحة العامة للشعب، كما لا يمكن القبول بأن يتم تطبيق عرف عام في وقت قد يضر بالناس .
وماذا لو تم تأجيل الانتخابات شهراً أو شهرين والدستور يسمح حتى منتصف كانون الثاني القادم؟ ولماذا هذا الإصرار على إجراء الانتخابات وانتم تعلمون أن الفائزين في مثل هذه الحالة هم اصحاب المال الأسود الذين سيجبرون جماعاتهم على الخروج إلى الصناديق، بينما الأكثرية المميزة من الشعب سيبقون في بيوتهم ملتزمين بما تدعو له الحكومة ليل نهار من التباعد الاجتماعي وعدم التجمعات.
لماذا تكلفون الوطن عبء مجلس يعرف الجميع من الآن مواصفاته من حيث التمثيل الذي ستكون نسبته ضئيلة وهو بذلك مجلسٌ لا يمثل الأردنيين، بل سنجده مزدحماً بالمتسلقين والطارئين وارباب المال، وهذا لا يمكن اعتباره إلا ظلمٌ بحق الوطن الذي سيكون تحت سطوة التشريع الصادر عن مجلسٍ جاء عنوة من قبل قلّة قليلة لا يهمها مواصفات النائب بقدر همها الاستفادة المالية منه .
لماذا تجلدون الوطن في أحلك الظروف ؟ ولماذا تجعلون من الانتخابات شأناً وكأن الحياة ستتوقف بدونها؟ ولماذا كل هذا التضييق على الناس وتحويل العرس الديموقراطي إلى مأتم وبيت عزاء ؟