هل تأخر العالم في حظر مشايات الأطفال؟ 4000 إصابة سنويا في بريطانيا

إن وضع الطفل في مشاية يشبه إعطاء مراهق سيارة فيراري، إذ يحتاج إلى اهتمام وإشراف أكبر بكثير مما لو لم يكن بداخلها، وتظهرالإحصائياتأن أكثر من 40% من صغارنا الذين يستخدمون المشايات ينتهي بهم الأمر إلى التعرض للأذى، ويقدرون بـ 4000 إصابة سنويا في بريطانيا وحدها.

تؤخر النمو

يمكن أن تمنح المشاية الأهل إحساسا زائفا بالأمان، فيعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا إلى جوار الطفل، لكنه لا يحتاج فقط إلى تعلم التنقل بنفسه، بل يحتاج أيضا إلى أعين تراقبه لحمايته.

وعرفت مشايات الأطفال في أوروبا منذ القرن 15، وهي عبارة عن قاعدة مصنوعة من البلاستيك الصلب فوق عجلات ومقعد قماش معلق وفتحتين للساق. يشتري بعض الآباء المشايات لاعتقادهم أنها تساعد الأطفال على تعلم المشي بشكل أسرع، لكن العكس هو الصحيح.

ويؤخر استخدام المشاية من قدرة الطفل على المشي بدون مساعدة لمدة 3 أسابيع، فلا يتعلق المشي بتحريك الساقين، بل بتعلم الإمساك بالأريكة أو أرجل المناضد أو يد أحد الوالدين، ورفع الجسم للوقوف ثم الاتزان والمشي في خطوات بدون دعم، أما المشاية فتحرمهم من ذلك.

وأصدرت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية، والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ومنظمة الأطفال في خطر، ومنظمات أخرى، تحذيرات لإثناء الآباء عن استخدام مشايات الأطفال، فأظهرت الأدلة أن الصغار الذين استخدموا المشاية جلسوا وزحفوا ومشوا متأخرين عن أقرانهم الذين لم يستخدموها.

وسجلوا أيضا درجات أقل في تقييم بايلي الذي يقيس درجات النمو العقلي للطفل وتطوير اللغة ومهاراته الحركية. إذ قد تتسبب هذه المشايات في إحداث إعاقة، وتمنع الطفل من الزحف والقدرة على البقاء في وضع مستقيم مما يتعارض مع نمو الدماغ الطبيعي.

آلاف الإصابات

تعتبر المشايات مسؤولة عن حوالي 2000 إصابة سنويا للأطفال الأميركيين، حيث تصبح خطيرة بما يكفي لنقلهم إلى غرفة الطوارئ، كما تسببت في وفاة 8 أطفال جراء تلك الإصابات بين عامي 2004 و2008، مما دفع أطباء الأطفال إلى رفع أصواتهم بالدعوة لحظر المشايات تماما، اقتداء بكندا، أول من حظر بيع واستيراد والإعلان عن مشايات الأطفال عام 2004.

ونشرت مجلة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفالتفاصيل دراسة تمت بين عامي 1990 و2014، عن أكثر من 230 ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 شهرا، تلقوا العلاج في أقسام الطوارئ الأميركية، بسبب إصابات تتعلق بالمشايات.

وتحدث غالبية الإصابات عندما يسقط الأطفال على السلالم في المشاية، وعادة ما يصابون في الرأس أو الرقبة، وأصيب ثلثهم بكسر في الجمجمة، بسبب توفيرها تلك القدرة للأطفال بأن يتشبثوا بشئ بأصابعهم، أو يسحبوا الأشياء على أنفسهم، أو أن يمسكوا بأشياء خطيرة مثل الأدوات الحادة أو السوائل الساخنة أو السموم التي قد تكون بعيدة عن متناولهم.

اعلان
 

كما يمكن أن يتعرض الأطفال للسقوط من المشاية ومن ثم يتعرضون للأذى، وقد يتعرضون إلى خطر الغرق إذا اقتربوا من حمام السباحة، كما كانت هناك إصابات من ألعاب ملحقة بمشاية الأطفال ذاتها، ولم يؤثر تطبيق معايير السلامة الإلزامية الفدرالية لعام 2010 على المشايات في خفض عدد الإصابات بدرجة ملحوظة، إلا بعد تراجع الآباء عن شرائها.

بدائل

يعمل الدماغ بنمط معكوس حيث يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الذراع اليمنى والساق، في حين يتحكم نصف الدماغ الأيمن في الذراع اليسرى والساق. لذا يعد الزحفنشاطا أساسيا لتحفيز الدماغ على النمو، وتعلم المهارات الحركية والإدراكية المهمة مثل المسافة والعمق، والمفاهيم الأساسية مثل الخارج والداخل والأعلى والأسفل.

مع توفير ما يكفي من التشجيع والوقت لتطوير قوة العضلاتوتوازنها، سيمشي جميع الأطفال عندما يكونون مستعدين لذلك، وهو ما يحدث عادة ما بين 9-18 شهرا، وينصح الأطباء بوضع الطفل على بطنه على الأرض ليتعلم دفع نفسه والسير بطريقة صحيحة، وتلك التدريبات هامة لنمو جميع المهارات الحركية، ويؤثر إهمالها بالسلب.

ويجب أيضا الاهتمام بتوفير أرضية تحمي الطفل من الانزلاق، بفرد سجادة كبيرة غير قابلة للسحب، حتى يقبض عليها الطفل وهو يتعلم الزحف والمشي.

وقامت الشركات الذكية بطرح بدائلأكثر أمانا كالعديد من أشكال مشايات الأطفال الآمنة، والتي تعتمد على دفع الطفل لها بنفسه بعدما يكون بإمكانه الوقوف بمفرده، ويحذر من عدم استخدام تلك المشايات لأكثر من 10 دقائق يوميا تحت إشراف الوالدين، كما يجب التأكد من أن قدمي الطفل مسطحتان تماما على الأرض، وليست أصابعه فقط.

المصدر:مواقع إلكترونية